كتب – أمين التحرير:بعد انقضاء ست مراحل من عمر دوري المحترفين بكرة القدم لهذا الموسم تبدو خريطة التكهنات والتوقعات في مهب الريح نظراً لتقارب المستويات وتبدل المواقع وحضور مختلف الفرق في هذه
الموقعة أو تلك.. وفي هذه الوقفة نسعى لإلقاء الضوء على بعض المؤشرات والمحطات المثيرة التي كشفت عنها المراحل السابقة من عمر الدوري كعلامات أساسية بارزة للتدليل على بعض الوقائع التي نعتقد أن جميع المهتمين يلمسونها ويدركون آثار بعضها..
التحكيم أولى محطات الهم
برزت بشكل واضح مشكلة التحكيم خلال الأسابيع الماضية، وكانت بعض القرارات مثيرة للجدل ومؤثرة على بعض النتائج، كما رأى وكتب الكثير من المعنيين بالأمر.. ويدعم ذلك قرارات اتحاد الكرة بحق عدد من الحكام.. وكذلك تعليقات المدربين التي أشارت إلى أخطاء
حقيقية بعضها كان جلياً أمام عين الكاميرا… وليس من المنطق الحديث عن قرارات تمنع، أو تحاول منع الاقتراب من هذه المنطقة التي يعتبرها اتحاد الكرة محظورة، فالواقع يقول إنها جزء من لعبة كرة القدم، وفي زمن الاحتراف ينبغي أن يتطور الأداء التحكيمي لا أن يتراجع.. وليس من المنطقي أيضاً، أن يصبح التحكيم نقطة خوف أو حذر من قبل الفرق مع تقديرنا للأخطاء الإنســـانية لكن عندمــــا تزيد ينبغـــي أن نتوقف ونبحث وندرس بشكل أكبر لنعمل على تلافي هذه الثغرة ما أمكن، ولن نقول بشكل نهائي، لكن بعض الأخطاء تجعلنا نستغرب حقاً..!!
جمهور وشغب
تمتلك جماهير الكرة من قوة العاطفة والاندفاع مايجعلها باستمرار على أهبة اندفاع المشاعر القوية، وربما الصادقة أحياناً، وقد تبالغ قلة، من هذا الجمهور أو ذاك فتكون بعض العبارات والشتائم المسيئة، وربما أبعد من ذلك وهذا مايؤثر على الفرق التي تشجعها. وقد شهدنا عدة أحداث مؤسفة نتمنى أن يتم تجاوزها بتضافر الجميع وخاصة روابط مشجعي الأندية حرصاً على فرقهم، وعلى الروح الرياضية، وثقافة المنافسة والفوز والخسارة لأنها تجعل من مباريات كرة القدم متعة حقيقية وليست، أحداثاً نندم عليها أو ندفع ثمنها.. دون أن نغفل أو ننسى الحماسة وبعض الصخب الجميل هو متعة الملاعب…!
الاحتراف تحت الضغط
مازال مفهوم الاحتراف، والعمل الاحترافي، في الدوري السوري بحاجة إلى كثير من الدوافع لدفعه إلى مايراد منه لتحقيق نتائج على أعلى مستوى ممكن، على الرغم من أن هذا الموسم يشهد تنافساً كبيراًبين الفرق التي استعدت بشكل جيد،إنما لابد من التوقف عند بعض الإشارات ومنها عمل الإدارات، أو بعضها الذي يفتقد مفهوم العمل الاحترافي، المنظم، الواعي بل نراه يذهب إلى الاعتماد على جهود فردية، أو قرارات آنية، أو تدخلات ذات أثار سلبية فهل من المعقول أن تمنع بعض الإدارات من التصريح للصحافة سواء من إداريين أو لاعبين ولماذا؟
وهل من المنطقي أن يجمع رئيس ناد كل المهام بيديه بطريقة مواربة؟ وهل نظمنا العلاقة مع الممولين بالشكل الذي يخدم مصلحة النادي أولاً وأخيراً؟ وهل من المعقول أن ينزل رئيس ناد إلى أرض ملعب ليجادل حكماً أو مراقباً؟…
من سيحتج على هذه النقطة الأخيرة مستشهداً برئيس الاتحاد لاعلاقة لنا به!!!
