مهـــلاً جماهيـــر وداعمـــي ومحبـــي نـــادي تشـــرين علـــى فريقكـــم ؟!

منذ افتتاح دورة تشرين الكروية العربية التاسعة وفريق تشرين بجهازه التدريبي ولاعبيه يعيشون تحت الضغط النفسي

fiogf49gjkf0d


بعدما رفع البعض من جمهور ومحبي وداعمي النادي سقف طموحاتهم إلى درجة لم يعد أحداً منهم يتقبل أن يخسر تشرين حتى في المباريات التجريبية التحضيرية وهذه الظاهرة ليس لها مثيل في العالم لأن المباريات الودية الهدف والغاية منها تجريب أكبر عدد من اللاعبين وإكساب الفريق مزيداً من الخبرة والاحتكاك وزيادة حالة الانسجام بين اللاعبين القدامى والجدد الذي يدخلون على الفريق كل فترة بعيداً عن نتائجها ، وأمام هذا الواقع شعرت وأنا متواجد مع الفريق في عمان بأن الجميع لايرغب في العودة إلى اللاذقية ويتمنى تمديد فترة إقامة الفريق في عمان أسبوعاً آخر خوفاً وهرباً من الضغط النفسي الذي يتعرضون له من قبل هؤلاء الذين اعتقدوا أن فريقهم أصبح من فئة خمس نجوم في الوقت الذي نفد بريشه من الهبوط في الأسبوع ماقبل الأخير من دوري الكرة .‏



البداية‏


شرارة البداية لهذا المفهوم الخاطىء لمسناه في المباراة الثانية لدورة تشرين الكروية عندما خسرالفريق مباراته أمام العربي الأردني بهدف وحيد فتعالت الأصوات على المدرجات وشتم البعض من جماهير النادي المدرب واللاعبين وكأنهم خسروا المباراة النهائية على بطولة أندية العالم وهذا مادفع المدرب للاستقالة ثم العودة عنها ودفع بعض اللاعبين المحترفين الجدد في الفريق إلى التفكير بالرحيل وبعضهم رحل كاللاعب حازم المحيميد وبعضهم يناقش رحيله لأنه غير قادر على العطاء ضمن هكذا أجواء ،نتيجة الضغط الذي يتعرضون له وعلى بعد مئات الكيلومترات من جمهور تشرين تكرر نفس السيناريو في دورة شباب الأردن عندما خسر تشرين مباراته الثانية أمام الرمثا بهدف وحيد بعد أداء متواضع وكان للخسارة أسبابها المقنعة لكن جمهور وداعمي ومحبي نادي تشرين تعالت صيحاتهم وزادت انتقاداتهم ووصلت إلى مسامع الجهاز التدريبي وعدد من اللاعبين المحترفين ،وتكمن الأسباب الحقيقة للخسارة في تناول وجبة الإفطار خلال نصف ساعة بعدها مباشرة حزموا حقائبهم وسافروا إلى مدينة أربد مكان إقامة المباراة والتي تبعد حوالي 70 كم عن مكان الإقامة في عمان وهذا ماجعلهم غير مؤهلين لتحقيق الفوز وغاب التركيز عن أدائهم وجاء ذلك بعد أن لعبوا المباراة الأولى بعد 24 ساعة من وصول البعثة والتي استغرق سفرها مدة 12 ساعة ثم أجرى الفريق حصة تدريبية بالإضافة إلى ايقاف ومرض بعض اللاعبين وهذا ماجعل الفريق متعباً جداً ومنهكاً ولم يقدم المستوى المطلوب منه في مباراة الرمثا .‏


الحقيقة الضائعة‏


من أكبر المشكلات التي يواجهها فريق تشرين أن الكثير من الداعمين والمحبين والجماهير يطنشون عن الحقيقة والتي تكمن في أن فريق تشرين خاض خلال شهر آب وخلال 22 يوماً 11 مباراة تجريبية فلعب مع الكرمل الفلسطيني مرتين ومع الكرامة مرتين وفي دورة تشرين خمس مباريات وفي دورة شباب الأردن مباراتين وهذا يعني بلغة الأرقام أن معدل مبارياته (مباراة واحدة كل يومين) بالإضافة إلى دخول عناصر جديدة عليه خلال هذه الفترة والتي تحتاج إلى الوقت الكافي للانسجام مع العناصر القديمة وأن نتائج الفريق خلال هذه الفترة ليس مقياساً للحكم على مستوى الفريق ونجومه،لأن الأرهاق أصابه نتيجة كثرة المباريات .‏


