بعد أن ماتت مقولة « الفتوة قوة ».. المتطفلون والدخلاء.. المال وغياب الدعم.. المصالح و المحسوبيات عناوين عريضة لأزرق الدير ؟!
تحقيق- أحمد عياده:لم يدر بخلد أحد من جماهير الفتوة أن فريقهم الذي كان في يوم مضى متربعاً على عرش الكرة السورية
بات الآن يصارع الموت و يحتفل لمجرد تحقيق الفوز على أرضه و على فرق لم يكن لها أدنى وجود..
فارس الشرق… الموت القادم من الشرق… ليث الفرات.. الفارس الأزرق الأزوري الديري.. كلها تسميات تغنى بها الاعلام السوري و تباهى بها العاشق الأزرق إبان فترة حكم الفتوة لمقاليد أمور الكرة المحلية في الثمانينات وبداية التسعينات من القرن الماضي..
تسميات لم تأت من فراغ بل من اداء باهر ورجولي ونتائج اسطورية و سيطرة مطلقة على البطولات و الانجازات و التي دفعت أحد المسؤولين اثناء وداعه لبعثة المنتخب الوطني للشباب الذاهبة لمونديال الدمام عام 1989 للقول اريدكم ان تلعبوا كما يلعب الفتوة…؟!
اليوم ترجل الفارس و سمح للصغير قبل الكبير بأن يهزمه وبات ملطشة للفرق التي كانت تهاب حتى مجرد التواجد في دير الزور أو الحسكة عندما نقلت مباريات الفتوة هناك..
نطالع صور الأمس و نقارنها بصور اليوم لنرى فروقاً شاسعة في كل شيء بدءاً من تراسيم و تقاسيم البطولة المرسومة على الوجوه مروراً بالعرق و أثاره الواضحة على الملابس و انتهاءاً بحالة المحبة و الترابط و التي أصبحت استثناء من قواعد هذا الزمن الكروي الرديء..
الزمن الذي سمح للمتطفلين بالولوج الى عالم الرياضة و سمح للمرتزقة باعتلاء الكرسي والكلمة والقرار.. و سمح للأولاد بالتلاعب بمشاعر الناس فتبدل الحال و أصبح البطل مرهقاً لا بل أصبح شبحاً لتلك الصورة المرسومة في أذهان الناس والمدون عليها عبارة/ الفتوة قوة/.. هذا الحال كان غير طبيعي و لكن ما هو طبيعي كان خروج الأشراف و الرياضيين الحقيقيين.. بعد أن شعروا بأن ليس لهم مكان في عالم الرياضة السيئ اليوم…
ابتعدوا أو أبعدوا لا فرق.. الفرق الحقيقي هو في تراجع الفارس الأزرق و تواريه عن الأنظار لأسباب عديدة جداً لكنها واضحة حتماً..
في الصورة نرى هشام خلف و محمود حبش وبشار ميخا و مهند السالم و مظهر درويش و أحمد عسكر وبسام النوري ووليد عواد ونزار ياسين و عدنان الجاسم و ماهر حقي و سعود الطه وغيرهم الكثير الكثير.. و اليوم نسأل عنهم فنرى معظمهم مبتعدين ومبعدين مغيبين بإكراه و لوعة و حسرة و لكن اذا عرف السبب بطل العجب فالعاقل يعلم بأن النادي دخل مستنقع الحروب و الخلافات و التكتلات الشخصية و المصالح الضيقة منذ زمن بعيد.. و يعرف ايضاً ،أنه بات مسرحاً للعابثين الجهلاء الذين سمحوا لأنفسهم بالتمادي و التقييم و التنظير..؟!
-العاقل يعلم بأن النادي الفقير لا يمكنه إلا إنتاج لاعبين موهوبين يذهبون تحت ضغط الحاجة الى اندية كبرى قادرة على الدفع أو يبقون تحت وطأة لي ذراع الادارة أو التلاعب بمشاعر و أعصاب الجماهير المحروقة..
– العاقل يعلم أن المحبة قد انتهت و طواها النسيان لتحل المصلحة و الانتماءات الضيقة مكانها..
-العاقل يعلن ان المال مفقود و أن الاحتراف قد كسر الظهور و أن الناس تستطيع الكلام و التنظير لسنين ضوئية دون أن تمد يدها على جيبها لانقاذ ما يمكن إنقاذه لن نخرج عن الموضوع الاساسي الذي جئنا بغرضه وهو أين هم نجوم الانجازات من فتوتهم اليوم؟ لماذا ابتعدوا ؟ و هل من سبب دافع أدى لابتعادهم بهذه الصورة القاهرة؟! وما هو مستقبل الكرة الزرقاء و لماذا حدث ما حدث…؟!
