الشغف .. بين الرؤوس والأقدام ؟!

غسان شمة _ الشغف كلمة مفتاحية في الحياة ، وفي عالم الرياضة تفتح للسحر والجنون أبواباً ونوافذ ..


وتنطبق على كثير ممن ينسون كل شيء خارج الدائرة التي ينغمسون فيها كلياً، وتراهم يغرقون من الرأس حتى أخمص القدمين في نارها الإبداعية..‏‏


في عالم الرياضة، الذي نخط في صفحاته مداد اليراع، هناك الكثير من “المجانين” الذين أصبحوا أسطورة بفضل هذا الشغف، لاعبين ومدربين وإداريين، وإذا ما أردنا أن نتحدث عن ذلك لا يمكن لصفحاتنا أن تسع القائمة الطويلة جداً.. ومثل هذا الشغف يحرك الرؤوس والأقدام معاً، حين يمضي أصحابها في رسم معالم اللوحة التي يتفنون في تركيب تفاصيلها الدقيقة..‏‏


الشغف .. كلمة تتفجر بمواقد الإبداع والإنجازات في عالم الرياضة الواسع ، و يغدو جنوناً جميلاً في الملاعب الخضراء .. فكم من مجنون خط اسمه الكروي بنيران الشغف مزاحماً أرقى الفنون.‏‏


ونار الشغف لا يمكن لها أن تتواصل دون خبرة تؤسس لرؤيتها على أرضية سليمة في مجالها العملي، وإذا كان هذا الأمر يتطلب التزاماً كاملاً من اللاعب في استعداده لتقديم روحه وجسده في الميدان، فإن الأمر يبدو أكبر حين يكون المعني في موقع التدريب أو الإدارة، فالمنطق السليم يدعونا للبحث عن العقل المنظم والتخطيط الجيد، وقبل ذلك الخبرة التي تؤهل هذا الفرد للقيام بمهمة تربط بين الواقع والمستقبل على أرضية الإدراك العميق لما بين يديك من مواهب يمكن أن تمضي بها لتحقيق أهدافك البعيدة، فالعمل الرياضي له طبيعة تراكمية لا يمكن القفز فوقها.. وإذا ما قيض للشغف ذلك كله يمكن للرؤوس والأجسام والأقدام أن تتحرك بكثير من الخيال والإبداع وتحقق الإنجازات…‏‏


صحيح أن الشغف في جانب كبير منه يتميز بالجانب الشخصي، فكان له أثر تمايزي في زمن الهواية، لكن في زمن الاحتراف يختلف الأمر، واليوم يبدو أننا فقدنا الكثير من مفردات الشغف الرياضي وخسرنا فضائله، ولم نتمكن من كسب الشغف على قاعدة الاحتراف كرؤية عملية وعلمية ودينامية لأننا أردنا أن نقطف الثمار قبل أن نمهد الأرض الخصبة لمتطلبات الاحتراف .. ولكم في الكثير من اتحاداتنا الرياضية أمثلة ساطعة قد يكون اتحاد الكرة أنموذجها الأول والكثير من التفاصيل تحت القبة تشير إلى حضور الشغف وتبدده في الوقت نفسه .. ألا يتبدد الشغف ؟! هل يمكن قياس نسبته في عمل القائمين على رياضتنا؟!‏‏


ولا أكتم حيرتي حين يلح علي سؤال أخير: هل تعتبر مقاربة مسألة كهذه نوعاً من الرومانسية في زمن الاحتراف الرياضي ؟!‏‏

المزيد..