متابعة – أنور الجرادات: إذا كان الهدف تنظيم مسابقة قوية تهدف إلى تحفيز الأندية والمساهمة في رفع مستواها وبالتالي زيادة قوة المنتخبات الوطنية..
فإن مسابقة دوري المحترفين الحالية من الصعب أن نطلق عليها (دوري).. فهي أقرب ما تكون إلى رالي مسابقة هدفها إنقاذ الموسم المحلي بأي شكل من الأشكال وشغل وقت فراغ الأندية حتى لا تمر عليهم السنة دون نشاط، لذلك لم تجد اللجنة المؤقتة السابقة للكرة والاتحاد الحالي حلاً أسهل من فرض سياسة الأمر الواقع على الأندية واختيار ما يعرف بدوري المجموعات..!
لا شكل ولا لون له
فليس كل شكل تنظيمي يتضمن مجموعة من المباريات ويقام خلال فترة زمنية معلومة ووفق جدول مباريات محدد وفترات توقف ومقسم على عدة مراحل، يمكن أن نسميه «دوري» في النهاية..!
الدوري مسابقة لها شروطها ومعاييرها في كل الدينا.. لها أولويات يجب أن تأخذ بعين الاعتبار عند التنظيم وعلى رأسها أن تتصف بالقوة وأن تكشف بصدق مستويات الأندية واللاعبين.. وفي النهاية يحصل على لقبها الفريق الأقوى بعد أن يكون هو الآخر قد حصل على فرصة كاملة للدفاع عن بقائه، لكن قوة الأندية الأخرى لم تسمح له..
أما اللاعبون المتميزون فتصبح المنتخبات الوطنية محطتهم القادمة..!
تسميات متعددة
هذا هو الدوري في كل مكان وفي كل زمان.. أما غيره فيمكن أن نسميه أي شيء آخر.. يمكن أن نقول دورة تنشيطية، دورة مجمعة، كأس الاتحاد، كأس الصداقة، كأس السلام، وأي شيء آخر.. لكن بالتأكيد ليس «دوري».
الدوري عندنا في هذا الموسم ليس له وجود.. لقد «مات» بسبب سلسلة من الأخطاء، أعقبها اختيار نظام غير معقول فيه السلبيات تفوق الإيجابيات ولكن التحجج بالمنتخب الوطني برر تمريره.
إثارة منقوصة
كيف يكون هناك دوري ليس فيه هبوط كما يشاع.. دون هذا الخطر كيف يمكن تحفيز الأندية وإشعال المنافسة.. لقد كانت إحدى المميزات في دوري المحترفين أن المباراة التي تجمع المتصدر والأخير تكون قوية لكن للأسف الصفة زالت..
كيف يكون هناك دوري ليس فيه إثارة أو بمعنى أكثر دقة إثارته محدودة.. بعد عدة جولات انحصرت المنافسة بين عدة فرق وفقدت البقية فرصتها، فماذا تتوقع من فرق ليس لها فرصة في المنافسة ولا تشعر بالخطر من الهبوط فمبارياتها حتماً ستتحول إلى أداء واجب ليس إلا..!
لا دوري من دون الاتحاد
لا نتصور أن يكون هناك دوري وليس فيه نادي الاتحاد فهل نضع كل الحق عليه أم على الذي ابتدع مثل هذه الآلية لدوري غريب عجيب فلا أحد يتخيل الشكل الحالي للدوري من دون أن يكون فيه نادي الاتحاد طبعاً مع باقي الفرق الأخرى صاحبة التاريخ المجيد فالأخطاء كثيرة وكبيرة وأول الأخطاء التي قادت إلى التوصل إلى هذه المسابقة الضعيفة بدلاً من اقامة دوري قوي كانت إضاعة أشهر عدة..
كان الأجدر استغلال هذا الوقت الثمين في إقامة دوري ذي مواصفات تشعر فيه الأندية على أنها فعلاً أندية محترفة قولاً وفعلاً..
الخطأ الثاني: عندما أصرت اللجنة المؤقتة على دوري المجموعتين بشكله الحالي على الرغم من وجود بدائل أفضل كان بالإمكان اللجوء لها لأنها تعالج الكثير من السلبيات الموجودة في النظام الحالي..
نعتقد أنه بسبب هذه الأخطاء سنخسر مرتين.. الأولى في الوقت الحالي حيث حكمت على الموسم الحالي بالفشل والثانية في المستقبل.. النتاج الطبيعي لضعف المسابقات المحلية، الحصول على فرق ومنتخبات ضعيفة والمشكلة أننا لسنا ناقصين..!
أثر رجعي
لا ندري ما هو الهدف من زيادة عدد فرق الدوري إلى ستة عشر فريقاً.. إذا كان الاتحاد يعجز عن تنظيم موسم لاثني عشر فريقاً في الموسم القادم وحتى الساعة لم يحدد شكله ونظامه، كيف سيكون الحال.. الله يكون في العون.
مسابقة الكأس قصتها قصة ولم تسلم من التخبط، الاتحاد قرر إقامة ما تبقى من أدوارها على دفعات وهو أمر طبيعي لكن من غير الطبيعي أن هذه الأدوار غير محدد لها توقيت وستقام عند ما يجد الاتحاد الوقت المناسب ومعنى الوقت المناسب أنه عندما تسنح الفرصة ومعنى أن تسنح الفرصة أنه عندما يحين الوقت ومعنى أن يحين الوقت.. بصراحة لست أدري حالي في ذلك حال الأندية..!
أطرف ما سمعته من أحد الخبثاء الذين يتربصون بسقوط الاتحاد الجديد وانهياره في أول لكمة يتعرض لها عندما قال: إن الاتحاد الكروي الجديد تفكيره مؤقت..!.