الوقت الضائع…خسارة مؤلمة

يوم الجمعة السادس من أيلول عام 2013 كان مؤلماً لكل متابعي منتخبنا الأول بكرة القدم، والمؤلم ليس بسبب خسارة مباراة أمام الجار اللبناني

fiogf49gjkf0d


الذي لا يرقى لمستوى منتخبنا تاريخياً (فاز للمرة الثالثة في 19 مباراة رسمية جمعت المنتخبين مقابل 13 فوزاً لسورية)، بل لأن شكل الفريق وهويته كانا غائبين مع أن موعد المباراة مثالي بالنسبة لمنتخبنا وكادره التدريبي بعد خمسة أيام من انتهاء الدوري.‏


عندما تعادل منتخبنا مع الأردن ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة للنهائيات التي ستقام في أستراليا وقفنا إلى جانب المنتخب على أمل أن تكون النتيجة بداية العودة إلى جادة الصواب، وعندما يخسر أي فريق نلتمس له العذر وفق ما هو متاح، لكن ظهور اللاعبين كالأقزام والاستسلام لسيطرة المنتخب اللبناني الشقيق وقبول الخسارة دون أدنى مقاومة فهذا لا نرضاه بحال من الأحوال ولو كان ودياً.‏


من قال إن المباريات الودية لا تخرج عن هذا الإطار فلا شك أنه واهم، وكثيراً ما كانت الوديات سبباً في إحداث زلازل كروية، وفي هذا السياق أسوق مثالين نتبيّن من خلالهما أننا نهوى التبرير والمراوحة في المكان:‏


مازال الجمهور الإنكليزي يتجرع مرارة الخسارتين أمام منتخب المجر الذهبي 6/3 و7/1 في خمسينيات القرن المنصرم، إذ إن تلكما الخسارتين هما الأثقل لمخترعي اللعبة داخل وخارج إنكلترا.‏


ومازال الجمهور السوري يتذكر الخسارات السبع التي تعرض لها المنتخب بدورة مرديكا عام 1978 يوم مثّله فريق قوى الأمن الداخلي مدعماً بلاعبي الجيش عيد بيرقدار وإبراهيم محلمي، إذ خسرنا وقتها أمام العراق واليابان وكوريا الجنوبية وإندونيسيا وتايلند وسنغافورة وماليزيا، والفارق أن إنكلترا بجلالة قدرها الكروي وقفت مع الذات وتنبّهت إلى أن زمن الأستذة ولّى ولا بد من التواضع أمام الآخرين، بينما القائمون على منتخباتنا يسوقون التبريرات المعسولة، فما سمعناه من ناخبنا الوطني زكي ناطور عن الخسارات السبع عام 1978 سمعناه من المدرب مروان خوري بعد مطبات دورة نهرو 2012 وها نحن نسمعها من المدرب أنس مخلوف حالياً!‏

المزيد..