متابعة_ مهند الحسني: لم يكن ينقص مشكلات كرة السلة السورية إلا مصيبة إضافية وهي التدخل في تفصيلات لا يصلح أن يتدخل بها،
فإذا كان المكتب التنفيذي مقتنع باتحاد السلة وفق تشكيلته الحالية، فليترك له حرية التصرف والقرار وليحمله بعد ذلك مسؤولياته كاملة، أما إذا لم يكن مقتنعاً بالاتحاد وبما يقدمه للعبة، فليخرج على الملأ وليصرح علنية أن المكتب التنفيذي غير مقتنع بعمل اتحاد السلة لا شكلاً ولا مضموناً، إلا أن واقع الحال يؤكد أن المكتب التنفيذي في أسعد أيامه في تعامله مع كرة السلة السورية حيث لم يسبق أن مرّ على السلة السورية أضعف من هذا الاتحاد باستثناء رئيسه النقرش الذي يحمل عاتق اللعبة لوحده تقريباً إضافة لجهود أمين سر الدكتور ذو الكفل وما عدا ذلك من أعضاء فهم غير فاعلين وباتوا يشكلون عبئاً على اللعبة.
غريب عجيب
الدور الذي يقوم به المكتب التنفيذي تجاه اتحاد السلة هو أحد أهم أسباب تراجع اللعبة وفشلها، فالمكتب التنفيذي يستخدم سياسة العصا والجزرة مع الاتحاد وهيمن على كثير من قراراته الإدارية والفنية، ولعل أبرز تساؤلات خبراء اللعبة عن علاقة المكتب التنفيذي باتحاد السلة وحقوق وواجبات كل منهما تجاه الأخر بدت واضحة وخاصة في بعض القرارات الفنية الخاصة بأعضاء ورئاسة الاتحاد، ولن نذكر هنا أمثلة لأنها كثيرة وتحتاج لمجلدات وإنما سنذكر منها فيما يتعلق بالشق المادي وكيف قلص المكتب التنفيذي ميزانية الاتحاد إلى خمسة عشر مليون ليرة بالسنة ورجاء ضعوا خطين تحت هذا المبلغ الذي يعادل عقد مدرب منتخب الأردن الحالي لموسم واحد.
هدر في غير مكانه
في الوقت الذي تبحث فيه رياضتنا بين الأدراج وخلف الخزائن عن ما تسد به حد كفافها، وفي الوقت الذي تعاني أنديتنا من شح مادي شديد تسبب في اعتذار غالبيها عن المشاركة في بعض الأنشطة الرسمية الموسم الفائت، ناهيك عن تخفيض ميزانية الاتحاد ومراكزه التدريبية في الآونة الأخيرة، أمام كل هذه الظروف الاستثنائية نرى هناك صرفيات توضع في غير مكانها وزمانها و ثمن تذاكر سفر لأشخاص مع الفرق والمنتخبات، وبات همهم الوحيد السياحة والتمتع بمشاهدة المعالم السياحية في هذا البلد أو ذاك وكل ذلك على حساب باقي الألعاب التي باتت تبحث عن معونة من هنا وأخرى من هناك.
اسمع كلامك يعجبني
هذا غيض من فيض فوضى الهيمنة التي تمارس على اتحاداتنا الرياضية، لذلك لن تتطور سلتنا الوطنية إذا بقي الاهتمام بها بهذه الدرجة من الاستخفاف وكأنها لعبة في حارة شعبية، وقد نسي البعض أو تناسى أنها اللعبة الشعبية الثانية وأن الاحتراف دخل عليها منذ سنوات طويلة وهي بحاجة لكثير من الأمور الهامة كي تستعيد عافيتها وتألقها، لكن الوضع الحالي والميزانيات المرصودة لسلتنا كافية لزيادة تراجعها وتكلس مفاصلها وإن الحلول الناجعة لها لن ترى النور في المدى المنظور، وفي ظل هكذا ميزانيات مالية لا تكفي بالوقت الحالي شهر أو شهرين لفريق درجة ثانية فما بالك باللعبة الشعبية الثانية، إذا أردت أن تبني بناء متيناً فلا تستطيع استبدال التراب بالإسمنت ولا الحديد بالبلاستيك والأفضل أن لا تبني إذا كانت مقومات البناء غير متوفرة وغير موجودة.
أخيراً وبعد فترة من الصمت المطبق، جهد بسيط بذلته في هذه الأسطر لأثبت بديهيات بسيطة في سلتنا الوطنية، فأي سلة متطورة وعصرية تلك التي أصبحت فيها البديهيات تحتاج لجهد من أجل اثباتها.