عطاء كبير وثقة لا محدودة.. مشاهدات من مباراة منتخبنا الأولى مع طاجكستان

الأردن-مفيد سليمان:حضرت يوم السبت الماضي في عمان مباراة منتخبنا الوطني لكرة القدم

fiogf49gjkf0d


مع منتخب طاجكستان في تصفيات كأس العالم 2014.. كنت واحداً من نحو ثلاثين إعلامياً آثروا‏‏


الذهاب عمان لنكون مع منتخبنا في هذه المباراة الصعبة والسهلة في وقت واحد.. اتفقنا منذ البداية على‏‏


أن منتخبنا ظلم أكثر من مرة قبل هذه المباراة..‏‏


أولاً عندما وجد المدربون واللاعبون أنفسهم أمام وقت قصير بعد تأخر لوروا الفرنسي وتم انسحابه‏‏



والتصفيات تقترب شيئاً فشيئاً.. ولكن رحيل لوروا لم يكن مأسوفاً عليه، فقد كان الوطني الأصيل نزار‏‏


محروس فارس المرحلة مع أخيه وصديقه عبد القادر كردغلي نجمين يقودان المنتخب في مشواره الصعب‏‏


وفي وقت ضيق..‏‏


ثانياً على منتخبنا وتأثره بتوقف الدوري فجاء معظم اللاعبين وهم غير جاهزين، فضاع وقت في بناء‏‏


المنتخب من جديد..‏‏


ثالثاً كان التأخر في الإعداد سبباً في عدم وجود منتخبات غير ملتزمة لتلعب معنا ودياً، وكانت فقط‏‏


ثلاث مباريات مع العراق والأردن وعمان ومباراة مع ناد تركي..‏‏


ورابعاً وهذا مهم جداً أن منتخبنا أبعد بقرار «فيفا» سياسي عن أرضه وجمهوره، فافتقد لسلاح مهم‏‏


أمام طاجكستان المنتخب الذي كان همّه في مباراة الذهاب العودة بالتعادل أو بأقل الخسائر..‏‏


تابعنا منتخبنا في عمان ولا بد لكل محب لهذا المنتخب أن يعطي هؤلاء اللاعبين وإن كانت هناك أخطاء،‏‏


وكذلك يجب أن نثني على عمل الاداريين والمدربين الذين حملوا عبئاً إضافياً بتحضير اللاعبين حقهم‏‏


نفسياً وهم الذين تركوا وطنهم، ويعلمون أن هناك من يتآمر عليه، وهناك عصابات مسلحة تروع الناس‏‏


وتفسد في الأرض، ومن الطبيعي وهم بشر أن يتأثروا وقد لاحظنا ذلك، وبصراحة كان للجالية‏‏


السورية التي هتفت للوطن وقائده دور في التخفيف عن اللاعبين ورفعت من حماستهم..‏‏


ويجب أن نقول الحق وننصف منتخبنا بكل أفراده، فقد سيطر منتخبنا وهدد مرمى منتخب طاجكستان‏‏


وكانت الفرص بالجملة، وضاعت الفرص وهذا شيء طبيعي يحدث في كل الفرق والمنتخبات في العالم،‏‏


فلماذا يحاول البعض الاصطياد والحديث عن أخطاء اللاعبين والمدربين وكأن هذا لا يحدث إلا في‏‏


منتخبنا؟!!‏‏


بصراحة هذا ظلم وحرام، وقد لاحظنا عن قرب عرق لاعبينا وتأثير إداريينا ومدربينا الذين كانوا‏‏


يتمنون نتيجة أكبر تطمئنهم قبل الجمهور، فلماذا تقسون على هؤلاء الذين يحملون مهمة وطنية كبيرة في‏‏


ظروف استثنائية صعبة؟!!‏‏


أكتب هذه السطور قبل مباراة طاجكستان الثانية، وكنت متفائلاً برجال سورية، رجال الوطن الذين لا‏‏


يقصرون أبداً وهم يتألقون في الظروف الصعبة، ولكن أقول لمن يسبحون عكس التيار وأسألهم: لماذا‏‏


تريدون أن تكونوا أنتم والظروف ضد المنتخب؟ ضعوا أنفسكم مكان هؤلاء الذين يتدربون في أصعب‏‏


الظروف، يتركون أهلهم وعائلاتهم ولا يقصرون في بذل قطرة عرق ليفرحونا، لا تنظروا وتتحدثوا‏‏


وكأنكم مدربون ولاعبون.. وبعدها تعرفون أن الكلام سهل وأن الملعب ليس سهلاً على أي كان اللعب‏‏


فيه.. وتذكروا أن المنتخب عمره شهران فقط؟!!‏‏


باختصار هذا منتخب وطن ونحن على ثقة به وبكل كوادره التي نعرفها بأسمائها الذهبية والكبيرة محلياً‏‏


وعربياً وقارياً..‏‏


نتمنى أن تساندوا هذا المنتخب بكل مالديكم فهو كبير.‏‏

المزيد..