حلب – عبد الرزاق بنانة : لم يعد الحديث عن الأزمات المالية في أنديتنا مجدياً إذا لم يقترن بوضع الحلول والوصفات الكفيلة
لانتشالها من واقعها المالي المظلم ونادي الاتحاد أجد هذه الأندية التي تعاني ما تعانيه من أزمة مالية خانقة والخروج من هذا المرض المزمن .. لكن إذا ما أردنا أن ندخل في أعماق أسباب الأزمات وطرق حلها فإنه يتوجب علينا تجاوز الخطوط الحمراء التي ربما تزعج الكثيرين وخاصة أعضاء مجلس الإدارة الذين ساهموا بشكل أو بآخر في تعميق هذا الجرح وإن كان بدون قصد .
يبدأ عمل الإدارة بعد نجاحها في الانتخابات بردات الفعل ومحاسبة وإقصاء كل من لم يقدم الولاء لهم خلال المعركة الانتخابية وهذه طامة كبرى تسببت في زيادة الشرخ بين أبناء النادي الواحد فكانت بداية ردات الفعل من خلال ترشيح ممثلي النادي للجان الفنية بعد استبعاد خيرة خبرات النادي على حساب بعض المقربين من الإدارة وهذه كانت إحدى أهم أسباب ابتعاد عضو مجلس الإدارة (المنتخب) الدكتور علال زين الدين عن حضوره الاجتماعات وهذا ما أكده للموقف الرياضي ويأتي بعدها تعيين جيش من العاملين تحت مسميات مبتكرة وبرواتب عالية واستبعاد البعض الآخر ليؤكد أن العمل بات قائماً على مبدأ (خيار وفقوس) بين أعضاء النادي وجاءت التصريحات الرنانة بحق الشركة الراعية للنادي التي كانت سابقاً أهم الداعمين للنادي وساهمت في إعادة التوازن المالي فشكلت هذه التصريحات نقطة خلاف ساهمت في توسيع الهوة بين الإدارة والشركة وكان من المفروض أن تكون العلاقة الجديدة ودية للغاية وبصيغة تضمن لكل طرفه حقوقه … وبالرغم من أن الاستثمار هو الحل الأمثل للأزمة المالية فإن المشاريع الاستثمارية لم تلق العناية والوقت اللازم من اجتماعات مجلس الإدارة لدراستها بعد مضي أكثر من ثلاثة أشهر على استلام الإدارة لزمام الأمور .
وحين ندخل في عمق آلية العمل بالنادي وما شهده مجلس الإدارة من خلافات وإن لم تظهر للعلن فإن النتيجة هو عزوف البعض عن حضور الاجتماعات الدورية مما أدى الى ضعف في القرار الجماعي ليأتي الأزمة الصحية لرئيس النادي وانقطاعه عن الحضور الى النادي مكرساً لحقيقة النزاعات التي أدت الى شبه شلل في مسيرة عمل النادي ولولا المتابعة اليومية من مسؤول التنظيم محمد بيروتي ومشرف كرة القدم محمود السيد لفرط عقد الإدارة …
ضمن هذه المعطيات ازدادت الأزمات وانعكست على النتائج الفنية وكان الحصاد الأسود يوم الجمعة الماضي بخسارة كروية أمام تشرين وألحقها بخسارة سلوية أمام الطليعة .
إزاء هذا الواقع جاء تحرك فرع حلب للاتحاد الرياضي بدعوة مجلس الإدارة الى اجتماع بحضور مسؤول مكتب الشبيبة والرياضة بفرع الحزب لوضع النقاط على الحروف وحل المشاكل الإدارية التي ربما شهدت في الأيام القادمة قرارات جديدة ستنعكس إيجاباً على مسيرة العمل في النادي ليعود الى ألقه .. الى جانب آخر بدأت تطفو على السطح بوادر انفراج الأزمة المالية والمبادرة الأولى كانت من السيد محافظ حلب المهندس علي أحمد منصورة الذي قدم مشكوراً مبلغ أربعة ملايين ليرة وضعها تحت تصرف الإدارة كما سيصل خلال الأيام القليلة القادمة مبلغ التنازل عن اللاعب عادل عبد الله ومن المؤكد دخول مبلغ /10/ ملايين ليرة أيضاً الى صندوق النادي وهو بدل إيجارات استثمار المحلات التجارية .
لقد آن الأوان لحل مشكلة القلعة الاتحادية في ظل إجماع أعضاء النادي على الحل والتي لخصها أحد خبرات النادي مالك سعودي على الشكل التالي :
ضرورة تدخل القيادتين السياسية والرياضية لإنهاء مشكلة مجلس الإدارة الذي افتقد للانسجام من خلال إعادة توزيع الأدوار بين الأعضاء أو حل مجلس الإدارة .
إضافة عضوين من الفعاليات الاقتصادية لمجلس الإدارة .
فتح باب التبرعات لمحبي النادي من خلال تفعيل لجنة الألف محب التي أثبتت نجاحها في السنوات الماضية .
الإسراع في وضع مشاريع الاستثمار بالخدمة ليكون للنادي دخل سنوي ثابت يسهم في رفع وتيرة العمل الرياضي .
وأخيراً نادي الاتحاد أمانة في أعناق الجميع وهذه دعوة مفتوحة لإيقاف نزيف هذا النادي والعودة للنهوض به من جديد .