عندما تناولنا المدربين الذين جددت إدارات الأندية الأوروبية الكبرى الثقة بهم قلنا إن الإبقاء على تيتو فيلانوفا لم يكن مقنعاً بسبب وضعه الصحي، فكان القرار الحاسم
بقبول استقالته بسبب خوضه معركة ضروساً ضد المرض الذي لا يرحم.
رئيس نادي برشلونة ساندرو روسيل اقتنع أخيراً أن سرطان الحلق الذي ألمّ بالمدرب منذ نحو عامين يحتاج لمزيد من العلاج وربما يسبب غصة في حلوق الكاتالونيين، وبالتالي أيقن أن تيتو لن يستطيع الاستمرار في أداء دوره على أكمل وجه، ومن الجائز أن يعيش الفريق فترة فراغ تدريبي في مرحلة من المراحل كما حدث في الموسم المنصرم، فكان الحل الإسعافي الذي نراه متفقاً عليه بين الطرفين بسبب خصوصية العلاقة والاحترام المتبادل، لأن تيتو يحظى باحترام في أوساط البيت الكاتالوني.
جماهير نادي برشلونة سواء في إسبانيا أم في جميع أنحاء المعمورة لم تكلّ في توجيه رسائل الدعم للمدرب الخلوق، والملاحظ أن مثل هذه الرسائل تسابق الجميع في إرسالها من منطلق أن الجانب الإنساني يطغى على كل شيء، وبدوره المدرب فيلانوفا بعث بتغريدات شكر للجميع مطالبهم باحترام خصوصياته وتفهم موقفه.
برشلونة الآن مطالب باجتياز الصعاب بأقصى سرعة، ولذلك اتخذ قرار اعتماد البديل على عجل وهو الأرجنتيني مارتينو طمعاً ببدء صفحة جديدة تحمل في ثناياها الخير الوفير، لأن قراراً بهذا الثقل تكون عواقبه وخيمة أثناء الموسم.
أسئلة كثيرة تدور في فلك عشاق المستديرة أهمها مستقبل أسلوب اللعب الفريد الاستثنائي (التيكي تاكا) الذي انتهجه برشلونة فاتسعت رقعة محبيه، فغوارديولا وفيلانوفا وجهان لعملة واحدة، ونعتقد أن المدرب الأرجنتيني مارتينو يمتاز بأسلوب لعب رشيق ويعطي أريحية للاعبين كي يبدعوا ويظهروا ما عندهم، والعناصر المتوفرة بين يديه لها وزنها، ولكن ذلك لن يرضي أحداً في برشلونة ما لم يشفع بالألقاب التي هي جواز سفر أي مدرب والمطلب الأساسي لأي جمهور في العالم.