في نادي الاتحاد .. الإدارة السابقة حولت الأبناء إلى القضاء والذكي يطلب الإنصاف وينشد السلام
حلب عبد الرزاق بنانة:لم يعد الحديث عن سلبيات الموسم الماضي في نادي الاتحاد حدثاً جديداً لأننا لن نأتي بجديد أمام موسم شهد الكثير من
التخبطات وأبرزها تكليف أربعة مدربين خلال موسم واحد فجاءت النتائج عكس ما يتمناه الاتحاديون وزاد الأمور سوءاً في البداية الدعوى التي رفعها المدرب البرتغالي راشاو الى الاتحاد الدولي مطالباً بمبلغ /47/ ألف دولار لتأتي النهاية بدعوى أخرى قدمها المدرب فاتح ذكي الى لجنة الاحتراف باتحاد كرة القدم الذي أصدر قراره
|
|
بإلزام النادي بدفع كافة مستحقاته … هذه القضية كانت الشغل الشاغل في الشارع الاتحادي بين مؤيد ومعارض كون الذكي ابن النادي فكيف به يشتكي على ناديه ..
الموقف الرياضي قامت بتسليط الضوء على هذه القضية بالوثائق والمستندات الرسمية لتضع القرار في حقيقة العقد الموقع بين النادي والمدرب وحول قرار لجنة الاحتراف من خلال التحقيق التالي :
نبتدي منين الحكاية
قبل بداية الموسم تم التعاقد مع المدرب راشاو الذي قاد الفريق في خمسة مباريات وحصل على /7/ نقاط من /15/ نقطة ممكنة وجاء بعده المدرب فاتح ذكي الذي قاد الفريق عشرة مباريات وحصل على /12/ نقطة من أصل /30/ نقطة ممكنة وكان طبيعياً أن تفكر بتغيير المدرب فاعتذر المدرب محمد ختام عن العمل وبعد اجتماع عاجل للإدارة تم تكليف فاتح ذكي مدرباً للفريق دون علمه وكان جاهزاً لاستلام المهمة وتم الإعلان عن ذلك من خلال مؤتمر صحفي .
شيء غريب
من حق أي مدرب أن يطالب بتثبيت عقده مع الجهة التي يعمل بها فكان العقد المبرم بين النادي والمدرب غريباً في بعض مفرداته حيث ورد في إحدى فقراته : يكلف المدرب فاتح ذكي مدرباً لفريق الرجال براتب شهري مقداره /100/ ألف ليرة سورية وفي حال إعفاءه من مهمته يكلف بالعمل مع فريق براتب قدره /60/ ألف ليرة ولمدة سنتين ، هذه الفقرة لم يسبق أن سجلت في جميع عقود المدربين الذين تعاقبوا على النادي .
ضغط عالي
توجهنا بسؤال المسؤول المالي والمشرف على العقود في النادي السيد ربيع فرحت : لماذا تمت إضافة هذه الفقرة وخاصة أنها تكبد النادي في المستقبل مبالغ كبيرة فأجاب : تمت كتابة نسخة العقد الأولى بدون هذه الفقرة وطلب مني رئيس النادي إضافة هذه الفقرة وأعلمته مدى الخسارة التي ستلحق بالنادي فكان الإصرار نتيجة الضغوطات التي مارسها مشرف اللعبة وفوجئت بكتابة نسخة جديدة للعقد وردت فيها هذه الفقرة .
