تشرين في الإياب .. اســـتحق لقـــب الأفضـــل ونــــال الإعجـــاب

اللاذقية – سمير علي: أمس توقف قطار دوري المحترفين

fiogf49gjkf0d


في محطته الأخيرة مودعاً جماهير الكرة السورية بعد موسم درامي على شاكلة المسلسلات التركية،وخطف فريق تشرين في نهايته بقيادة مدربه المجتهد هيثم جطل النجومية من جميع الأندية فرقاً ومدربين وبات حديث الشارع الرياضي السوري‏



لأن نسوره في الإياب حلقوا عالياً وجلسوا على قمة الترتيب عن جدارة واستحقاق قبل أسبوع من الوداع ونالوا الثناء والتقدير والإعجاب من جميع الخبرات والنقاد ليس حبّاً بألوان قمصانهم الصفراء والحمراء وإنما على أدائهم المتميز ونتائجهم التي فاقت التوقعات بعدما اصطادوا الكبار قبل الصغار في الغربة وداخل الديار ..قصة تألق تشرين في الإياب لها أسبابها وعواملها وهاكم تفاصيلها:‏


تشرين بطل الإياب‏


بعيداً عن نتيجة مباراته الأخيرة التي جرت أمس مع الوثبة فقد نال فريق تشرين لقب بطل الإياب جامعاً 31 نقطة وانتقل على أثرها من المركز الثامن ذهاباً برصيد 17 نقطة إلى المركز الثالث برصيد 48 نقطة قابلة للزيادة لتصبح 51 نقطة في حال فوزه على الوثبة كما هو متوقع،وجاء فريق الجيش ثانياً برصيد 27 نقطة قبل مباراته أمس مع الطليعة وفي حال فوزه سيرفع رصيده إلى 30 نقطة وجاء الكرامة ثالثاً برصيد 25 نقطة وفي حال فاز على جبلة يصبح رصيده 28 نقطة .‏


تشرين في الإياب فاز في 11 مباراة وتعادل في واحدة مع الكرامة في حمص وخسر مباراة واحدة على ملعبه أمام الشرطة بهدف،واللافت بأن تشرين لم يخسر في الإياب خارج ملعبه وفاز في خمس مباريات على الاتحاد والجيش والمجد وعفرين وجبلة وتعادل مع الكرامة،وهذه النتائج الممتازة خارج ملعبه يسجلها تشرين لأول مرة منذ مشاركته بدوري المحترفين ووجه من خلالها رسائل شفهية لجميع الفرق السورية بأن تشرين بدّل جلده وعادت مخالبه حادة .‏


العامل الأول : المدرب المجتهد ومساعديه‏


لا يختلف اثنان في نادي تشرين ممن تابعوا الفريق بدوري المحترفين منذ سبع سنوات حتى الآن على أن النقلة النوعية التي حققها الفريق سواء على صعيد النتائج أم الأداء كان وراءها المدرب الطموح هيثم جطل ومعه (عائلته)وأقصد بقية الجهازين الفني والإداري( يوسف بيريش خالد برادعي صلاح كراوي – عبد الرزاق سواس يزن أسبر- عبد القادر سلواية)، وكان أحد الأوراق الرابحة والأساسية التي أوصلت تشرين إلى المركز الثالث وأكد الجطل من خلال نتائجه مع الفريق بأنه من المدربين المجتهدين الطامحين الذين رسموا وحفروا بأيديهم طريقهم بعرق جبينهم نحو النجومية بعدما نجح في الدخول إلى أعماق اللاعبين وكسب ثقتهم ومحبتهم بفضل تعامله الأخوي المبني على الاحترام المتبادل وأدخل إليهم ثقافة الانتصار والفوز التي افتقدها الفريق في المواسم الأخيرة،وهذا الأمر أحدث استقراراً تدريباً لم يعشه نادي تشرين منذ سنوات،وأثمر عن تحقيق المركز الثالث وإعادة البريق والتوهج للكرة الصفراء المشتاقة للفوز بالألقاب.‏