وسندعكم مع آراء عينة ممن افرحوا الجماهير و ممن صنعوا للفتوة اسماً وتاريخاً ناصعاً لا ينسى فالحكمة تكمن بسماع و جهة نظر من عاش الفرح والانجاز ثم تراه يجلس في مكان عمله أو على المدرجات ليتابع الصدمة و الأهات و معكم نمضي..
– اللاعب و المدرب و الاداري المحامي بسام النوري لعب من /77-87/ أنا مبتعد حالياً و أقف موقف المتفرج مما يحصل حالياً حيث أن الأمور التنظيمية غير صحيحة و أنا أردت العمل وفق أجواء احترافية صحية و لكن هذا لم يحصل حيث أن الكلمة العليا هي لأناس مسيطرين على النادي من غير الرياضيين الذين لا يتركون الرياضي يعمل و هذا ما يؤدي لجعل مصير النادي بالهاوية أضافة إلى أن الأخلاق غير موجودة ونعيش بالنادي وفق مبدأ/ كل من أيدو الو/ فاللاعب يتحكم بمصير النادي و يأخذ المال دون حساب من أحد.. الحل هو بتصفية النفوس و أنا ومن خلال جريدتكم أوجه ندائي بضرورة وجود وجوه جديدة بالنادي تعمل بشكل صحيح ولا تهاب أحدا وإذا لم يتوافر هذا العنصر فإن مصير النادي سيبقى مظلماً..؟!
– اللاعب و المدرب والاداري المهندس المقداد سوادي لعب /77-87/.. ان هموم الرياضة السورية واحدة فليس هناك فارق بين ناديي الكرامة و الفتوة مثلاً إلا من حيث وجود و اذا أردنا للرياضة السورية ان تتطور فعلينا البدء من جديد و لن نتقدم خطوة واحدة ان لم يكن هناك فهماً عميقاً لما يدور في العالم وباختصار فعلينا البدء بخصخصة الأندية و هذا هو الحل للفتوة و لغيره من الأندية المحلية.
– الهداف الأسطورة محمود حبش /86-2005/ أنا لست مبتعدا بل مبعد لأن الادارات المتعاقبة هي التي تساهم بإبعادي رغم أنني عملت بتدريب فئة الشباب الموسم الماضي مع بداية الأياب واستطعت ان أتقدم به من المركز الأخير الى السادس لكن الادارة الحالية لم توجه لي أي دعوة و هذا الأمر أستغربه و من يقول عكس هذا الكلام فأنا مستعد للجلوس مع أي اداري حالي للمناقشة لكنني أصبحت أؤمن بالمثل القائل/ مزمار الحي لا يطرب/نادينا يعاني من تخبطات ادارية من قبل بعض المعنيين عن الرياضة الديرية لأن الذي لا يفقه بالرياضة يصبح بقدرة قادر عضواً بإدارة الفتوه فكيف نقبل بالمشجع الذي كان قبل فترة وجيزة يطبل ويزمر للاعبين يصبح امراً ناهياً عليهم..؟! و كذلك هنالك مشكلة و هي قلة انضباط اللاعبين و هذا سببه الأساسي بعض المدربين الذين يتبعون سياسة الخيار و الفقوس بين هذا وذاك..
– اللاعب الدولي هشام خلف لعب /88-94/ أنا حالياً أدرب الوثبة والجميع يعرف ظروف ابتعادي عن الفتوة فبعد أن بنيت فريقاً قادراً على المنافسة ولسنوات طويلة و عندما أردت أن أقطف ثمار تعبي بالوقوف على منصات التتويج جاء من يضيع تعبي ولم يجعلني أقطف ثمار هذا التعب بقرارات ادارية مسبقة الصنع و سبب كل هذا هو فرع رياضةالدير الذي يقوم بحل الادارات و تفصيل ادارات أخرى وفق اهواء بعض المدربين الذين يبتعدون عن النادي عند أول هزة و عندما يشاهدون بناءنا الصحيح يعودون لتخريب الاجواء ودليلي هو الواقع الحالي للنادي لذلك فإن جروحنا لا تندمل بسبب هؤلاء أنا أبتعدت خوفاً من تكرار هذه التجربة و الاحتراف لم يتوفر للفتوة مع العلم أننا نملك لاعبين موهوبين لكننا لا نمتلك الاستقرار الاداري و المادي
– اللاعب السابق أحمد عسكر /83-96/الادارة بعيدة كل البعد عن المدربين و عن كل شيء يخص النادي و الادارات معظمها لا تساند المدربين الشباب فنحن أغلبنا مبعدون ولا أعرف السبب و فريقنا الحالي متراجع وسببه عدم التحضير الجيد بشكل دائم و اعتمادنا على اللاعبين الكبار و عدم اهتمام الادارة بلاعبي النادي نادينا فقير جداً و لا يمتلك الموارد وهذا بسبب الاحتراف و ابتعاد الرياضيين الحقيقيين و ترك الأمور لمن لا يفقهون بالرياضة شيئاًَ.
