نستقبل اليوم النسخة التاسعة لكأس القارات في بلاد يطلق عليها بلاد الكرة لأنه أينما اتجهنا نشاهد الملاعب ممتلئة عن بكرة أبيها،
ولعل التسمية المثالية لكأس القارات ما كان يطلق عليها أيام لم تكن رسمية: بطولة العالم المصغرة.
بطولة هذا العام تختلف عن غيرها، وما هو مؤكد أن المنتخبات الحاضرة ستستفيد كثيراً، وصحيح أن عديد المنتخبات لم تكن تكترث بهذه المسابقة إلا أن كل منتخبات الكرة الأرضية تتمنى الحضور هذه المرة، والسبب أن قيام البطولة في بلاد كرة القدم يعد اختباراً فوق العادة للقدرات.
الأرجنتين بقيادة مبدعها ليونيل ميسي الغائب الأبرز عن هذه البطولة، كانت تتمنى الحضور كي تأخذ جرعة لا بأس بها من التجربة والاعتياد على الأجواء المناخية الكروية قبل خوض غمار المونديال القادم الذي سيكون التحدي الحقيقي لساحر المستديرة الأول في العالم ليونيل ميسي.
ألمانيا العائدة بقوة كانت تتمنى لو أنها حاضرة كي تقف مع الذات وسط ترشيحات غير عادية للعب دور ما في المونديال القادم وهذا فرضه التألق اللافت لقطبي البوندسليغا بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند.
البرازيل بقيادة المدرب سكولاري قلنا في وقفة الأسبوع الماضي تنتظرها تحديات، ومجرد خوض التجربة أمام الجمهور البرازيلي الذي لا يرحم فهذا كاف للاستفادة من الدرس وخصوصاً إذا كان بليغاً.
المنتخب الإسباني الذي يتبختر في السنوات الأخيرة بحاجة للقب أولاً، ويالها من تجربة مفيدة في الزمان والمكان المناسبين وسط تكالب القوى الكروية العالمية لسحب البساط من تحت الماتادور!
المنتخب الإيطالي ظهر مهاب الجانب مع المدرب برانديلي لكن هل سيستطيع ترميم الفارق الملحوظ مع الإسبان والبرازيليين، والسؤال الأهم: كيف سيستفيد من المونديال المصغر في الموعد الأهم الصيف القادم؟
محمود قرقور