بعد أقل من شهر تقريباً، سينطلق دوري المحترفين بصيغته الجديدة، وقد يستمر حسب ما سمعنا من قرارات قرابة الأشهر السبعة وربما أكثر فيما لو تمت ممارسة عاداتنا المحببة في التأجيل، وتطبيق نظام المباريات الأسبوعية،
بحيث تقام المباريات مرة كل أسبوع، وسمعنا تصريحاً من رئيس اتحاد اللعبة بتأجيل البداية أسبوعين أو أكثر لصيانة الملاعب، وهذا مايرهق الأندية مالياً وفنياً، وجلها لاتمتلك المال الكافي للتحضير والسفر واللعب، علماً أنه تم تحديد كل من ملاعب دمشق وحلب واللاذقية وحمص وحماة مسرحاً للمباريات أي إن جميع الفرق ستلعب نصف مبارياتها على أرضها دون مصاريف باهظة، ووحدهما الفتوة والجزيرة ستقع عليهما مصيبة المشاركة.
كلنا يعلم كيف يشارك فريق الفتوة بالدوري خلال الموسمين الفائتين والظروف التي ترافقه ويتخذ من دمشق مقراً له، مع أنه “لامقر ولاهم يحزنون” وكان اللاعبون يتخذون من تحت المدرجات سكناً يأوون إليه في السنة الماضية، إلى إن جاءت الإدارة الجديدة وتحسنت الظروف قليلاً بالانتقال خلال مباريات التصنيف بدمشق بالنوم في فندق الهدف، ثم عاد كل لاعب ليبحث عن مستقر جديد أو العودة لتحت المدرجات، وكذلك الحال بالنسبة لفريق الجزيرة الذي سيضطر حينها إما الإقامة خارج المحافظة أو السفر أسبوعياً بالطائرة من القامشلي الى باقي المحافظات ليلعب ومن ثم يعود، وكلنا يعلم أيضاً ماجرى مع الجزيرة في آخر مباراتين بالتصنيفي عندما نفذ المال منه وكاد ينسحب لولا بعض الترميم من القيادة الرياضية والتبرعات التي جمعها.
الفتوة والجزيرة، مظلومان في هذا الدوري الطويل جداً عليهما، وإن لم يتم معاملتهما استثنائياً ربما سيعتذران عن المشاركة، بسبب الظروف المالية والنزوح الذي يعيشانه معاً، وإصرار اتحاد اللعبة على إقامة الدوري الطويل بعد سنوات من عملية “السلق” ستجعل كل الفرق مرهقة مادياً، وهي التي لا تملك الحيلة في ظل هذه الظروف من أجل تأمين المال والتحضير الجيد للمشاركة بالدوري.
دوري المحترفين الذي سيقام هذا الموسم إن لم يُدعم مادياً من قبل الاتحاد الرياضي أو من التغطية التلفزيونية وغيرها من المشاريع الاستثمارية فسيكون وبالاً عليها، وبالتالي لن يرتفع المستوى الفني مطلقاً، وسيكون الفتوة والجزيرة أكثر ظلماً من ذوي القربى، نظراً لظروفهما القاسية، وبالتالي يجب النظر إليهما بطريقة مختلفة أكثر.
بسام جميدة