غداً تصمت شهرزاد عن كل كلام مباح, وغير مباح..غداً ترنو أبصارنا وتخفق قلوبنا على إيقاع رجال منتخبنا الذي ننتظر أن يسطر في الورقة الأولى
من امتحانه الصعب, كلمات وسطورا للذكرى أمام المنتخب السعودي في أول قائمة الحساب التي ستكشف كل ما فيها تباعاً..
لننسى ولو مؤقتا, كل ما مر بنا, وكل ما كتب, وكل تلك المرحلة التحضيرية التي انطوت بما فيها, من أبيض وأسود, فليس أمام رجالنا سوى ذلك المستطيل الأخضر الذي سيقدمون فوقه ما يأمله عشاق الكرة السورية الذين باتوا بأشد الحاجة لابتسامة نصر كروي..
ندرك أن المهمة صعبة وأن ما مر به منتخبنا كان قاسيا وشائكا أيضا, ولكن ندرك أن رجالنا يملكون من روح التحدي والحماسة والإرادة مخزونا قادرا على جعلهم نسورا حقيقيين في مواجهة هذا الامتحان الكبير..
وللأمانة يجب أن نعيد ونذكر, أن ما سوف نراه في الملعب سيكون الفضل الأول فيه إلى من تعب وعرق وحمل في داخله التصميم من اللاعبين قبل كل شيء.. وهم، ونحن, نعلم أن مثل هذا التعب يجب ألا يذهب هباء..
لقد تعودنا أن يكونوا كبارا عندما يتطلب الأمر ذلك.. وتعودنا من نسورنا أن يبذلوا أقصى ما لديهم لأنهم يعرفون أن عيون الملايين وقلوبهم تخفق بانتظار تلك اللحظات التي يرون فيها المنتخب الوطني يثبت وجوده أولا, ولا يرضى بأن يكون جسر عبور للآخرين..
نعم سنترك لعواطفنا, وآمالنا, ان تندفع إلى أقصى أحلامها لأن ساعة الامتحان دقت.. وغدا مساء سيكون الملعب أصدق أنباء من الكتب مهما حوت, وحملت من تنبؤات..!
اعذرونا قليلا إذا كان كلامنا عاطفيا ومشحونا بحرارة الأمل, فليس لدينا الآن, أقول الآن, سوى التعلق بأهداب الأمل, وتصميم الرجال, بعد أن مضى ما مضى من وقت, وكلام, ونقاش, وأحاديث وتبريرات, وخيبات. ليس لدينا سوى انتظار «معجزة الفرح» للكرة السورية التي نثق أن نسور منتخبنا على قدر المسؤولية والثقة التي حملوها من ملايين السوريين, ولذلك نثق أنهم أكثر حرصا على حمل تباشير النصر, ورسم ألوان الفرح على شفاه عشاق الكرة الظامئة لفرح…!
غســـان شــــمه
gh_shamma@yahoo.com