– اللاعب السابق ومدرب الفريق السابق نزار ياسين لعب /84-91/ أنا عملت في الفترة الماضية مدرباً مساعداً للفريق لكن المشكلة بأننا و نحن على رأس عملنا هناك من يسعى لأبعادنا و استلام الفريق لذلك تركنا و أبتعدت بعد أن قدمت جهودا كبيرة سواء بتجميع اللاعبين بمشاركة زميلي نافع عبد القادر و جمال نويجي ولكنهم استكثروا علي بطاقة دعوة فأثرت الابتعاد لأنني أعلم بأن الكورنيش كان مسرحاً لتعيين المدرب الحالي للأسف..؟! يوجد لدينا فريق ممتاز لكنهم أنهونا لأن كل الادارات تأتي دوماً لتصفية الحسابات مع من سبقها وكل مدرب يأتي بعناصر ادارية تؤيده و الفتوة لا يقبل الرأي و الرأي الأخر و ما أرغبه و أتمناه ان تكون رياضتنا هادفة و بشكل تربوي و اخلاقي مع عودة الرياضيين الحقيقيين لموقعهم الطبيعي.
– اللاعب السابق مظهر درويش لعب من /87-94/ قال: أنا حالياً خارج النادي لأن المرتزقة و المنتفعين تنقطع أرزاقهم بوجودي أنا ورفاقي لذلك يحاولون ابعادنا بأي طريقة وضعنا الرياضي غير سليم بدءاً من فرع رياضة دير الزور ولغاية مستخدم النادي… فهل من المعقول أن أرشح نفسي للانتخابات وأنا ابن النادي ولا أنجح بل ينجح من ينافسني حتى لو كان /بائع قطايف/ وسبب ذلك لان بعض المرتزقة يريدون دخوله تبعاً لمصالحهم… مع العلم أن دخولي هو تكليف وليس تشريف.. الحل هو بقاء نادينا بالدرجة الثانية لعدة سنوات حتى ننتهي من هذه الشرذمة.
-اللاعب السابق بشار ميخا لعب/88-96/ أنا بعيد حالياً لان الأجواء غير صحيحة فأنا لست مستعد للإهانة من قبل أناس ليسوا رياضيين ولا يفهمون بكرة القدم ويشكلون حاشية وتبع للادارات لذلك من يعمل من جيلنا سيتم إفشاله والاحتراف غير المفاهيم والتنظيم الاداري سلبي والادارات القادمة غالبيتها ليست بموقعها السليم والأفضل أن نبقى في الدرجةالثانية لسنوات عديدة لان المستوى الحالي لا يؤهلنا للصعود والمنافسة.
اللاعب السابق وسنفور الفتوة مهند المسالم/ 88-95/ أنا قريب من النادي لكن ظروف عملي أجبرتني للابتعاد مع أنني أتابع الأخبار وفي قلب الحدث دوماً… مجموعتنا الحالية ممتازة جداً لكن المحسوبيات أرهقت النادي وكذلك المصالح الشخصية الضيقة لبعض المتواجدين في العمل والاحتراف انما الذي يجعل اللاعب يفكر بنفسه دوماً.
قبل مصلحة النادي وهبوطنا جيد بالنسبة للنادي لكي تصفى النفوس وتعود المحبة للفتوة وهذا ما نتمناه…
– اللاعب السابق ماهر حقي/ 90-2003/ أنا دعيت لتدريب فريق الشباب لكنني رفضت لأنني لم أتبع أي دورة تدريبية ونادينا مقصر معي حيث لم يتم إرسالي لاتباع الدورات لذلك وعملاً بقول رسولنا الكريم/ رحم الله امرء جب الغيبة عن نفسه/ جلست بمنزلي أراقب والرواتب وأنساهم واجباتهم الأساسية فأصبحت الفوضى والمشاكل شعاراً للنادي وقد يكون لبعض المدربين دوراً رئيساً في ذلك .
بعد أن ماتت مقولة/ الفتوة قوة/
اللاعب السابق سعود الطه لعب/ 90-98/ قال: أنا موجود حالياً وقبلها مع النادي لم أتركه حيث كنت ولا زلت مدرباً لفرق القواعد لأنني كالسمكة لا تستطيع مغادرة الماء سبب ما يحدث احمله للأوراق المتتالية التي تعاقبت على النادي وضعف الموارد المالية وضياع المحبة والأطماع والمكاسب لبعض الشخصيات المعروفة من قبل الجميع واللهاث وراء المادة والمصلحة تكون فوق كل اعتبار وعندما تنعكس كل هذه الأمور سيعود فتوتس لعصره الذهبي.