إساءة
نتيجة عدم التوفيق وبسبب سوء النتائج قررت الإدارة فسخ عقد المدرب بالجلسة رقم /7/ تاريخ 22/3/2010 (بناءً على المادة السابعة من العقد) ووجهت للمدرب كتاب جاء فيه يتقدم مجلس الإدارة بخالص التقدير والامتنان ويثمن العمل الذي قدمتموه ويشكر جهودكم لإنجاح العمل الرياضي في النادي ، وقام مجلس الإدارة بإرسال كتاب الى اتحاد كرة القدم برقم /248/ تاريخ 28/3/2010 يعلمه بقرار فسخ العقد بناءً على المادة السابعة منه والتي جاء فيها (يلتزم الفريق الثاني باحترام وتطبيق كافة القرارات والأنظمة الصادرة عن الاتحاد الرياضي في سورية وعن مجلس إدارة نادي الاتحاد كما يلتزم بعدم عقد المؤتمرات الصحفية أو التصريح للإعلام بدون موافقة الفريق الأول المسبقة ولأي كان كما يلتزم بعدم إعطاء أي تصريح يسيء للفريق الأول أو الى القيادات الرياضية ضمن الجمهورية العربية السورية ولأي سبب كان تحت طائلة فسخ العقد) ونظراً لإساءته لبعض أعضاء مجلس الإدارة على الملأ وأمام بعض الصحفيين وأبناء النادي لذلك قرر مجلس الإدارة فسخ عقد المدرب المذكور
استبعاد
المدرب فاتح ذكي وبعد إعفاءه من فريق الرجال تحول مشرفاً على فريق الشباب وعمل معه عدداً من المباريات بعدها صدر قرار بإبعاده عن النادي نتيجة إساءته بعض أعضاء الإدارة بحسب الكتاب الموجه الى اتحاد الكرة وهنا تقدم المدرب بشكوى رسمية الى لجنة الاحتراف في اللجنة المؤقتة التي أرسلت الكتاب رقم /7/ تاريخ 27/5/2010 وجاء فيه حرفياً ودون أي تعديل ” الى مجلس إدارة نادي الاتحاد الرياضي تحية عربية : تقدم المدرب فاتح ذكي الى لجنة الاحتراف بشكاوى مفادها بأن له بذمة النادي المبالغ المستحقة له من قيمة عقده لمدة موسمين . يرجى الرد على ما أورده المدرب من مطالبات وإرسال الوثائق والثبوتيات التي تثبيت عكس ذلك وذلك في مدة أقصاها أسبوع من تاريخه تحت طائلة اتخاذ الإجراءات المنصوص عليها في اللائحة الداخلية والأنظمة النافذة . شاكرين تعاونكم أمين سر لجنة الاحتراف فيصل أحمد (توقيع) أمين السر العام رياض المصري (توقيع) .
ردة فعل
الكتاب الآنف الذكر بقي ضمن البريد الوارد لأكثر من عشرة أيام في خزائن النادي وقبل حل الإدارة بساعات تم الرد على اتحاد اللعبة بالكتاب رقم /395/ تاريخ 9/6/2010 وجاء فيه حرفياً وبدون أي تعديل ” نحيطكم علماً بأن ما تقدم به المدرب فاتح ذكي صحيحاً وله كل الحق في مطالبته وأنه تم فسخ عقده من قبل أحد أعضاء الإدارة بسبب كيدي بحت وليس له علاقة بطبيعة الخدمة والرجل مواقفه مع النادي وبشكل دائم نبيلة وتستحق كل الثناء والشكر . يرجى الإطلاع والعمل على تثبيت عقده مع النادي رئيس مجلس الإدارة العميد مروان فداوي الكتاب جاء مخالفاً لكتاب النادي رقم /248/ علماً بأن توقيع الكتابين كان من قبل رئيس النادي والسؤال هنا لماذا تغيرت المواقف وكيف يقوم رئيس النادي بتغيير قناعته؟؟ هل هي من باب الوفاء لأصدقائه على حساب النادي أم هي ردة فعل تجاه أحد أعضاء الإدارة الذي طالب بإعفاء الذكي في جلسة رسمية ولماذا وافق على طلبه في ذلك الوقت ؟؟
قرار
لجنة الاحتراف في اللجنة المؤقتة وضمن هذه المعطيات اتخذت قرارها بتغريم النادي مبلغ /500/ ألف ليرة سورية رواتبه السابقة وضرورة تنفيذ العقد المبرم بعودته للعمل في النادي.