الإطاحة بعدد من المدربين
مع انقضاء الأسبوع الخامس كانت ملاعبنا وفرقنا قد شهدت الإطاحة بأربعة مدربين لأسباب مختلفة… حطين قام بتغيير مدربه المكيس بسبب النتائج السلبية في بداية المشوار وهو الباحث عن حضورها ونتائج ايجابية بعد عودته إلى دوري المحترفين..
والمجد اقتنعت إدارته أن المدرب الصربي زوران غير قادر على قيادة الفريق، من الناحيتين المادية والمعنوية، فكان القرار
بإقالته طمعاً في العودة إلى حالة من الانسجام المفتقد وتحقيق نتائج ترضي الجميع..
ولم يسلم فريق الاتحاد، بطل كأس الاتحاد الآسيوي ، من الهزة التدريبية العنيفة مع القرار بخروج تيتا من مقعد التدريب، وهو الأمر الذي أثار الكثير من اللغط والأسئلة والجدل بين عشاق هذا النادي العريق… وبغض النظر عن الأسباب العميقة أو الحقيقة، أو مهما تكن التسمية التي تريدون فنحن نعتقد أن هذا القرار خسارة لكرة الاتحاد.. ولكن نتمنى من جانب آخر أن يكون حضور تيتا مع المنتخب قوياً.
وبدوره بطل الإياب لدوري الموسم الماضي، واجه المشكلة التدريبية وكان قرار إقالة الجطل، المدرب الذي حقق نتائج إيجابية مع فريقه إياب الموسم الماضي لكنه بدا متواضعاً في مرحلة الذهاب هذه،.. بانتظار قادمات الأيام..
وبالطبع نذكر ايضا باستقالة مدرب الطليعة اول امس بحيث ارتفع عدد المدربين الى خمسة.
المستوى الفني متقارب
بالنظر إلى نتائج الفرق، ونقاطها والفارق الذي لم يتجاوز ست نقاط بين الأول والأخير، وهو مايعني مباراتين.. وقياساً إلى حالات التبدل في النتائج للفرق جميعها يبدو أن المستويات الفنية للجميع متقاربة مايدفع المنافسة إلى حالات قصوى وفي مختلف الاتجاهات.. وهذا يعود لأسباب عديدة أبرزها أن الفرق كلها استعدت بشكل جيد نتيجة الفترة الطويلة قبل انطلاق الدوري.. كما أنها أنجزت عقوداً مع لاعبين استطاع جزء لابأس به من القيام بالواجبات المطلوبة منه، باستثناء بعض المحترفين الذين شكلوا صدمة للأندية التي استقدمتهم كما نرى على أرض الواقع وكما تشتكي منهم أنديتهم وإدارتها وسنترك الحديث في هذا المجال لوقت قادم يكشف أكثر فأكثر وقائع مايحدث.. وفي السياق نفسه نجد أن بعض الفرق كانت قوية وأفضل على أرضها وبين جمهورها.. وفرق قادرة على المنافسة في كل الأحوال، لكن من الصعب الحديث عن مستويات فارقة بشكل كبير حتى الآن على الأقل.. بانتظار الأسابيع القادمة وعودة الدوري بعد مرحلة توقف نتمنى أن تستفيد منها الفرق بمزيد من الاستعداد.
لغة الأرقام
بشكل بسيط ومباشر تقول لغة الأرقام أن أقوى هجوم يمتلكه فريق الجيش البطل بتسجيله عشرة أهداف يليه الوثبة المتصدر بتسعة أهداف ويتساوى بنفس الرصيد مع الكرامة الخامس، والجزيرة التاسع.. أما أضعف خط هجوم فهو لأمية بأربعة أهداف ثم الطليعة بخمسة أهداف.
وبالمقابل أضعف دفاع هو دفاع حطين فقد سجل في مرماه 12 هدفاً وبعدها المجد الذي تلقى 11 هدفاً ثم الطليعة 10 أهداف.. أقوى خط دفاع تتشارك به عدة فرق هي الوثبة والجيش والشرطة والفتوة فقد تلقت كل منها خمسة أهداف فقط، ويليها ثلاثة فرق الاتحاد والوحدة والنواعير فقد تلقت ستة أهداف فقط… وهذه مجرد إشارات أولية لا أكثر…