الحسكة – دحام السلطان :أيام عمل ساخنة وشاقة مرت على نادي الجزيرة على مدار الأيام القليلة الماضية ،
لم تفتر عزيمتها ولا حرارتها عن حرارة الطقس اليوم إن لم نقل قد تفوقت حتى على حرارته ..! فعلى خلفية سوء الفهم الذي دارت رحاه مابين قبة الملعب البلدي حيث مقر النادي من جهة ، ومكاتب اصحاب القرار الرياضي في الصالة الرياضية من جهة ثانية ، وعلى ذلك جاء الاجتماع الذي طلبته إدارة النادي من اللجنة التنفيذية للنقاش بشكل مباشر معها وعلى ( بياض ) كان كفيلاً بتصحيح الوقائع وترميم الصور وتصويب الإشكالات العالقة بينهما بعودة المياه إلى مجاريها ما بين الرئيس والمرؤوس ..!
قـدم ثابتـة
طالبت إدارة الجزيرة في الاجتماع من اللجنة التنفيذية بمناقشة بندين اثنين لا ثالث لهما ، وهما كل ما يتعلق بالشأن الاستثماري وبالشأن التنظيمي ، وعليه فإن الأمر الأول يتعلّق بموقع وحال المنشآت التابعة للنادي وتراجع مردود استثمارها وتذمّر مستثمريها من ضيق اليد وعدم القدرة على الالتزام ببنود عقود الاستثمار من الناحية المالية تجاه النادي ، مما انعكس سلباً على أداء العمل الإداري بشكل عام وفق حالتي العرض والطلب لديه وهو الذي تنتظره أي النادي مهام جسام وواجب تحدي تجاه الاستحقاق الذي ينتظره فريق الرجال في دوري الاستقرار وعدم الاستقرار ..! وعلى ذلك فإن إدارة النادي طالبت بالبدائل الفورية من القيادة الرياضية المركزية عن طريق القيادة الفرعية في المحافظة لوضع قدم ثابتة كأقل تقدير على أول عتبات سلم التحضير للدوري ، بعد أن لمست الإدارة أول مؤشرين يدلان على عزوف القطاع الخاص عن الخوض في مغامرات استثمار جديدة للأسباب التي ذكرناها ، بدليل فشل مزايدة منشأتي مسبح ومطعم تشرين وحديقة الألعاب اللتين كان من المفترض أن يدفع مقدم عقد استثماريهما بعمل النادي خطوات طويلة إلى الأمام ، ولكن تلك هي النتيجة ..!؟
تحديد المسؤوليات
ارتبط الأمر الثاني بالحالة التنظيمية المطلوب توافرها في عمل المؤسسات الرياضية ما بين النادي من ناحية وبين المؤسسات الأخرى المرتبط عملها بالنادي من ناحية أخرى ، كعلاقة مركزية أو علاقة أدبية تتعلق بالعمل الفني ، وارتبط ذلك كله وفق ما اعتبرته إدارة النادي بالتجاوزات على روح العمل التنظيمي المؤسساتي تجاه النادي من قبل فنية كرة القدم على خلفية الترشيح للدورة الآسيوية التي عرضنا تفاصيلها وحيثياتها كاملة في الحلقة الماضية ، ولم تنته الأمور عند ذلك بهذا الخصوص – بل علمت الموقف الرياضي بأن هناك لجنة تحقيق رسمية ستقف عند موضوع الترشيح الذي رفعته اللجنة الفنية إلى اتحاد الكرة للبت بالأمر نهائياً وإنصاف الطرفين وفق ما ستقرره لجنة التحقيق ، كما استعرض الاجتماع حالات رصد متكررة للحالة الاعتباطية التي تصدر عن بعض اللجان الفنية للألعاب بخصوص مراسلة النادي بكتب خطية غير رسمية ، وغير المعمول بها في منظمة الاتحاد الرياضي العام بأن ترد إلى النادي دون رقم ولا تاريخ ، أو أن تقوم تلك اللجان بإرسال بلاغات وتعاميم اتحادات الألعاب بشكل مباشر إلى النادي دون إرفاقها بإحالات خطية صادرة عن تلك اللجان ، فطالب النادي بوضع حد لتلك الأخطاء التنظيمية حرصاً على صيغ التفاهم والتعاون وتحديد المسؤوليات بين الطرفين ..!
الأفعال والانفعال
بالعودة إلى الإدارة التي يبدو أن أمورها ليست كما ينبغي ، ولا الحالة ( تمام التمام ) وتبادل الأدوار فيما بينها يتراوح ما بين الجيد والوسط والمقبول وغير المقبول وأحياناً غير المعقول أيضاً ، ويبدو أن حالتي النظرة الآنية والانفعال تصل في أكثر المرات إلى أن تطغى على حالتي الفعل والأفعال من بعض أعضائها ، وربما أن هذه الحالة بمجملها غير مقصودة وهي تنبع من عملية قلة الخبرة لدى البعض في العمل الإداري المعمول به في المؤسسات الرياضية ، وإن كان الجميع على قدر كافٍ ووافٍ من الحالة الرياضية فيه بمفهومها المجرّد ، وهذا ينبني على صوابية الطرح والمناقشة والعمل بروح الفريق الواحد ، والحوار بين جدران الإدارة وتحت سقفها فقط ..! لاتخاذ القرارات المناسبة والصائبة وليس بنثر الأحاديث و ( السوالف ) في الهواء الطلق وفي المقاهي وعلى طاولات لعب (ورق الشدة ) ، لكي يحق للإدارة في النهاية توجيه النقد والعتب تجاه المؤسسات التي تعمل معها ، ويكون كأسها في النهاية مملوءاً بأكمله وليس نصفه فارغاً لتنظر من خلاله نحو الآخرين بمنطق ملئان وبرؤية ثاقبة وليس برمي السهام الجارحة ، لأنها جاءت إلى النادي بإجماع الشارع فلا نريدها في النهاية أن تكون حديثاً في الشوارع ..!! وللحديث بقية ..