الموقف الرياضي..اقتربت الدوريات الأوروبية الكبرى من مراحل الحسم، وحقيقةً الأمور انجلت في الكالتشيو والليغ آن، فيوفنتوس يتصدر بفارق 15 نقطة عن أقرب منافسيه نابولي بعد ثمانٍ وعشرين مرحلة، وباريس سان جيرمان يتصدر بفارق 20 نقطة مع احتفاظه بمباراة مؤجلة قبل عشر مراحل من النهاية.
وفي إسبانيا خطا برشلونة خطوة واثقة بموجب نتائج الجولة الفائتة، فتربع على القمة بفارق عشر نقاط وهذا الفارق يعد كبيراً ومن الصعب جداً ترميمه إلا إذا كان برشلونة في أسوأ حالاته، ولكن هذا الافتراض غير منطقي مع تطلعات المدرب فالفيردي وقائد الفريق ميسي للقبض على كل الألقاب المتاحة هذا الموسم.
وإذا كانت الأمور جلية واضحة في إيطاليا وفرنسا إلا أن الأمور مختلفة كل الاختلاف في ألمانيا وإنكلترا، حيث تبدو الأمور ضبابية ومن الصعب التكهن بهوية الفائز، ففي الدوري الألماني الصدارة مشتركة بعد ست وعشرين مرحلة، ويمكن القول إن مباراة الإياب بينهما في ميونيخ قد تكون محطة مهمة، لكن يبدو الفريقان قادرين على صنع الحدث، مع الأخذ بالحسبان أن بايرن ميونيخ استغل العثرات الكثيرة لدورتموند في المراحل الأخيرة فقال كلمته وهو يريد إنهاء الموسم بصورة مثالية، وعلى الجانب المغاير سيكون البافاري بحال أفضل لإنهاء الموسم متصدراً.
الصورة في إنكلترا تبدو متقاربة، فليفربول يتقدم بفارق نقطتين على مانشستر سيتي حامل اللقب، ولكن النادي المانشستراوي يحتفظ بمباراة مؤجلة سيخوضها أمام غريمه الأزلي جاره مانشستر يونايتد يوم الرابع والعشرين من الشهر المقبل، وكان ليفربول متصدراً في مرحلة من المراحل بفارق سبع نقاط ولكن السيتي قال كلمته في رحلة الإياب ليصبح بموقف مثالي للحفاظ على اللقب مع مدربه الإسباني غوارديولا، بل إنه يتطلع لأكثر من ذلك، حيث فاز بكأس الرابطة وحجز مكانه في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، كما حجز مكانه في المربع الذهبي لمسابقة الكأس الأقدم في العالم، وهذا الطمع باللعب على كل الألقاب المتاحة ليس جديداً على المدرب الإسباني غوارديولا لكنه في الآن ذاته يستنفد طاقة اللاعبين في الأمتار الأخيرة من الموسم.
فارق الأهداف
التنافس سيكون على أشده بين دورتموند والبايرن وكل منهما حقق الفوز في آخر جولتين، ومحطات دورتموند المتبقية ستكون مع فولفسبورغ وماينز وشالكه ودوسلدورف في سيغنال إيدونا بارك، ومع البايرن وفرايبورغ وبريمن وغلادباخ خارج ملعبه، وهذه الروزنامة تبدو صعبة لمن يدقق فيها وخصوصاً أنه سيلتقي مع العملاق البافاري خارج الديار.
على الطرف المقابل سيلعب البايرن مع دورتموند وبريمن وهانوفر وفرانكفورت في ميونيخ، ومع فرايبورغ ودوسلدوف ونورنبيرغ ولايبزيغ خارجها، ويحسب للبايرن أنه يلعب مباراته الأخيرة بملعبه خلافاً لدورتموند.
النفس الطويل
يقال إن الذي يتصدر عشية عيد الميلاد يفوز بلقب الدوري إلا ليفربول وهذا حصل 2009 و2014 وهذا الموسم تصدر ليفربول يوم عيد الميلاد ولكنه تنحى عن الصدارة، ومبارياته المتبقية ستكون مع توتنهام وتشلسي وهيدرسفيلد وولفرهامبتون في ليفربول ومع ساوثامبتون وكارديف ونيوكاسل خارجها، وعلى الطرف المقابل سيلعب السيتي مع فولهام وكريستال بالاس ومان يونايتد وبيرنلي وبرايتون خارج ميدانه ومع كارديف وتوتنهام وليستر في مانشستر، ونوعية المباريات تبدو أصعب على السيتي الذي حقق الفوز في المباريات الست الأخيرة كما أنه جمع ثلاثين نقطة من آخر إحدى عشرة مباراة، والسؤال المطروح: هل يحافظ على الزخم الذي أظهره في النصف الثاني من الموسم؟
الثلاثية
يطمح برشلونة لتحقيق ثلاثية تاريخية سبق أن حققها 2009 و2015 وهذا الموسم تأهل إلى نهائي الكأس وسيلعب في ربع نهائي الشامبيونزليغ مع اليونايتد وحالياً يتصدر بفارق عشر نقاط، وسيلعب مع إسبانيول وأتلتيكو مدريد وسوسيداد وليفانتي وخيتافي في برشلونة، بينما يواجه فياريـال وهويسكا وألافيس وسيلتا فيغو وإيبار خارج ملعبه، وإذا أيقنا أن مباراة المسمار مع مطارده المباشر أتلتيكو مدريد في كامب نو ندرك أنه قاب قوسين أو أدنى من الحفاظ على اللقب والتفكير بالثلاثية بل أكثر من ذلك.