أن يتحدث البعض ويمارس أفعالاً تنتمي إلى زمن سبق زمن الاحتراف, لهو أمر يفتقد المنطقية والموضوعية
التي يجب أن تكون عنوان الإدارات المتفهمة الباحثة عن أسباب النجاح في تقديرنا…
فماذا يعني أن نتحدث عن مفهوم “الوفاء” وهو مفهوم نبيل بكل المقاييس ونحن نرى إدارات شبه عاجزة، وصناديق شبه فارغة، ومطالبات بمستويات ونتائج, فيما الحالة المادية والمعنوية للكثير من اللاعبين سيئة بكل المقاييس..؟
نعم.. الوفاء لغة كان لابد منها في الزمن الذي سبق الاحتراف، بل كان من أهم العوامل التي ساعدت الرياضات والألعاب والأندية في سورية. وهي تبقى لغة «فاضلة» لدى البعض، ولكن اسمحوا لنا أن نذكّركم بأنه في زمن الاحتراف يجب أن نقدم ما يدعم هذا الواقع، مادياً ومعنوياً، ولاسيما أن ظروف الحياة صعبة ومتطلبة، وأن لاعبي كرة القدم مثل غيرهم من الناس تؤثر فيهم الظروف الحياتية، وتالياً من الطبيعي أن نسمع هنا وهناك عن احتجاجات وصرخات ومطالبات.. والقاعدة البسيطة تقول بضرورة توفير الظروف المناسبة، ثم المطالبة من الآخرين أن يقدموا وينجزوا.. أليست هذه اللغة المنطقية في بناء الأشياء، حتى لو كان الوفاء لغة لابد منها أحياناً؟!
أما إذا كان الواقع يشير إلى أخطاء وانحرافات ومشكلات في تطبيق الاحتراف، وبالتالي فقدان الكثير من الثمار المنتظرة نتيجة سوء تطبيق هذا النظام، فلا نعتقد أن اللاعبين، أو الرياضيين، عموماً هم المسؤولون عنها؟
وهذا التطبيق الناقص أو الخاطئ هو ما يقودنا إلى السؤال عن قوانين أخرى تصدر وتطبق بنفس الطريقة، ثم نفاجأ بآثارها السلبية بدلاً مما كنا ننتظر…
بل إننا نستطيع أن نذهب أبعد من ذلك ونتساءل عن القوانين التي تصدر ولا تطبق، ثم نجد من يتحدث عن أهميتها أو عدم أهميتها، وهم أساساًَ لم يفعلوا ما يجعلنا نعرف «خيره من شره»!
والمشكلة أن البعض يطالب غيره بالوفاء بينما هو يذهب إلى كل ما يحقق مصالحه في زمن الاحتراف، وفي كل زمن، وقد يكون الاحتراف حجته!!
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.com