الوقت الضائع…الأهداف العبقرية

تتحفنا الملاعب العالمية كل أسبوع بجملة من الأهداف التي تنضوي تحت بند ومضات العبقرية بكرة القدم، لدرجة أن عديد الأهداف يقف حيالها النقاد عاجزين عن اختيار الأجمل بينها، فتُشكل ورشات عمل ولجان فاعلة لاختيار الأجمل بين جملة من الأهداف التي يكتنفها الإعجاز.

fiogf49gjkf0d


هناك العديد من الأهداف التي تكون طبيعية ولكن اللاعبين يضفون عليها جانباً تشويقياً فتستحق مكاناً بين الأهداف الجميلة، تماماً كما فعل الألماني أوزيل لاعب آرسنال عندما سجل يوم الثلاثاء الفائت بمرمى لودغوريتس البلغاري ضمن مسابقة دوري أبطال أوروبا، فلو أودع الكرة الشباك عقب تجاوز حارس المرمى لكان عادياً ولكن الثقة بالنفس ومحاورة المدافعين والمرمى خال زاد الهدف جمالية.‏‏


وحقيقة هذا الهدف يعد نسخة كربونية عن هدف دييغو أرماندو مارادونا بمرمى ريال مدريد عندما كان بصفوف برشلونة خلال حقبة الثمانينيات، الهدف الذي قيل عنه بأنه أهان الملكي وحارس مرماه.‏‏


الهولنديون اعتُبروا أسياد من سجل الأهداف بعيدة المدى وما زال حتى اللحظة الحارسان الكبيران الإيطالي دينو زوف والألماني سيب ماير يتذكران الأهداف الإعجازية التي هزت شباكهما خلال مونديال 1978 والحارس الأسطوري السوفييتي رينات داساييف لا يغادر مخيلته الهدف الخارق الذي سجله بمرماه ماركو فان باستن في نهائي يورو 1988 الهدف الذي لم يصدقه مدرب هولندا الراحل رينوس ميتشلز، الهدف الذي قال عنه القيصر الألماني فرانز بيكنباور بأنه أغرب أهداف القرن العشرين.‏‏


الإنكليز مازالو يتذكرون بلوعة ما فعله بهم ملك الكرة الأرجنتينية مارادونا خلال ربع نهائي مونديال 1986 الهدف الذي صنفه النقاد بأنه الأجمل عبر تاريخ كأس العالم، والحارس الأفضل في العالم هذه الأيام ما نويل نوير وقف عاجزاً أمام إبداعات ليونيل ميسي في نصف نهائي دوري أبطال أرووبا 2014/2015 وحقيقة هذه الومضة العبقيرة كثيراً ما كررها البرغوث الأرجنتيني.‏‏


الأهداف هي لغة لعبة كرة القدم ومن الجائز أن يسجل لاعب ما هدفاً نادراً يخلده التاريخ وعلى الضفة المقابلة من الجائز لحارس مرمى بارع تلقي هدف عادي إثر خطأ ساذج فتستذكر الجماهير ذاك الهدف وتنسى المآثر الكثيرة له كهدف بلاتيني بمرمى أركونادا الإسباني في نهائي يورو 1984 وكل ذلك لأن كرة القدم علم غير صحيح والخطأ ممنوع عن حارس المرمى والثناء دائماً لمن يودع الكرة في الشباك.‏‏

المزيد..