انتشرت سريعا في الوسط الرياضي والإعلامي تلك “الشائعة!” التي تقول بفقدان سورية مقعدها في المكتب التنفيذي للاتحاد العربي
لكرة القدم.. وقد أكدها بعض الأشخاص المتابعين لما يجري.. وزاد على ذلك أحد الموعودين بترشيحه إلى هذا المقعد، مشيراً إلى أنه فوجئ بعدم ترشيح اسمه إلى الاتحاد العربي رغم الوعود مضيفاً: إن الوقت فات وبات من حكم المؤكد ضياع هذه الفرصة علينا..!
رئيس اللجنة المؤقتة، وفي اتصال هاتفي نفى تماماً هذه «الشائعات» وأكد أن الفرصة ما زالت قائمة، وأن المراسلات ما زالت مستمرة، والانتخابات الخاصة بهذا الشأن هي من ستحدد الأمر..!
رغم كل ما سمعنا، من تأكيد ونفي، نحن نتمنى أن يكون في الوقت بقية تتيح لنا فعلاً الحصول على هذا المقعد، بغض النظر عن كل السجالات والجدل الدائر، لكن الأمر بالنسبة لنا، لا يتوقف عند هذه النقطة فحسب فكثير مما يجري لا يدعو إلى الارتياح، ولاسيما أن البعض يشير إلى خوف حقيقي من نزيف مستمر قد يكون بعيد الأثر..!
كل هذا وأكثر يتم تداوله في الوسط.. والواقع يشير إلى ارتفاع حدة السجال بينما يقف البعض متفرجاً ومراقباً بانتظار قادم الأيام.. وهذا يذكرنا بحكاية أسطورية قديمة تقول: «إن نمراً وفهداً اجتمعا في يوم شديد الحرارة على نبع ماء ليشربا، لكنهما تنازعا حول من الذي سيشرب أولاً، ودخلا صراعاً عنيفاً كاد يودي بهما، لكنهما توقفا فجأة وهما ينظران حولهما ويشاهدان مجموعة من النسور التي وقفت في انتظار النتيجة لتلتهم من يخر صريعاً منهما، فجعلهما ذلك يتوقفان عن القتال ويقرران أن يكونا صديقين ويشربان معاً بدلاً من أن تأكلهما النسور..!
ولنمضي مع رمزية الحكاية، ونتمنى فعلاً أن نجد مثل هذه الروح بدل فقدان ما قد يدفعنا إلى البكاء والندم على ما فات، ولاسيما أننا نسمع من الجميع مدى حرصه على المصلحة العامة وعلى كرة القدم والرياضة السورية بوجه عام…
ولابد أخيراً من القول إنه ليس من المنطقي ولا المقبول أن تمر هذه المسألة «فقدان المقعد» في حال حدوثها كما لو أن شيئاً لم يقع، لأن التبريرات لن تكون ذات نفع، فالترشيحات معروفة مسبقاً، والخلافات لا مكان لها إذا كنا ندعي الحرص على حق للكرة السورية ينبغي عدم التفريط به بغض النظر عن أي حسابات ونيات وأخطاء مقصودة أو غير مقصودة.. ولابد أن نسأل أنفسنا إلى أين نحن ذاهبون..!؟ والأمر ينطبق على أشياء كثيرة غيرها مما يحدث في العمل الرياضي..!!
غسان شمه
gh_shamma@yahoo.com