فانتازيا البيسبول في ملاعبنا… يا مرحبا

ما إن تفتح باب منزلك وتغادره حتى تلمح ملعباً عشبياً واسعاً في الجوار وداخله مجموعة من الأشخاص يمارسون لعبة البيسبول الأميركية بكل شغف وهيام؟!


تتابع طريقك الصباحي متجهاً إلى عملك وأنت تراقب عبر نوافذ سيارتك أو أي وسيلة تقلك، ملاعب البيسبول وقد انتشرت هنا وهناك والحركة داخلها لا تهدأ، فمن المعروف أن الغالبية من عشاق الرياضة عندنا يبدؤون بها منذ الصباح الباكر، ولا يستطيعون العودة إلى منازلهم قبل المرور على تلك الملاعب لممارسة اللعبة بعض الوقت أو لمشاهدتها والاستمتاع بفنونها.. ولا بأس بشيء وافر من التشجيع لأبطال اللعبة أصحاب الصور المنتشرة في كل مكان، فيما محطات الإذاعة والتلفزة تتقاطر عليهم لإجراء لقاءات ساخنة مع كبارهم وصغارهم، أبطالاً وفي طريقهم للبطولة؟؟!‏


المدهش في الأمر أنك عندما تستفسر عن سبب غياب «هيئة ما» ناظمة لأنشطة تلك الرياضة ومتابعتها طوال سنوات مضت، لا تسمع إجابة تشفي الغليل، فتهز رأسك وتمضي والحيرة تكاد تصيبك بالفالج من هذا التقصير بحق رياضة باتت تأخذ بمجامع القلوب والعقول..؟!‏


ولكن مهلاً فاليوم يمكن أن ترمي كل ذلك وراء ظهرك وتمضي سعيداً، مشرق الوجه فقد أصبحت تلك الهيئة المفقودة على وشك الولادة لإنقاذ هذه الرياضة الجماهيرية من بؤس سابق.. والفرح معقود على توفير كل مستلزماتها وربما ذهب البعض إلى منازل اللاعبين للاطمئنان على راحتهم.‏


لا يغرنك كل ما يقال هنا وهناك حول الواقع المادي، فذلك كله عابر أمام لعبة شعبية بطابعها الفني والمعنوي، ولا ينبغي أن نقف مكتوفي الأيدي أمام تلك المتطلبات بل المسارعة واجبة لبذل قصارى الجهد للنهوض بأعباء هذه الضيفة الساحرة التي باتت شبيهة بالخبز اليومي لكثير من أبناء الرياضة وممارسيها..‏


فجأة تسللت خيوط الشمس من نافذة غرفة النوم وسقطت على وجهي فانتفضت وأنا أصرخ: البيسبول،… البيسبول، وكدت أسحب أحد أقدام السرير الخشبي القديم أقصد المضرب الخشبي وأخرج مسرعاً إلى أقرب ملعب وأنا أصرخ مجددا: البيسبول.. البيسبول؟‏


غسان شمة‏

المزيد..