الحسكة – دحام السلطان :قد نمر مرور الكرام ولانسمي كبيرات الأمور وصغيراتها أحيانا ًكثيرة في نادي الجزيرة
عندما نتحدث عن الاحتراف الذي لبس كرة القدم في النادي من رأسها وحتى أخمص قدميها هذا الموسم وهذا الحديث الذي بات مزعجا ًوبشكل فريدا ًمن نوعه قياسا ًعلى الأفكار التي تم إدراجها على سلم الأولويات في حينها وبات التفكير بها اليوم والتكفير بخطاياها ًفي لحظات طويلة من الندم المحزن واليأس الممل
والمأسوف على شبابها عندما لم يتم الأخذ بها على محمل الجد يوم كان النادي وليس الأشخاص القائمين عليه في نظر من يستوعب ويحتضن ويستقطب ..!! بأمس الحاجة إليها لإدراك الفأس وتجنّب وقوعها بالرأس وتلك هي النتيجة والحقيقة الناقصة – مسلسل درامي أدمى العيون ، وأحيانا كان ًله حصة من الفانتازيا التاريخية ليبرر التبجّح ببطولات ميتة أكل الدهر عليها وشرب ، وأحيانا ًأخرى بلون الكوميديا الساذجة على أساس أنها ساخرة ونقدها بناء ً..!! ليطلق العنان ويسرف الإمعان في التمادي لإهدار الفرص الضائعة التي أثقلت بكاهلها النزيف المستمر لنقاط التميّز والأمان التي ستجعل الجزيرة يندم عليها في النهاية وأنصارها المغلوبين على أمرهم نتيجة لأفكار محنّطة وأصبحت تناقش على الطريقة المنغولية قد فقدت الشيء ورفضت أن تعطيه وتكتفي بالرقص على جراح الجزيرة الحزينة والعودة بفريق الكرة إلى أيام الخمسة عشر عاما ًالبائدة ..!!
كيف هي البداية ..؟؟
كرة الجزيرة عبر إدارة القهر السابقة التي حفرت الأرض يومها لتأتي بالمال وبمتانة الوجه ..!! كان قد كتب عليها النجاح في البداية على الرغم من المنغصات الكثيرة التي اعتبرت ضريبة ذلك النجاح الآني والذي تكلل في النهاية بالصعود إلى أقوياء اللعبة وهو الطموح الذي وضعته تلك الإدارة هدفا ًلها ومشروع مباركة لأنصار ناديها الذين طال انتظارهم ليكون ناديهم بين الأقوياء ولو كان ذلك عل حساب ألعاب عديدة ولها اشراقتها كلعبة كرة اليد..!! ويا ليتها فرحة ما تمت لأن المشروع الحلم الذي أصبح حقيقة لم يكتب له الانتعاش والازدهار على أرض الواقع وباتت مؤشرات الارتقاء والنهوض به تجهض الواحدة تلو الأخرى وجميع طروحات ومقومات تحسين موارد الوضع المادي للنادي الذي ينتظر كرته سوق المال الكروي بين العرض والطلب قد باءت بالفشل بعد أن بوّبها القائمون على رياضة النادي في عدة بنود وبالورق على طاولة القرار الرسمي في الحسكة ودمشق وعلى رأسها تحسين الواقع الاستثماري وإيجاد الحلول اللازمة لوضع المنشآت وعائداتها المالية وتحديد صيغ العلاقة بين النادي كجهة مالكة وبين المستثمرين والأهم من ذلك كله نقل الملكية لملاعب تشرين من طابو البلدية الى ملكية النادي بعد أن كانت نائمة طيلة تلك العهود البائدة من الوصاية في الأدراج المقفلة إضافة الى طرح مواقع عديدة للاستثمار تأتي بالفرج المالي الفوري على النادي .
ميزان العد التنازلي ..!!
ليس في الإمكان أفضل مما كان ورحلة الجزيرة الى المجهول قد دخلت ميزان العد التنازلي من أبوابه الواسعة والهاجس الرهيب بدأ بالتهام آمال كرة الجزيرة سريعا ًوالنتيجة مكانك راوح على الرغم من طرق الإدارة لأبواب أميز الكوادر الكروية من أبناء المحافظة المحترفين في الأندية المحلية وأبناء المحافظات الأخرى لخطب ودهم واللعب ضمن صفوف الفريق فلم يكتب النجاح لأكثرهم وأغلاهم مستوى فني بسبب غلاء مهورهم الذي لاطاقة للإدارة به ليكونوا على رأس الزفة الجزراوية في عرس الدوري واكتفت يومها إدارة النادي بالرضى والقبول وبالقليل اليسير منهم والاحتفاظ بالبعض الآخر على أمل قدوم شروط الفرج على قارب السعادة المفقودة ليحط رحاله الميمون ويرسو في النهاية على شواطئ الجزيرة التي نال من بنيانها ما نال تيارا المد والجزر فأخذا الجميل منها ولم يتركا إلا رواسب المرارة واللغط وذر رمادها في العيون وعرض النتائج السفيهة على الملأ ..!!
الشمعة .. والظــلام
وقبل بداية النهاية التي سبقت الدوري بقليل فأن الفضل يذكر لأهل الفضل والمقصود بهم جملة وتفصيلاً لجنة أصدقاء النادي الذين ضموا جهودهم في الفترة اللاحقة للصعود للالتفاف حول ناديهم على مبدأ أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام ألف مرة فكانت لهم الأيادي البيضاء في دفع مسيرة كرة الفريق ضمن الإمكانات المتوفرة والمتاحة بين أيديهم وأسهموا في دفع كل ما من شأنه لأن يقف النادي على قدميه خيرا ًمن بقاءه عاجزا ًووعدوا بالمزيد من خلال توسيع دائرة نشاط نطاق عملهم حتى فترة الوصول الى الاستقرار الإداري الموعود للنادي والمنتظر في نهاية مؤتمر الاختراعات الانتخابي الذي لم تكن نتائجه إلا ضربة قاصمة للفريق بعد الزلزال الذي ضرب الإدارة في الصميم والذي قام بإبعاد رئيس النادي السابق فيصل الأحمد عن الإدارة المنتخبة الجديدة بعد فوزه بأعلى الأصوات في نهاية الانتخابات نتيجة لعدم اعتماده فيها بموجب قرار القيادة القطرية رقم 1182 / 31 / 2 وتاريخ 5 / 10 / 2009 م وهو التاريخ اللاحق لانعقاد مؤتمر النادي الذي هو يوم 4 / 10 / 2009 م وهنا حدثت البلبلة والأزمة الحقيقية في النادي وخيّم اليأس على اللاعبين الذين كانوا قد التزموا ضمنيا ًمع الإدارة السابقة التي يرأسها الأحمد وهم الذين سيكونون عماد الفريق في الدوري الأمر الذي خلق ردات فعل قوية لدى أفضلهم وجعل بعضهم يؤثر الرحيل عن النادي لولا تدخّل الأحمد للنجدة في الوقت المناسب وإقناعهم بالبقاء وحصلت في تلك الفترة تداعيات الانهيار المعنوي لمعظم اللاعبين المؤثرين في الفريق الذي لايزال النادي يحصد نتائجه في المباريات الأولى من الدوري .