الحسكة – دحام السلطان :الحالة الدراماتيكية التي لا تزال متشبّثة بنادي الجزيرة وفريقها الذي سيُسدل عليه الستار اليوم مع آخر نفس له من المرحلة الأخيرة للدور الأول والمهم من دوري التصنيف،
علماً أن هذه الحالة ليست جديدة الصنع- بل مسبقة الصنع ورافقت الفريق منذ أول وهلة وقبل أن يدخل الدوري.!ومع ذلك فإنها لا تزال تمعن الإمساك بزمام المبادرة لكي تستمر في أن تنشب مخلبيها جيداً والقبض على الفريق من يده التي تؤلمه حتى نهاية لقاء اليوم الذي يعتبر لقاء الموت بالنسبة للجزراويين، فإن نفّذ منه وحصل على النقاط الثلاث وأسدل الستار على المباراة بقفلة مخرج فني متميّز ومحنّك سيكون سوبر ستار حقيقيا، وإن كان العكس سينتهي كل شيء وتعود دبكة (خرمة) إلى مكانها.!
بالون اختبار!
المسألة ليست بالون اختبار بالنسبة للجزراويين، وهم الذين كانوا قد حفظوا درسهم عن ظهر قلب وعرفوا واقعهم الذي يشرح نفسه اليوم،بعد أن أضاع الفريق والقائمون عليه فرصة العمر وغاصت آمالهم في الرمال وغرقت في مياه ساحل طرطوس الذي دخل المباراة مع الجزيرة دون هوية منشودة في طلب الطموح، بعكس الجزيرة الذي كانت تهمه نقاط المباراة الثلاث التي كان من المفترض أن تشكل رافعاً وحاملاً للفريق وتجعله يتقدّم على خصمه الحرفيين الحلبي بالنقاط، قبل أن يدخل لقاء اليوم،الذي من المفترض أن يكون فيه مرتاحاً وباحتمال واحد مريح وهو التعادل، أو الخسارة برقم أقل من خسارة الحرفيين معه في نهاية الذهاب، وليس باحتمال الفوز المبني على الشد العصبي والعامل النفسي للفريق أولاً، الذي نال منه التعب والأرق نتيجة للواقع المادي البائس ما ناله، عندما وضعه في خانة (اليك)وحصره في زاوية ضيّقة.!
ولأن الشيء بالشيء يُذكر فإن (المطب) الذي تعثّر فيه الجزيرة مع الساحل، وبعكس منافسه الذي عبر بنقطة مهمة أيضاً من المتصدّر وحقق شطارة ملحوظة مع السير بخطا متوازنة وثابتة ومسنودة! من خلالها مع بداية مشوار العودة من دوري التصنيف، لترفع له القبعات و(حلال عالشاطر).! بعكس الجزيرة الذي يعيش إرهاصات مزمنة من خلال مؤشرات الواقع المتردي بكل مفرداته التي كانت سلبية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولو بكلمة (شكراً) لتسنده من أنصاره.!
مقام ومقال!
مباراة اليوم هي الأهم والذي مضى لا جدوى ولا فائدة منه اليوم، ولكل مقام مقال في وقته وزمانه المناسبين، لتدقيق وبحث وتفحيص وتمحيص كل ما حصل مع الجزيرة ورافقه من الحسكة ومروراً باللاذقية وانتهاءً بدمشق ومهما كانت النتائج، التي يريدها الجزراويون أن تكون بيضاء لتكفل لهم حفظ ماء وجههم والخروج من اللقاء منتصرين، وإسقاط كل الأقنعة التي أرادت أن تغطي بصرهم وبصيرتهم وتضليل صوابها عن مساره الصحيح من قبل مراهني وماهري النظرات الضيّقة والقريبة البعد من ممتهني (الكشتبان) واللعب بالبيضة والحجر التي باتت مكشوفة ولا تحتاج إلى شرح وللأسف الشديد.!
بقي إن نقول ظرف الجزيرة والصعوبة فيه لم تعد خافية على أحد، وهذا ليس من باب التبرير ودفع البلاء وإيجاد الأعذار المحلّة للكابتن لوسيان ومساعديه ولاعبيه والقائمين عليهم، لأنه مهما كانت الظروف فإن الفوز مطلوب للجزراويين مهما كانت الأسباب، وهي فرصة لكي يثبتوا شيئا من المصداقية لدى أنصارهم،لاسيما الذين يشنون حملة دعائية شعواء مصلحية، نصفها محق والآخر منها لاعلاقة له حتى باسم الحقيقة التي يراها الواقع ومتطلباته بمنطقية.!من خلال موعد دفع الرواتب للاعبين ومكافآت الفوز التي طاف كل منهما عن زمانه الصحيح الذي نظمه ارتباطاللاعب بالنادي،باعتباره حقاً مشروعاً له والدافع الرئيس نحو الفوز اليوم، ولكن.!