عقب الخروج المفاجىء من كأس الأمم الأوروبية الأخيرة, وجد اتحاد كرة القدم الألماني نفسه على المحك, فالنتائج سيئة ومعدل أعمار اللاعبين مرتفع بشكل كبير, والمنتخب مقبل على نهائيات كأس العالم, وهي البطولة التي استضافتها ألمانيا عام 2006, والتي لم يكن الشعب الألماني ليتحمل فيها الفشل أو تكرار الخروج المبكر من الدور الأول.وفوراً تم الاستغناء عن المدير الفني رودي فولر, وتعيين يورغن كلنسمان بديلاً له, الذي قام بضم مجموعة كبيرة من اللاعبين صغار السن, وأعاد بناء المنتخب الألماني, وتغير جلده بالكامل, فأصبح منتخب شاب يمتاز لاعبوه بالسرعة والقوة, والمهارة, ومن أبرزهم فيليب لام, ولوكاس بودولسكي, وباستيان شفاينشتيغر.وبدأت مسيرة المنتخب الألماني المجدد, ولم تكن بداية قوية أو مقنعة, بل جاءت ملبدة بالغيوم ومحبطة كثيراً, ويكفي أن نتذكر السقوط المدوي لألمانيا أمام إيطاليا في مدينة فلورنسا الإيطالية 1/4 في لقاءٍ ودي أقيم قبل المونديال الماضي, لنعرف حجم المعاناة والصعوبة التي واجهها كلنسمان في البداية.وبدت مسيرة المنتخب الألماني في المونديال محفوفة بالمخاطر, إلا أن اللاعبين الشبان كانوا على قدر
المسؤولية واستطاعوا رد الجميل إلى مدربهم الذي وثق بهم, وتخطوا الأدوار الأولى بنجاح ووصل المنتخب إلى الدور قبل النهائي, وواجهه لاعبوه المنتخب الإيطالي بكل ما يحتويه من خبرة وثقة بالنفس.ولم يصمد المنتخب الألماني الشاب في هذا اللقاء وخسر 0/2 جاءا بعد التمديد, وانتهت مسيرة ألمانيا في البطولة بالحصول على المركز الثالث, ولم يحزن الألمان على ضياع حلم الفوز باللقب الرابع في المونديال, فقد أجمعوا على أن ألمانيا كسبت منتخباً جديداً شاباً بإمكانه خوض غمار المنافسة على جميع البطولات لفترات طويلة قادمة.وبعد انتهاء المونديال سلم يورغن كلنسمان زمام الفريق إلى مساعده يواكيم لوف, ولم تحدث أي هزة فنية في المنتخب الألماني عقب هذا التغيير, حيث سار لوف على نفس درب سابقه, وكان التغير الوحيد هو استبعاد الحارس الدولي الألماني العملاق أوليفر كان بسبب اعتزاله , أما دون ذلك فقد سارت عجلة الانتصارات والنتائج القوية للمنتخب الألماني دون توقف.وجاءت نتائج المنتخب الألماني في المجموعته الرابعة بالتصفيات متماشية مع مستواه الذي ختم به كأس العالم الماضية, فسار بقوة في التصفيات واستطاع الفوز على جمهورية إيرلندا, ثم حقق أكبر النتائج في جميع لقاءات التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأوروبية عندما أكتسح سان مارينو 13/0 وبسهولة تخطى سلوفاكيا قبل أن يسقط في فخ التعادل خارج ملعبه أمام قبرص إلا أن الألمان عادوا واستفاقوا ثانية, وفازوا في أصعب لقاءات المجموعة على منافسهم المباشر المنتخب التشيكي 2/1 في براغ, واستكمل المنتخب انتصاراته بعد ذلك بالفوز على سان مارينو وعلى ويلز تلاه التعادل مع جمهورية إيرلندا, وهو اللقاء الذي ضمنت ألمانيا بعده التأهل للنهائيات.وتلقى المنتخب الألماني عقب ضمان التأهل هزيمة تبدو مدوية ولكنها كانت غير ذات أهمية, حيث خسر أمام منتخب تشيكيا 0/3, ثم اختتم الألمان مسيرتهم في التصفيات بالفوز على قبرص والتعادل مع ويلز.وبصورة عامة حصل المنتخب الألماني على المركز الثاني في المجموعة الرابعة بالتصفيات برصيد 27 نقطة, بفارق نقطتين عن تشيكيا الأولى, بعد أن حقق ثمانية انتصارات وثلاثة تعادلات وتلقى هزيمة واحدة, وسجل لاعبوه 35 هدفاً, واستقبلت شباكه 7 أهداف فقطس