ملاعب الصحة….إعداد- الدكتور محمد منير أبو شعر

الرياضة وأمراض القلب أوضحت الإحصائيات أن ثلث الشيوخ مصابون بأمراض القلب والجلطة، وأن ثلث الشباب يعانون من أمراض ناتجة عن قلة الحركة،

fiogf49gjkf0d


وأنه بتغيرات العصر ومع انتشار عادات ضارة بالصحة مثل التدخين والجلوس الطويل أمام الأجهزة المرئية، أصبح الإنسان المعاصر مهدداً بالأمراض عامة، وأمراض القلب خاصة، أكثر من أي وقت مضى، ولقد دفع ذلك الأمر المسؤولين عن شؤون الصحة في العالم ومكاتب التأمين الصحي لإيجاد حل للتقليل من هذه الآفات، وبالتالي لتقل كمية الأموال الهائلة التي تنفقها الدول نتيجة الأمراض المعاصرة..‏



وكان الحل سهلاً للغاية، فقد بدأت منذ عشرين عاماً فكرة نشر الرياضة بين كافة أفراد المجتمع، ونظم المسؤولون عن الصحة مسابقات الماراثون المعروفة والتي يشارك فيها عامة الناس مع أبطال العالم في الجري، ويشارك في ذلك حتى الشيوخ ومرضى السكري وكذلك المعوّقون ، وأصبحت تلك المسابقات لقاءً لعشرات الآلاف من الرياضيين، واكتشف الإنسان العادي لذة الرياضة.. اكتشف أنه قادر على الجري مسافات طويلة دون مشقة… يكفيه لذلك ثلاثة أشهر من التمارين.‏


وأكدت الإحصائيات الطبية أن نسبة المصابين بأمراض القلب التي وصلت إلى شكل مقلق في بداية السبعينيات قد بدأت فعلاً في الهبوط، ويحدث هذا الهبوط في نسبة الإصابات بأمراض القلب في الدول التي جعلت للرياضة الشعبية مكاناً كبيراً في برامجها الصحية مثل الولايات المتحدة التي أصبح الجري فيها شاغل أهلها كبيرهم وصغيرهم، وماكان لظهور زعمائهم على شاشات التلفزيون وهم يركضون كل صباح، إلا من أجل نشر مثل هذا النوع من الرياضة، وفي فرنسا والتي تنظم فيها كل قرية سباقها السنوي في الجري، تظل فيها نسبة أمراض القلب غير عالية، أما في دول العالم الثالث حيث الرياضة شغل عدد محدود من الناس، وحيث الخمول أمام شاشات التلفزيون، فان نسبة أمراض القلب أصبحت في تزايد مخيف لانعرف عقباه، وأصبحت هذه الأمراض تفتك بحياة كثير من الشباب.‏


كما قلنا، الأمر يختلف في الدول التي جعلت من مزاولة الرياضة هدفاً يدعون الناس إليه، وهذا ماتؤكده الدراسات.. ومن الدراسات المعروفة التي قام بها البرفسور الإنكليزي جيري موريس، وذلك على 18000 شخص يزاولون الحركة والرياضة، حيث تابعهم لمدة ثماني سنوات، ووجد أن إصابتهم بأمراض القلب قد نقصت إلى الثلث مقارنة بالآخرين.‏


وفي دراسة أخرى أجراها نفس الباحث على 7800 شخص تتعلق هذه المرة بالمرضى، وجدأنه حتى في حالة المرض لايستوي الرياضي وغيره، حيث إن نسبة الوفيات بالجلطة تقل أكثر عند الرياضيين مقارنة بغيرهم من المرضى عديمي الحركة.‏


وقد يتساءل المرء عن دور الرياضة المبكرة وعن مصير الرياضيين الذين توقفوا عن مزاولة الرياضة وللإجابة عن ذلك اتضح أن ذلك لايحميهم من الأمراض، ذلك أن الرياضة تحتاج للمواصلة، وقد أثبتت نتائج التحاليل أنه لايجب التوقف عن الرياضة أكثر من ستة أسابيع حتى لايفقد الجسم مااكتسبه من تغيرات بيولوجية والتي تحمي القلب وتنعش العضلات..‏


استشارة طبية‏


الرياضة تقي من تصلب الشرايين‏


س- هل صحيح أن الرياضة هي إحدى طرق الوقاية الرئيسية من تصلب الشرايين؟‏


محمود علي-طرطوس‏


ج- ثبت علمياً في السنوات الخمس الأخيرة أن ممارسة الرياضة تقي من الإصابة بتصلب الشرايين، فالإنسان الأول بدأ بالفطرة يمارس الرياضة من خلال السير والسعي لكسب الرزق والبحث عن الطعام، أما الآن وبعد اختراع السيارة والمصعد وغيرهما من مظاهر المدينة الحديثة فقد قلت حركة الإنسان.. ومن هنا نستطيع القول إن مرض تصلب الشرايين يعد من أمراض الرفاهية..وهذا مااتفق عليه كافة أطباء الأوعية الدموية في العالم كله.‏


لذا فإن الرياضة وممارستها أصبحت شيئاً ضرورياً يجب الحفاظ عليه، فالأبحاث العلمية أكدت ذلك، لأنه مع حركة الإنسان تكون سرعة جريان الدم في كافة شرايينه كبيرة وتساعد على عدم القابلية للتجلط وتساعد الحركة عن ممارسة الرياضة في وصول الدم لكافة الأوردة والشرايين، ومن الملاحظ أن نسبة حدوث مرض تصلب الشرايين لدى الرياضيين ضئيلة جداً..‏

المزيد..