أقوى الفرق تخسر‏


لن ندافع هنا عن الجهاز التدربي ولاعبي تشرين ولكننا كمتابعين لجميع الأندية السورية وجماهيرها من حقنا أن نتساءل :لماذا لايجن جنون جماهير الكرامة وفريقها زعيم الأندية السورية وبطل الدوري والكأس يخسر أمام تشرين في اللاذقية ويتعادل معه في حمص بعد أداء هو الأفضل للاعبي تشرين في المباراتين ؟! ولماذا لايجن جنونها وفريقها يخسر بالخمسة في دورة النصر الكروية ؟! الجواب بسيط ولايحتاج إلى تفكير لأن هذه الجماهير تعي جيداً بأن الخسارة في المباريات التجريبية والودية طبيعية لأن الهدف من إقامتها هو كشف الأخطاء والعيوب وثغرات الفريق لمعالجتها وليس الهدف منها تحقيق الفوز .‏


حصاد الجهاز التدريبي‏


يتساءل الجهاز التدريبي للفريق بينه وبين نفسه وسمعنا هذا التساؤل عدة مرات خلال الجلسات الودية معه : ماذا يريد هؤلاء المنتقدون منه ولماذا يتناسون نتائجه الجيدة معه حتى الآن حيث لعب الفريق تحت قيادته 28 مباراة فاز في 15 وتعادل في 7 وخسر 6 مباريات وهذه الحصيلة لم يحققها أي جهاز تدريبي سابق وساهم بها تضافر جميع الجهود وساهمت في إيصال النادي إلى شاطىء البقاء وفي إيصاله إلى المباراة النهائية لدورة تشرين الكروية،وهذا يعني من وجهة نظر الجهاز بأن هناك من لايريد الخير لهم وينتظر فشلهم في الوقت الذي يضحون فيه بوقتهم وجهدهم ومالهم ويتحملون الانتقادات اللاذعة بحقهم والتي كثرت في الأوانة الأخيرة بعد التعاقدات الجديدة والتي قام المدرب بتأمين دعم مادي لها من قبل بعض المحبين والداعمين وبجهود شخصية ورغم كل ذلك فأن قيمة هذه التعاقدات مساوية تماماً لقيمة تعاقدات الموسم الماضي والتي بقي خلالها الجميع صامتاً ولم ينتقد الجهاز التدريبي السابق بل هلل وصفق له ، ولكن شتان مابين مستوى اللاعبين الذين تم التعاقد معهم في الموسم الماضي والذي أوصل النادي إلى حافة الهبوط مع نهاية الذهاب وبين التعاقدات الجديدة هذا الموسم والتي أثنى عليها الكثيرون لأن اللاعبين هم من خيرة لاعبي الدوري وعدم توفيق بعضهم لايعني بأنهم غير جيدين .‏


خلاصة القول‏


مهلاً جمهور تشرين على لاعبي فريقكم وجهازه التدريبي لأن الخسارة في المباريات الودية أهون وأسهل مائة مرة من الخسارة في المباريات الرسمية،وعليكم أن تقتنعوا بأنه لايوجد فريق في العالم يفوز دائماً حتى برشلونة وريال مدريد وميلان ومانشستر يخسرون في المباريات الودية في الدورات الدولية وتشرين والكرامة وغيرهم ليسوا استثناء عن جميع أندية العالم لأن من لايتذوق طعم الخسارة لايمكن أن يتذوق طعم الفوز وأن انتقاداتكم الكثيرة للجهاز التديربي واللاعبين خلال فترة التحضير لامبرر لها ولاتصب في مصلحة الفريق ولاتخدم النادي والذي يحتاج إلى وقوف جميع أبنائه معه وفريقكم وبشهادة الكثير من الخبرات الكروية في سورية يعتبر حالياً من أفضل الفرق السورية ويحسب له الجميع ألف حساب ..فكونوا معه ولاتكونوا عليه وانتظروه في الموسم القادم .‏

المزيد..