حفل مؤتمر اتحاد كرة القدم بالكثير من طقوس التقبيل وكلمات الإطراء والمديح على مدار أكثر من ساعة، من أصل ساعاته الثلاث التي انقضت دون أن يتطرق المؤتمرون لمسائل تهم مستقبل كرة القدم السورية التي أجاد البعض الركوب على ظهر فوزها وتعادلها مع كل من قطر وايران، واعتبروه فتحاً مبيناً لهم عندما صعد المنتخب للملحق المونديالي حيث سنواجه فيه المنتخب الأسترالي.
المتبقي ساعتان وربما أقل من عمر المؤتمر هل كانت كافية لمناقشة ما تم توزيعه من تقرير يتعلق بالموسم القادم، قبل ربع ساعه على الموجودين دون المرور على ما حفل به الموسم الذي لم ينته، بسبب تعليق مباريات الكأس، حيث كان يعج بما يتطلب من المؤتمر علاجه ومناقشته بكل أريحية وعلى مدى ساعات وليس ساعتين، فما حدث فيه من ايجابيات وسلبيات تستحق التوقف فعلا، ولكن أحداً لم يلتفت اليها الا ما ندر، لان المؤتمر حسب ما قالوا لهم يتعلق بالموسم القادم فقط، وبالتالي حتى مناقشاته كانت هشة وسطحية.
ورغم ذلك طالب ممثلو الاندية الاربعة الهابطين بإلغاء قرار الهبوط مبررين بظروفهم الصعبة التي مروا بها، ولكن رد رئيس المؤتمر كان واضحاً، القرار اتخذ في المؤتمر السابق، واشار الى أن تغيير الادارات المتكرر وإهمالها ومشاكلها هي السبب في الهبوط، وفيما يجري داخل الاندية من مشاكل كثيرة، مشيرا بكلامه لمفاصل رياضية وراء عدم استقرار الادارات في الاندية.
كرة القدم السورية تحتاج الى اكثر من مؤتمر والى اكثر من ساعتين تناقش فيها هموم اللعبة وأوجاعها المزمنة، بل الى رسم استراتيجية يتم من خلالها تطوير اللعبة بشكل صحيح، واستغلال حالة الاحتراف التي يمر بها اللاعبون ومدى انعكاسها على مستوى اللعبة بشكل عام.
كان بودنا أن يتم التطرق للائحة الانضباطية، وما يتعلق بالغرامات المالية أو حالة منع الجماهير من الحضور، وكذلك مناقشة الوضع التحكيمي وما حدث من خلل في كثير من مفرداته أثرت بشكل أو بآخر على الدوري.
هشاشة الطروحات في المؤتمر تنم عن سطحية التعاطي مع اللعبة الشعبية الاولى التي وحّدت السوريين في أصعب مراحل حياتهم، وهذا ليس بغريب لأن ما سبقه من مؤتمرات لم تكن بأحسن حال بل نسخة مكررة من فشل صريح برسم مستقبل أو مناقشة واقع واجهة الرياضة، فكيف بباقي الألعاب ؟