اتصال وإيضاح
لم نتوقف عند حدود الشهباء في ملف اليوم بل وصلنا في التحقيق الى الفيحاء عبر اتصال مع السيد سعيد المصري رئيس لجنة الاحتراف باتحاد كرة القدم فقال عن الأسباب الموجبة لقرار اللجنة : بعد دراسة العقد من جميع جوانبه فقد تبين أن فسخ العقد غير مبرر والإدارة لم تقدم دليل مادي على أن المدرب أساء للإدارة ولم تبرز لنا أي دليل ملموس من خلال وسائل الإعلام وكتاب الإدارة وحده لا يفي بالغرض واللجنة ليس لها أية مصلحة مع أحد والقرار اتخذناه عن قناعة تامة لأن اللجنة وجدت بالأصل لإعادة حق اللاعبين والمدربين .وأضاف المصري أخيراً إذا قدمت الإدارة وثائق جديدة تثبت فيها إساءة المدرب وإذا كانت هناك أسباب موجبة فيمكن للجنة في هذا الحالة إعادة النظر بالقضية من جديد .
القول الفصل
الموقف توجهت للمدرب فاتح ذكي وسألته عن سبب تقديمه شكوى ضد ناديه فأجاب بالتالي : تم إعفائي من العمل بفريق الرجال وكان الدوري متوقف ووصلتني خلال هذه الفترة عدة عقود من الأندية رفضتها جميعاً والتزمت مع فريق الشباب بعد صدور تكليفي مشرفاً على الفريق وسافرت معه الى عدة محافظات ولو أنني قبلت أي عقد لدفعت للنادي غرامة /300/ ألف ليرة بحسب بنود العقد وبعد إعفائي من العمل بفريق الشباب أصبحت بدون عمل وتقدمت بالشكوى والقرار الذي صدر عن لجنة الاحتراف ليس محبة بالذكي وصدر القرار بإعادة حقوقي بعد تقصير الإدارة بالرد على أسئلة لجنة الاحتراف وهنا أود التوضيح بأنني قدمت التضحية بسمعتي لأن الفترة التي عملت فيها كانت صعبة حيث لم يقبض اللاعبون رواتبهم ومقدمات عقودهم وعندما تسلم المدرب تيتا مهام تدريب الفريق قامت الإدارة بدفع كافة مستلزمات الفريق وأضاف الذكي لأول مرة لم أتعرض للشتم نتيجة وعي الجمهور وحاولت تطوير الفريق وبقي أن أذكر أنني استلمت الفريق بالمركز التاسع وسلمته لتيتا بالمركز الثامن .. وحول إمكانية تسوية الوضع مع النادي مستقبلاً في ظل الإدارة الجديدة قال الذكي : أطالب بعودتي للعمل بالفئات العمرية ولدي الخبرة لذلك وسأقدم المفيد في تحضير اللاعبين للمستقبل وختم الذكي حديثه بأنه لا يهدف بعمله المال فقط وإذا احتاج الأمر الى تخفيض الراتب فليست لديه أية مشكلة ؟
أخيراً وليس آخراً
العقد شريعة المتعاقدين والإدارة السابقة كاملة تتحمل المسؤولية لأنها وافقت على العقد الذي اعتبره الغالبية بأنه (عقد إذعان) للنادي فكيف تقبل بفقرة انتقاله لفريق الشباب إذا أعفي من فريق الرجال ولماذا تكون مدة العقد سنتين ولماذا لم يتحفظ أي من الأعضاء على العقد في الجلسة الرسمية ولماذا لم تقوم اللجنة القانونية في النادي بدراسة العقد قبل التوقيع وتقدم للإدارة الملاحظات عليه وأخيراً لماذا لم تقدم الإدارة بالوثائق والبرهان القاطع ما أقدم عليه المدرب من إساءة كما أدعت الى اتحاد اللعبة … أسئلة عديدة تخفي بين طياتها ملامح الحزن والألم التي مرت على النادي خلال فترة قصيرة ربما تركت تأثيرها لفترة طويلة .