يزخر سوق الانتقالات على الدوام بأرقام فلكية يراها أي متابع أكبر من سعرها الطبيعي بكثير ويتساءل: كيف يدفع المعنيون هذه الأسعار الفلكية؟
خلال سنوات الألفية الثالثة أيقن الجميع أن كرة القدم عامل مؤثر في اقتصاد البلدان التي تمتلك لاعبين مطلوبين في الأسواق، فانتعشت خزائن الأندية الكبيرة بموجب عقود رعاية وتوفرت السيولة وظهرت أسعار يسيل لها اللعاب، فبتنا نتعرف على صفقات قياسية كل عام ولكنها كانت طبيعية متوقعة بداية من لويس فيغو من البرشا للريـال عام 2000 مقابل 37 مليون جنيه أسترليني، ثم ورثه زيدان المنتقل من اليوفي للريـال مقابل 53 مليون جنيه أسترليني عام 2001 وكان طبيعياً سعر كاكا المنتقل من ميلان للملكي المدريدي مقابل 56 مليون جنيه أسترليني عام 2009 ثم صفقة كريستيانو من اليونايتد للملكي أيضاً مقابل 80 مليون جنيه أسترليني في العام ذاته.
وخلال صيف 2013 انتقل غاريث بيل من توتنهام للقلعة الملكية البيضاء مقابل أكثر من 100 مليون يورو وذاك الرقم فلكي بكل المعايير رغم أن بيل قدم نفسه بأبهى صورة خلال مواسمه مع توتنهام ولكن السعر كان مبالغاً فيه، وخلال صيف 2014 دفع ريـال مدريد قرابة 80 مليون يورو ثمناً للكولومبي جيمس رودريغز هداف المونديال وقتها وهذا رقم كبير جداً.
وبمجرد مقارنة بسيطة يمكن السؤال: هل رودريغز وسواريز متساويان بالسعر حتى يدفع الريـال هذا الرقم الكبير، ثم هل غاريث بيل أغلى من لويس سواريز وكريستيانو وفق أي معيار كروي؟
هذا الصيف يتحدث الكثيرون عن ارتباط اليونايتد بالفرنسي بوغبا مقابل 130 مليون يورو ليصبح أغلى لاعب كرة قدم بالتاريخ، فهل يست-حق بوغبا هذا السعر الخرافي مقارنة مع الأسماء التي سبقته؟.. والغريب أكثر أن السير أليكس فيرغسون أيقونة اليونايتد التدريبية خانته نظرته المستقبلية عندما تخلى عن بوغبا بالمجان عام 2012.
السؤال الذي يطرح نفسه: لو أن ميسي أردا الخروج من برشلونة ولم يجدد منذ ثماني سنوات وحتى الآن كم كانت ستساوي قيمته؟