حلب – عبد الرزاق بنانه: كرة الاتحاد التي سجلت هذا الموسم تراجعا غير مسبوق بدأت تتعافى وتعود إلى طريقها الصحيح
بعد أن سجلت نتائج لافتة في البطولة الأسيوية والفوز على عفر ين والنواعير في الدوري الكروي . البعض اعتبر أن عودة كرة الاتحاد إلى مسارها الطبيعي يعود إلى استقرار الجهاز الفني بقيادة الروماني تيتا الذي عمل بمنهجية علمية ساهم بشكل مباشر في تسخير إمكانيات اللاعبين بالشكل الأمثل فكانت أن تحسنت النتائج فيما مازال البعض الأخر يعتقد أن الظروف التي سبقت استلام تيتا لعمله كانت الأسوأ في تاريخ النادي فمن الطبيعي أن يطرأ التحسن وخاصة من الناحية النفسية التي عمل عليها المدرب الجديد ..
على أرض الواقع ومن خلال نظرة وقراءة فنية تحليلية ومتابعة ميدانية للأداء الذي قدمه فريق الاتحاد في الفترة الأخيرة نصل إلى الحقائق التالية …
ظروف صعبة
تسلم المدرب تيتا الفريق وهو يعاني من ظروف فنية ونفسية ومالية صعبة للغاية فالأداء والنتائج السلبية كان العنوان الأبرز لكرة الاتحاد ويكفي أن نقول أن الفريق تعرض مرماه ل 20 هدفا خلال مباريات الدوري لنرى حجم المشكلة التي يعاني منها الفريق في المرحلة السابقة واستطاع خلال هذه الفترة القصيرة ضبط نصف ملعبه بشكل جيد ..
هيكلية جديدة
لعل أهم ماقام به تيتا منذ لحظة تسلمه إعادة هيكلية الخط الدفاعي بعد أن عدل من طريقة اللعب من ثلاثة مدافعين إلى أربعة فكان أن نجح الخط الدفاعي بمهامه الجديدة بعد إحداث بعض التغيرات بمراكز اللاعبين من خلال مشاركة الشحرور في الوسط وتحويل الحميدي إلى الطرف الأيمن وتقديم الكلاسي للعب في الأمام وتكليف لاعبي خط الوسط بمهام المساعدة الدفاعية على حساب العمل الهجومي وهذا ماوضح خلال لقاء القادسية ولم يتعرض الفريق وخلال أربعة مباريات لعبها سوى لهدف واحد جاء من ضربة جزاء وهذا بحد ذاته يعتبر انجازا طيبا للمدرب الجديد إذا استثنينا الهدفين الذي تعرض لهما مرمى الاتحاد مع النجمة في الشوط الثاني ..
فاعلية
النجاح في خط الدفاع تحقق على حساب المهام الهجومية للاعبي الأطراف الذين من المفترض أن يساهموا في حالة الهجمة ليشكلوا مع لاعبي الوسط كثافة في منطقة العمليات للفرق المنافسة ومن خلال المباريات التي لعبها الفريق في البطولة الأسيوية باستثناء مباراة النجمة افتقد مشاركة لاعبي الدفاع في الهجمة وخاصة في الجهة اليمنى التي شغلها الحميدي فكانت أغلب الكرات تنفذ من الجهة اليسرى بواسطة الفارس وبعض الأوقات بمساعدة من الحمصي وفي المباراة الأخيرة أمام النجمة كانت الجهة اليمنى أكثر فاعلية من خلال التفاهم والانسجام بين الحميدي والكلاسي .
مشكلة
رغم أن المرحلة الجديدة شهدت إحداث تغيير في التنظيم وعلى مستوى الانتشار وتمركز اللاعبين إلا أن المشكلة التي يعاني منها الفريق حاليا مازالت قائمة في خط الوسط الذي يلتصق بالخط الدفاعي ويترك مساحات فارغة مع خط الهجوم ويلجا في ظل هذه المعطيات إلى لعب الكرات الطويلة والتي تكون على الأغلب عديمة الفائدة لأنها تكون سهلة على مدافعي الفريق الآخر وافتقد الفريق بعد رحيل عادل عبد الله الى لاعب قائد يستطيع أن يقوم بعملية ربط الدفاع بالهجوم ولعب الكرات البينية للوصول الى مرمى الخصوم والتعويض عن عادل جاء من اللاعب احمد حاج محمد الذي سخر إمكانياته المدرب تيتا بالشكل الصحيح فكان أن قدم أداءا ملفتا في مباراتي القادسية والنجمة وقام بمهامه الدفاعية والهجومية .
استعصاء
ضمن هذه المعطيات باتت الحالة الهجومية مشكلة مستعصية للفريق فالكرات المركزة التي تصل إلى المهاجمين تكاد تكون معدودة وهي بمعظمها لم تشكل في المباريات التي لعبها أمام القادسية وعفرين والنواعير أية خطورة تذكر والفريق لم يسجل سوى هدفين في المباريات الثلاثة ومن كرات ثابتة مع عفرين من ضربة جزاء ومع النواعير من ركلة ركنية وجاء الشوط الأول لمباراة النجمة ملبيا في الحالة الهجومية وانتشار اللاعبين ونقل الكرات البينية فكان أن سجل الفريق ثلاثة أهداف ..
حصيلة
بالمحصلة نرى إن الفريق بحاجة الى إعادة هيكلية خط الوسط والهجوم ليكونا أكثر فاعلية في الحالة الهجومية ويجب أن تكون هناك خيارات جديدة للمدرب تعتمد على الجماعية للوصول للمرمى للتعويض الحاصل بعدم وجود لاعب هداف مهاري يسجل من أشباه فرص في ظل المراقبة التي يتعرض لها الأغا لأن نسبة التسجيل لم يطرأ عليها أي تعديل يذكر باستثناء مباراة النجمة وتبقى مشكلة اللياقة البدنية هي أهم معاناة الفريق فالمدرب تيتا وخلال الفترة القصيرة التي تسلم فيها عمله وحتى الآن لم تسنح له الظروف والوقت المناسب ليعد الفريق بدنيا بالشكل الصحيح .
معاناة
من خلال معظم المباريات التي لعبها الفريق بدا من مباراة ايست بنغال مرورا بمباراة عفرين والقادسية والنجمة كان المعاناة واضحة بعد الربع الساعة الأولى من الشوط الثاني من تراجع مخيف وعدم تركيز وإذا كانت احد الأسباب كثافة عدد المباريات والإرهاق الذي أصاب اللاعبين من السفر فمن المفروض أن تشهد المباريات القادمة جاهزية بدنية أفضل لجميع اللاعبين ويجب على المدرب تيتا الوصول للسبب الرئيسي للحالة التي يمر عليها الفريق في الشوط الثاني ..