العامل الثاني : الأداء الرجولي للاعبين‏


ارتقى لاعبو تشرين هذا الموسم وتحديداً في مرحلة الإياب إلى مستوى المسؤولية ولعبوا بروح قتالية عالية وكانوا مصممين على تحقيق الفوز في جميع المباريات ونالوه في 11 مباراة ،لأنهم لم يبخلوا بقطرة عرق لتحقيقه ، وأشاد الجميع بخطوط الفريق الثلاثة بدءاً من الحارس المتألق مصطفى شاكوش ولاعبي خط الدفاع ( استطنبلي ولايقة وبركات وزيدان) مروراً بلاعبي خط الوسط (غرير ومحمد علي والخدوج والباش بيوك والحمدكو والعجوز)انتهاء بلاعبي خط الهجوم (ايفيه والعكاري والجمعة) مع بقية اللاعبين الاحتياط الذين كانوا عند حسن الظن بهم عند مشاركتهم،بالإضافة إلى محبة اللاعبين لبعضهم ولمدربهم ولإدارتهم ولجماهيرهم،فكانوا من أهم العوامل التي صنعت النتائج الجيدة للفريق.‏


العامل الثالث: مجلس الإدارة والداعمين‏


لأول مرة منذ سنوات تقف إدارة نادي تشرين بكامل أعضائها وراء جهازها التدريبي والإداري ويتولى رئيس النادي السيد معاوية جعفر شخصياً الإشراف المباشر على الفريق وتأمين متطلباته ،ونجحت الإدارة بتأمين المال دعماً لفريقها حتى من جيوب رئيس النادي ومعظم أعضائها وقامت بدفع مستحقات اللاعبين ورواتبهم الشهرية ومقدمات عقودهم في مواعيدها المحددة دون تأخير،وهذا ما جعل اللاعبون يلعبون بمعنويات عالية ويقدمون أفضل ماعندهم في أرض الملعب،وساند الإدارة في عملها ووقف إلى جانبها عدد من الداعمين التشارنة المعروفين بولائهم وعشقهم لتشرين بينهم بعض الفعاليات الاقتصادية دفعوا مبالغ متفاوتة حسب إمكانياتهم وبعضهم بلغت مدفوعاته مئات الآلاف.‏


العامل الرابع : جمهور تشرين الوفي‏


استحق جمهور تشرين في الإياب لقب الأفضل والأحلى والأكبر والأعلى والأجمل والأغلى والأوفى بين جماهير الكرة السورية وكان اللاعب رقم واحد في جميع المباريات وارتفع عدده مباراة بعد مباراة حتى وصل إلى العشرين ألف مشجع تقريباً،ولم يبخل هذا الجمهور على فريقه بالدعم والتشجيع والعطاء ولم يشعر لاعبو تشرين عندما كانوا يلعبون في المحافظات الأخرى إلاّ وكأنهم يلعبون في اللاذقية،وهكذا ساهم جمهور تشرين بتحقيق فريقهم للمركز الثالث بشطارة وجدارة .‏


آخر الكلام‏


تجربة تشرين هذا الموسم بدوري المحترفين تستحق أن تكون درساً خصوصياً لجميع الأندية الطامحة والتي لا تملك إمكانيات مادية كبيرة لأنه نجح في الوصول إلى المركز الثالث بتكاليف لم تصل لربع أو ثلث تكاليف بعض الفرق التي تجاوزت مصاريفها الثلاثين والأربعين مليوناً ،وتؤكد التجربة التشرينية على أن المال ليس كل شيء في عالم كرة القدم وهناك عوامل أخرى يمكن أن تصنع الانتصارات والبطولات وفي مقدمتها المحبة بين جميع مفاصل النادي والتصميم والإرادة القوية والوفاء والحس بالمسؤولية والأداء الرجولي ومنح الفرص للمواهب الشابة وغيرها من العوامل الأخرى .. آملين أن يتابع الفريق مسيرة تألقه ،وأن يتواضع نجومه ،ولا يصابون بالغرور لأن الحياة علمتنا بأنه من السهل الوصول إلى القمة ولكن من الصعب المحافظة عليها .‏

المزيد..