هذا الجمهور الكبير والجميل الذي زحف إلى ملعب العباسيين لمتابعة المباراة الودية بين منتخبنا والمنتخب العراقي،
أضفى على المباراة جواً من الحماسة والإثارة التي حملت العديد من الرسائل، رغم معرفتنا جميعاً، ومعرفة هذا الجمهور بصعوبة المهمة التي تنتظرنا في التصفيات الآسيوية ضمن مجموعة تضم اليابان والسعودية والأردن… وأبرز تلك الرسائل هي أن جمهورنا دعم، ويدعم، المنتخب الأول وسيقف معه بمشاعره الدافقة متمنياً له التوفيق.. تماماً كما هو يأمل وينتظر الفرح إيماناً منه بأن رجال المنتخب سيبذلون جهودهم بصدق وإخلاص..
والحقيقة أن التعويل الكبير اليوم، لاسيما أن الفترة التدريبية المتبقية لن تكفي لتغيير أساليب اللعب بالكامل، بقدر ما يتم العمل على الجانب المعنوي واللياقة نوعاً ما مع التأكيد على أن المهمة الكبيرة ستقع على عاتق اللاعبين إلى حد بعيد دون أن ننسى أن للمدرب دوراً يجب أن نشهده خلال الفترة القادمة، ومن خلال البطولة مهما كان حجم هذا الدور الذي نتمنى أن يرتقي إلى أعلى حد ممكن آخذين بعين الاعتبار أن فترة التحضير معه كانت قصيرة.. ويبقى أن كلاماً آخر وكثير سيكون بعد انتهاء تلك المنافسات..
وبالعودة إلى المباراة نفسها، وبغض النظر عن الخسارة في ملعب العباسيين، التي سبقها فوز في السليمانية، إلا أن هاتين التجربتين هامتين بالنسبة لفريقنا والكادر التدريبي.. كما أنها حملت إشارات مهمة عن دور اللاعبين المحترفين ولاسيما في الشوط الثاني.. كما أتاحت هذه المباراة للمدرب ومساعديه الوقوف بشكل معقول على واقع وإمكانيات اللاعبين بشكل واضح، وهذا ما برر قرار الروماني تيتا باستبعاد سبعة لاعبين..
بكل الأحوال المهمة كبيرة وصعبة، ولكنها ليست مستحيلة، وسيكون لنتيجة المباراة الأولى أثر هام على مسيرة الفريق.. لكننا نعرف أن منتخبنا سيبذل كل جهد ليكون كبيراً في مثل هذه المناسبات، مهما كانت الظروف صعبة.. وهي صعبة، فنحن سنلعب أمام اثنين من أفضل الفرق الآسيوية وأكثرها استعداداً لهذه البطولة، وهما من المرشحين بقوة للفوز باللقب…
ومع ذلك كله فنحن لن نضرب بالواقع عرض الحائط وننسى كل ما حدث مع المنتخب ونطالبه بأكثر من قدرته، بل نطالبه ببذل أقصى ما يستطيع لإثبات الوجود على الأقل وعلى هذا نمني النفس.. أقول نمني النفس!!
غســـان
gh_shamma@yahoo.com
“>شــــمه
gh_shamma@yahoo.com