اللاذقية – سمير علي :بعد حصول أنديتها تشرين وحطين وجبلة على 8 ألقاب بدوري الأضواء ومسابقة كأس الجمهورية وحصولها على ضعف هذا العدد كوصيف في المسابقتين وجدت الأندية الثلاثة
ومعها التضامن نفسها بدوري الدرجة الثانية حتى الآن بعد غرق الحيتان واصطياد النسور لتتنافس فيما بينها للعودة من جديد إلى دوري الأضواء في الموسم القادم وسط مخاوف كبيرة عن عدم تمكنها من تحقيق طموحات جماهيرها وتجربة جبلة أكبر دليل بعدما فشل للموسم الثالث على التوالي في الصعود من جديد،
على الرغم من التجربتين الناجحتين لتشرين وحطين عندما نجحا في العودة السريعة للأضواء قبل عدة سنوات ولكن ظروفهما في تلك الفترة تختلف كثيراً عن ظروفهما الحالية الصعبة،ومن يرى واقعهما المأساوي سيضطر لتصنيفهما ضمن قائمة أكثر الأندية فقراً وظلماً في سورية في الوقت الذي تتجاوز فيه صرفيات أندية العاصمة بما فيها أندية الدرجة الثانية عشرات الملايين ….
وداع حزين لحطين
ودّع حطين دوري المحترفين على الرغم من إلحاقه أول خسارة في الإياب بالحرية المتصدر ولكن فوزه أوقف رصيده عند 15 نقطة محتلاً المركز الخامس على اللائحة وبفارق خمس نقاط عن صاحبي المركزين السادس والسابع النواعير وتشرين وبفارق نقطتين عن الاتحاد الرابع ومن يدقق في أوضاع نادي حطين يجد بأن الإدارة حققت استقراراً إدارياً ومالياً وفنياً لم تحققه جارتها لجنة تسيير أمور تشرين ومن يقارن بين نتائج الفريق في الذهاب والذي حصل على 6 نقاط فقط مقابل حصوله على 9 نقاط اياباً من فوزين وثلاث تعادلات ولم يخسر سوى مباراة واحدة يجد بأن مستوى الفريق قد تطور نحو الأفضل ولهذا السبب فقد اعتبر عشاق حطين بأن فريقهم لم يكن يستحق الهبوط وأن تعادله مع النواعير بدمشق كان سبباً في هبوطه .
تشرين يستحق الهبوط
من يدقق في نتائج تشرين يجد بأن الفريق احتل المركز الأخير على لائحة مجموعة تفادي الهبوط بـ10 نقاط من أصل 36 نقطة محتملة وهي بالتأكيد نتائج سيئة ومن يقارن مابين الذهاب والإياب يجد بأنه حصل على 8 نقاط في الذهاب مقابل حصوله على نقطتين في الإياب من أصل 18 نقطة محتملة وهذا لم يسبق وحصل في تاريخ نتائج النادي منذ مشاركته بالدوري ولهذا السبب فقد اعتبرت الكثير من الخبرات التشرينية أن ناديها استحق الهبوط مقارنة مع نتائجه المتواضعة واتهموا الجميع (لجنة تسيير امور وجهاز تدريبي ولاعبين وجمهور وداعمين) بتدهور أوضاع النادي حتى هبط للدرجة الثانية واللافت في الأمر بأن هذا الخماسي كان كل طرف فيه يوجه الاتهام للطرف الآخر حتى ضاعت الطاسة ودفع النادي الأصفر الثمن غالياً .
