ضربة حرة…ماقصرتم

تابعت بمزيد من الشغف مباراة منتخبنا الوطني مع إيران في ختام ذهاب التصفيات المونديالية التي جرت وسط جو عاصف أفسد متعة اللقاء، بسبب الأمطار التي كادت تؤجل اللقاء، لن أخفي القول، عندما أقول إن تغييرا ملحوظا طرأ على أداء المنتخب بشكل عام،

fiogf49gjkf0d


وقدم لنا مباراة فيها الكثير من الواقعية التي تجعلنا نؤدي بعيدا عن الضغط النفسي، فهذا هو منتخبنا وهذه هي أحلامنا، وقياسا على كل شيء لايمكن أن نطالب أكثر، وإن كنا نطمح للأبعد، تلك هي المعادلة التي بتنا نؤمن بها قياسا على الظروف المحيطة والمحبطة أحيانا، دون أن نجهض الأمل الساكن فينا وفي نفوس اللاعبين..‏


منتخبنا الذي لم تساهم الأرض المبللة بالمياه في أن تتبلور شخصيته أكثر، لكنه كان ندا للفريق الإيراني في أغلب أوقات المباراة، وتميز بدفاعاته التي كانت في غالب الأحيان بوابة للخسارة، هو اليوم يغلقها بحصانة رزينة، ومن وراءها حارس متمكن يبث الثقة لزملائه ويولد لهم طاقة إيجابية، وحتى خط الوسط  استطاع أن يخلق المساحات والفرص، ويدور الكرة ويستثمرها  جيدا، وبطريقة ليست سيئة مطلقا، ولكن كانت هناك حلقة مفقودة في ترجمة كل هذا الجهد لفرص حقيقية مباشرة وهدف، ولن أخفي القول إن فريقنا نال احترام متابعيه في القارة، رغم النقاط الخمس التي جناها من مرحلة الذهاب فقط، حيث يحتاج إلى مزيد من العمل لو أراد أن يمضي أبعد في هذه التصفيات، ووجود لاعب قناص يقتضي البحث عنه بكل السبل، ومن المنطقي أن ندرك أن حدودنا هي التصفيات، وأن المونديال الذي يراودنا حلم الوصول إليه سيكون أكبر منا بالتأكيد، لأن الوصول الى هناك ليست ميزة فقط، بل عليك أن تذهب وتعود مهزوما باحترام على الأقل، لذلك لن نفقد حقنا في الحلم وأن نتابع، دون أن ننسى أن النهائيات الآسيوية لوعملنا لأجلها منذ هذه المحطات ونعتبرها فترة تحضير، في ظل انعدام فرص المباريات والمعسكرات، ونتابع العمل بهذه الهمة، سيكون لنا دور مميز في تلك النهائيات القارية، وهذه مسابقة لها حضورها العالمي، ويستحق منتخبنا، بغض النظر عن نتيجة التعادل وبعض الهفوات، أن نقول له شكرا «وماقصرتم».‏


بسام جميدة‏

المزيد..