متابعة- مهند الحسني:بعد مرور سبع سنوات احترافية عجاف على سلتنا الوطنية تبدو أن هذه المدة كافية لبيان مدى تراجع أداء ومستوى أنديتنا
ومنتخباتنا ووصولها إلى حد الهاوية، ولم يتوقف الأمر بل ازدادت مشاكل وهموم سلتنا أكثر في زمن الاحتراف عنه أيام الهواية، كثيرة هي الأسباب التي أوصلت احترافنا السلوي لهذه النتائج وهذا أكبر دليل على فهمنا الخاطئ للاحتراف ما أعطى نتائج عكسية سببت في هذا التراجع المخيف.
|
|
شح الأموال
وما تحدثنا عنه يبقى حلقة مرتبطة بالعقلية الاحترافية التي ما زالت بعيدة عن المعنى الحقيقي للاحتراف، فالأندية التي احترفت بقيت كريشة في مهب الريح لأسباب عديدة أبرزها عدم وجود استثمارات تفي حاجتها المالية، ما جعل هذه الأندية تبحث عن أصحاب رؤوس الأموال لتولي إدارات الأندية وهي فكرة صائبة من حيث الدعم المادي، غير أن هؤلاء أصحاب رؤوس الأموال تحولوا من نعمة إلى نقمة بعدما صالوا وجالوا وباتوا أصحاب القرار في كل صغيرة وكبيرة وأصبحوا يتدخلون حتى في القرار الفني لفرق النادي والويل كل الويل لمن يعارض قرارتهم لأن عصا المحاسبة ستكون حاضرة ومشروعة والتهديد بعدم الدفع ما يترتب عليهم من مستحقات مالية أول ما يتحدثون به، هذا أثر بشكل أو بأخر بتواجد أشخاص عملوا بأنديتنا الكثير فوضعوا الرجل المناسب في المكان غير المناسب، وأصدروا قرارات فنية ما أنزل الله بها من سلطان وقبضوا من المستحقات المالية ما يحلم به مدرب منتخب وطني، كل ذلك تحت اسم الاحتراف الذي دخل علينا في غفلة من الزمان، وضمن هذه الفوضى العارمة باتت تعيينات مدربي الأندية حسب الأهواء والمصالح الشخصية وبالمقابل ابتعد أصحاب الخبرات والكفاءات ما أفقد الأندية الكثير من خبراتها وانعكس على تطوير قواعد الألعاب بشكل سلبي، وبالتالي حصدنا ثماراً فجة نتيجة للزرع الفاسد الذي زرعه الاحتراف الخاطئ.
استثمار للمدللين فقط
ان القيادة الرياضية التي تتحفنا دائماً بشعارات الدعم المستمر للأندية والاتحادات وبأنها كالام الرؤوم، هي نفسها التي تكيل بمكيالين ولا تقف على مسافة واحدة من أنديتها ولديها الكثير من المحسوبيات وخاصة في موضوع الاستثمارات في منشآت الأندية، فنراها لينة ومباركة لاستثمارات هذا النادي وقاسية وصارمة مع ذاك النادي ولا نعرف كيف الأنظمة والقوانين لدى المكتب التنفيذي تسير بشكل جيد مع استثمارات هذا النادي ويصابها الشلل مع ناد أخر، كل ذلك أثر على سيرورة العمل الرياضي بهذه الأندية التي بقيت تبحث عن مخرج لاستثماراتها بغية الفائدة المادية لخزينة النادي لتتمكن من تسيير أمور الألعاب دون اي عوائق، ، و أحدث شرخاً بين الأندية وتحضيراتها وباتت الأندية الفقيرة تبحث عن معونة من هنا وصدقة من هناك دون أن يكون هناك حلول جذرية لاستثمارات جميع الأندية حتى تتحقق العدالة الاستثمارية بينها وتسير عجلة الدعم الرياضي بين الجميع بعيداً عن الخيار والفقوس و المصالح الشخصية.
صناعة
الاحتراف الرياضي صناعة وهي تتطلب توفر الكثير من المقومات لإنجاحها، ويبدو أننا ما زلنا نفتقد أبجديات هذه الصناعة لذلك ننتج بضاعة فاسدة ومستهلكة، و ستبقى رياضتنا متراجعة واحترافنا أعرج وأعوج، ومن الطبيعي أن تصل رياضتنا للحضيض في حال بقيت الأمور على حالها، فإذا كنا نريد احترافاً رياضياً حقيقياً يطورنا فلهذا الأمر شروط يجب توفرها، وإذا أردنا أن يبقى احترافنا على أرض هشة وآيل للسقوط فالوضع الحالي كفيل ببقاء رياضتنا مكانك راوح.