رأي رئيس فرع الاتحاد الرياضي
أكد رئيس فرع الاتحاد الرياضي في اللاذقية السيد مصطفى محمد في اجتماع رسمي لمكتب المنظمات الفرعي بأن إمكانيات أندية اللاذقية المادية ضعيفة جداً وهي بالفعل إمكانيات أندية درجة ثانية ولكن إمكانياتها الفنية على صعيد المواهب الكروية والكوادر الرياضية هي درجة أولى ويكفي وجود الكثير من لاعبي الناديين في منتخبات سورية لجميع الفئات بالإضافة إلى وجود أبطال مميزين في رياضات أخرى وأضاف إن ناديي تشرين وحطين هما من أفقر أندية سورية لعدم وجود المنشآت الاستثمارية على أراضيهما والسبب يعود لعدم وجود رغبة حقيقية لدى المسؤولين والمعنيين لحل مشكلاتهما حتى يتمكنا من إقامة المنشآت الاستثمارية الضخمة التي تدر عليهما أموالاً طائلة تساهم في حل أزمتهما المادية المزمنة وذلك من خلال اتخاذ قرار بتغيير الصفة التنظيمية لأراضي الناديين وطالب المحمد بمساواة الناديين بأندية الدرجة الثانية بدمشق كنادي المحافظة على سبيل المثال والذي تجاوزت صرفياته خلال العام الفائت 85 مليوناً وكشف المحمد بأن الكثير من المواهب الكروية في الناديين والكثير من المواهب في ألعاب أخرى اضطرت للانتقال إلى نادي المحافظة وناديي الجيش والشرطة وأندية أخرى لعدم قدرة ناديي تشرين وحطين على دفع رواتب جيدة لهم وطالب السيد مصطفى محمد رئيس الفرع ومعه هشام عجان عضو قيادة الفرع خلال الاجتماع توجيه كتاب إلى القيادة السياسية للتدخل لدى منظمة الاتحاد الرياضي واتحاد كرة القدم بعدم تطبيق الهبوط هذا الموسم نظراً للظروف الصعبة التي عاشتها جميع الأندية وفي مقدمتها الأندية الهابطة تشرين وحطين والنواعير وأمية ويكفي أن تشرين وحطين لم يتخلفا عن أي مباراة بالدوري وأرسلا لاعبيهم إلى المحافظات الأخرى رغم صعوبة جمعهم بسبب عدم موافقة بعض الأهالي على إرسال أبنائهم لخطورة السفر وأضافا إن دوري هذا الموسم لم يكن دورياً تنافسياً وإنما تنشيطياً لإثبات بأن رياضتنا وفرقنا وملاعبنا بخير ولهذا السبب فمن المفروض عدم تطبيق الهبوط وأبديا قلقهما وخوفهما على رياضة اللاذقية في حال تطبيق الهبوط وأكدا بأن هبوط تشرين وحطين يشبه الكارثة ويعني نهاية رياضة اللاذقية لأن الشارع الرياضي الذي تغنى بنتائج وانجازات الناديين في السابق لن يهتم ولن يحضر ويتابع مباريات الفريقين بدوري الدرجة الثانية وهذا الأمر سيصعب من مهمتهما في العودة السريعة لدوري المحترفين وفي ختام حديثه أكد رئيس الفرع بأن قيادة الفرع تسعى جاهدة لاستقرار أندية المحافظة على كافة الأصعدة ولكنها تواجه صعوبة كبيرة في تشكيل الإدارات لأن هناك الكثير من الخبرات الرياضية ترفض العمل في ظل الأوضاع المالية الصعبة التي يعاني منها الناديان وبأنها أي قيادة الفرع جاهزة للاستماع لأي مقترحات تساهم في تذليل الصعوبات التي تعترض مسيرة تطوير أندية المحافظة .
كلمة أخيرة
لايختلف اثنان على أن كرة القدم في اللاذقية تحتضر وبأن الجميع ساهم في تراجعها (قيادة رياضية وإدارات أندية ومدربين ولاعبين وجماهير وداعمين) ولكن بدرجات متفاوتة نتيجة لأخطاء التي ارتكبها كل طرف ،ولكن هذا لايعني أن نقطع الأمل في تصحيح مسارها وإعادتها إلى السكة الصحيحة من خلال توفير مقومات نجاحها لأن الأندية الضعيفة تصنع منتخبات وطنية ضعيفة والعكس صحيح وعلى الحكومة الاهتمام أكثر بالواقع الرياضي والبحث عن حلول جذرية عبر مراسيم وقوانين وقرارات تساهم في عودة الألق للرياضة السورية وتتويجها بالألقاب..