ضربــــة حـــرة…أين الخطأ..؟

يفرحني كثيراً، هذا الانتشار الواسع لعدد لا بأس به من لاعبينا بكرة القدم في الملاعب العربية والقارية، وهم يقدمون مستويات أكثر من رائعة، ويفرضون أنفسهم رقماً صعباً بكل رجولة ومهارة.


لن أعدد الأسماء أو أذكر الأرقام، فهم باتوا كثر في مختلف أنحاء المعمورة، وقد خرجوا من رحم الأزمة التي تعصف بالبلاد، رغم عثرات الدوري، والقائمين عليه، ورغم الظروف الصعبة التي أجبرت بعضهم على المغادرة، ولكن أغلبهم أصبحوا نجوماً وباتوا سفراء للوطن.‏


وليس اللاعب النجم عمر خريبين أول النجوم، ولن يكون آخرهم بالمطلق، ولكنه أضيف لقائمة النجوم المبدعين، الذين فتحوا لنا باب الأسئلة على مصراعيها حول سبب تألق لاعبينا في الخارج بهذا الزخم، ولماذا لا تتفجر مواهبهم في الداخل بهذه الطريقة التي نراها، ولماذا يحصدون الألقاب ويتألقون، وتصبح لهم شخصية في الملعب، ولكنهم مع ناديهم لا يكونون هكذا، بل إن غالبية هؤلاء يتواجدون بصفوف المنتخب ولكنهم لا يظهرون بنصف هذا المستوى..؟‏


وكلنا يتذكر منتخباتنا العمرية وماذا حققت وماذا كانت تضم من نجوم، ولماذا لم نستثمرهم في المنتخب الأول، وأين هم بالفعل..؟‏


أحد الخبثاء علق على الموضوع بطريقته، وأرجع الأمر للمدرب المحلي الذي لا يجيد التعامل مع النجوم، بسبب إمكانياته المحدودة، التي لا تتيح له كيفية استثمار قدرات لاعبيه، أو حتى استخدامها بالطريقة المثلى في مراكز اللعب، وفرض تكتيك عالٍ، بل إنه يساهم بالحد من قدراتهم،  للضعف الفني الذي يتسم به..‏


أما البعض فيرد الأمر إلى أن اللاعب يلعب مع ناديه المحترف بظروف فنية ومادية مريحة أكثر، وبالتالي تتبلور شخصيته الفنية أكثر ويقدم ما عنده.‏


الموضوع فعلاً يستحق الدراسة والتمحيص حول هذه الظاهرة، وتحليلها لكي يتم الاستفادة أكثر وأكبر من نجومنا بالخارج الذين باتوا يشكلون قوة ضاربة..‏


يجب أن نعرف أين يكمن العيب، ونتخلص منه، وكفاناً نضع أصابعنا أمام عيوننا، ونحجب الرؤية.. كرتنا ولاّدة، ومن حقنا أن نفرح، ومن حقنا أن نطالب بمنتخبات قوية، ومدربين بمستوى عالٍ، للاستفادة من هذه الثروات البشرية، ونخرج من قمقم الخيبات الذي أسكننا فيه البعض لعقود من الزمن.‏


نجومنا يستحقون أن نحتفي بهم ونقدم لهم الكثير، ويكون لنا منتخب قوي ومنافس.‏


بسام جميدة‏

المزيد..