وحتى تكتمل الصورة أكثر تحدثنا مع ثلاثةرؤساء أندية عاصروا الفتوة أيام العز في العقد والنصف من الاعوام الماضية فتحدثوا إلينا بالتالي:
رئيس النادي أيام الإنجازات الدكتور أنور جميل قال: في السابق كانت هناك محبة وانتماء للفتوة وقميصه واحترام من قبل اللاعبين للإدارة ومن معها لم أترك النادي ولا زلت أتابع لمتابعة النادي والسفر الدائم معه حتى أصبح الموسم الماضي عضواً في إدارته سبب ابتعادي عن الفتوة قد يكون سببه قلة الاحترام وعدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ووجود بعض المرتزقة والمنتفعين الذين لا يحترمون من يعمل بشكل صحيح والنادي تراجع كلياً منذ الاحتراف الذي ظهرت اثاره السيئة الكثيرة على الأندية الفقيرة وقد يكون المال أيضاً والذي يشكل العمود الفقري للرياضة سبباً لتراجع النادي .
– المهندس طارق الغضب الذي استلم رئاسة وعضوية النادي خلال العقدين الماضيين أكثر من ست مرات قال: الفتوة في قلوبنا نتابعه بمحبة واهتمام كبيران إدارياً وفنياً وتنظيمياً.
ابتعدت عنه منذ موسمين بعد تحقيقنا لإنجاز فوز فريق الشباب ببطولة الدوري لأول مرة وكان ترتيب فريق الرجال سادساً وكنا نعده لكي يكون منافساً في الموسم التالي وسبب ابتعادي هو انشغالي بعملي الوظيفي صباحاً ومساءً وهذاما يؤدي للإرهاق بالعمل وأيضاً كان لابتعادي اسبابه منها قلة المحبة بين كافة الأجهزة الفنية والادارية وكذلك اللاعبين وبعض المنغصات الأخرى التي عانيت منها عندما كنت متواجداً كرئيس للنادي منها وضع المطبات والتداخلات الخارجية من بعض الدخلاء على النادي والمعاناة المالية المستمرة لذلك أصبح نادينا يتخبط فالولاء ضعيف والتضحية معدومة والنيات غير جيدة كل ذلك أدى لتدني المستوى الفني لكرة القدم واجهته الفتوة وأطلب من الجميع في حال رغبتهم بالعودة بأن يقوم بالعمل الإداري من لديه الوقت الكافي للعمل والاخلاص وعودة المحبة بين الجميع وأن يشعر اللاعبون باسم وعراقة ناديهم فيبذلون الجهد الذي يستحقه ذلك الأسم مع الابتعاد عن التكتل والشللية وأبعاد الدخلاء وأطلب أن تقوم الجهات المسؤولة والمعنية بدعم النادي من كافة النواحي ومن ثم تطبيق مبدأ المحاسبة لكل مقصر دون استثناء وأن يكون للجمهورنا الحبيب الدور الإيجابي في مساندة الفرق ويكون شعارهم الأخلاق الرياضية
رئيس النادي السابق المحامي عطية العطية قال: أنا مع النادي كنت ولا زلت وسأبقى حيث أنني لا أزال أتابع النادي حقيقة وواقعياً وأحضر حتى اجتماعاته وأتبرع بالمال واخرها كان قبل اسبوعين وأنا أتابع جميع المباريات في الداخل والخارج أما عن ابتعادي واسبابه هي الأجواء غير الصحية فالادارة في كثير من الأحيان تنتهك كرامتها واذا استمر الوضع بهذا الشكل فالنادي لن يعود إلى مكانه الطبيعي وأهم عنصر غائب في الفتوة هو المحبة لأن كل انسان يناضل ويسعى إلى مصلحته الشخصية قلة قليلة من تتبرع للنادي ولا تنسوا ان رجال كرتنا يفتقدون للروح القتالية والمسؤولية ويجب علينا أن نصفي قلوبنا ويحب بعضنا البعض لكي نرى نادينا كما كنا نحب ونشتهي معتلياً منصات التتويج بعد أن ماتت مقولة/ الفتوة قوة/
وبعد… فمن خلال متابعتنا لما يحدث ندرك حجم المأساة التي يعيشها النادي الأزرق هذه المأساة التي دفعت نجوم أيام العز للتكلم بصراحة وهم يعلنون خشية ما بعدها خشة على هذا الواقع السيئ الذي قد يذهب بعراقة ناديهم إلى حدود الاندثار ومع أن الحلول معروفة للجميع إلا أن المفاجآت تكمن دوماً بعجز الادارات المتعاقبة على التجرؤ والبدء بالعلاج وخاصة فيما يتعلق بشكوى التدخلات والمصالح وهذه أهم أسباب المرض الأزرق…
اليوم سمعنا الآراء ووضعناها على طاولة الجماهير القادرة وحدها على الحكم….