لم يكن أحد يتوقع قبل انطلاق الموسم الكروي الإنكليزي أن يكون لقاء قطبي مدينة مانشستر في الثامن من نيسان الحالي
وتحديداً قبل سبع مراحل من النهاية هامشياً بشأن تحديد مسار اللقب، ولكن هذه الحقيقة بدت جلية في ظل اتساع الفارق إلى خمس عشرة نقطة قبل مواجهتهما، ولم تتعدّ أهمية الديربي باب المعنويات وزعامة المدينة من جانب، وعودة فان بيرسي للتسجيل من جانب آخر.
السيتي كان يطلب الانتصار كي يواصل سعيه الجاد للخروج بلقب وهو المدعو لخوض مباراة الكأس المصيرية بمواجهة تشيلسي حامل اللقب لأن المنافس في النهائي سيكون لقمة سائغة ما لم يكن للكرة منطق غريب عجيب.
واليونايتد بحث عن النقاط الثلاث لإنهاء اللقب قبل مراحل عدة وتحقيق (الدوبليه) على جاره خلافاً لما حصل الموسم الفائت وقطع الشك باليقين بشأن أحقيته باللقب العشرين، ويكون ذلك خير عزاء للفريق الذي نافس على أربعة ألقاب اكتفى بواحد منها، إذا سلّمنا جدلاً أن الفوز بالدوري تمّ حقيقة بانتظار المراسم الفعلية.
المباراة التي جاءت بعد ساعات من تصريح مدرب مانشستر سيتي روبيرتو مانشيني بأن الفرق الصغيرة تدفع ثمن الخوف من اليونايتد، انتهت في الاتجاه السماوي بأرض الشياطين الحمر بهدفين مقابل هدف واحد، واللافت أن الأهداف الثلاثة سجلها الضيوف، كدليل على أن الفارق النقطي الذي ينعم به اليونايتد في أعلى اللائحة لا يعكس المستوى الحقيقي للدوري الإنكليزي الممتاز.
في الجزئيات أثبت المدرب مانشيني صحة نظريته، كما أثبت علو كعبه على فيرغسون في الموسمين الأخيرين سواء من حيث الأداء أم من حيث النتائج المباشرة، وقبول مانشستر يونايتد الخسارة الثانية بملعبه الخاص أولد ترافورد، والرابعة في الدوري الممتاز، والتاسعة في الموسم إجمالاً دليل دامغ على أن الفريق لا يمتلك مقومات المنافسة على عدة جبهات ما لم تدعم التشكيلة بقوة إضافية في الانتقالات الصيفية المقبلة، وفي هذا دحض لتصريح المدرب قبل شهرين عندما قال:
اليونايتد الحالي أفضل من يونايتد 1999 الذي حقق الثلاثية التاريخية الدوري والكأس ودوري الأبطال!
محمود قرقورا