كل مساحات التفاؤل التي كنا نرسمها من أجل تلميع صورة الكرة السورية لم تكن كافية كي تسير في السكة الصحيحة،
وفي كل مرة (تعود حليمة لعادتها القديمة) وهاهي قصة المنتخب الأول تبدأ من جديد ضمن جدل بيزنطي لم ولن ينتهي مادامت صورة العمل الأساسية غير واضحة المعالم ولا توجد إستراتيجية فعالة ضمن التصورات الغائبة للنهوض باللعبة بشكل عام.
هذه المرة تطل الخيبة من دورة ودية وتدوي خسارتنا من جزر المالديف في سابقة لم تحدث من قبل لتكون إشارة صارخة على تخبط عملنا الكروي، هناك من خفف من وقع الخسارة والنتائج في دورة نهرو وهناك من وجدها فرصة كي ينتقد وهناك من طنش عن كل شيء ولم يتم مراجعة الحسابات بشكل جيد..
كنا نتمنى لو تم الزج بمنتخب الشباب المفجوع بحل كادره التدريبي، كي يستفيد من هذا الاحتكاك الذي يتباكون لتوفيره دون جدوى، وحتى لو كانت الخسارة واقعة لكانت اخف وقعا، ولكن يبدو من أراد للمنتخب الأول أن يجتمع على عجل، ولم يبال بخرقه للقانون عندما جمع للمدرب الخوري (مع احترامنا الشديد له) بمهمتين، ولم يبال بردة فعل حل الجهاز التدريبي لمنتخب الشباب، ولم يستطع حل عقدة المدرب للمنتخب الأول، ولم يفعل شيئا تجاه منتخب الناشئين وهو يستعد للنهائيات الآسيوية، ولم يعرف كيف ينهي بقية الموسم الكروي بتخريجة بسيطة، كيف يستطيع أن يطور اللعبة بشكل مختلف.
الكرة السورية بمجملها (أندية ومنتخبات وكوادر) بحاجة إلى من يرسم لها طريق النجاح كي تسير عليه حتى لو تطلب الأمر بضع سنوات قادمة نعيد من خلالها ترتيب بيتنا الكروي من جديد.
طموحاتنا الكروية بحاجة لمن يهتم بها كما يهتم بنفسه، وألاتكون مجرد بند عابر على جدول أعمال أي اجتماع لمن تعنيه رياضة الوطن، فالموضوع يستحق الكثير من العمل والصبر والإمكانيات والخطوات الجريئة، وهنا لست مطالبا بوزارة للرياضة ولا مجلس أعلى أو هيئة أو غيرها من التسميات التي يمكن أن تحتوي كل مرافقنا الرياضية وترعاها بشكل سليم، فما يهمني أن تكون آلية العمل الموجودة – تتيح لمن يريد أن ينهض برياضتنا – تساعده على القيام بذلك وتوفر له الإمكانيات المادية الكافية للنهوض والتطوير ويوجد فيها من يستطيع وضع استراتيجيات واضحة ومتكاملة المواصفات كي تبدأ المشوار.
بسام جميدة