لاعبنا المحلي يتعاطاه باستخفاف واتحاد الكرة يحاول تطويره 000العمري: أنديتنا استفاقت فجأة لتجد نفسها ملزمة بالاحتراف
قبل سنوات التقيت صدفة »الأخضر بللومي« في الدوحة وكان حينها مدرباً لمولودية وهران ولأن الفروقات كانت شاسعة بين الفريق الذي كان يتولى تدريبه والفريق المحلي الذي ذهب إلى هناك لتأدية واجب الحضور فقط في بطولة الأندية العربية فقد
تبادرإلينا السؤال المنطقي الوحيد وهو كيف استطاع تحضير فريقه بكل ذلك التألق بما تتضمنه الكلمة من فنيات وتكتيك قل نظيره على أرض الملعب فأجاب على الفور إنه الاحتراف وحينها كانت الكلمة تلك عندنا من المحرمات التي يجب على الاعلام عدم تناولها أو التحدث في مضمونها لأسباب تتعلق في عدم قناعة القيادة الرياضية بالاحتراف كطريق أمثل يسلكه الرياضي ويتفوق فيه على المستوى القاري أو العالمي.
وبعد أن تجسد الاحتراف واقعا من خلال إقراره قانونا في بلدنا واقتصاره بداية على كرتي القدم والسلة فهمه البعض فهما خاطئا فرأى فيه بذخا للمال على اللاعبين المحليين دون أن يطور هؤلاء من مستواهم أو يعملوا على تحسينه في أسوأ الأحوال ووجده آخرون تطعيم أنديتهم بهذا أو ذاك من اللاعبين الأجانب الذين لفظتهم أنديتهم لأسباب تتعلق في انخفاض مستوياتهم وعدم مواكبتهم لروح الفريق أو تجانس لاعبيه فأخفق في رؤيته كلا الطرفين وابتهج من كان معارضا لفكره الاحتراف وتطبيقها في رياضتنا ليثبت هو الآخر صحة ادعاءاته بأن الرياضة الهاوية هي أساس النجاح.
وفي لقاء اليوم رجل عرف عنه سدادة الرأي وجرأة القول وحكمة القانوني الذي يكيل كلماته بميزان القانون وحده.
المحامي بهاء الدين العمري عضو اتحاد كرة القدم حدثنا عن واقع الاحتراف ونظرة اتحاد الكرة لتطبيقات وبعض ما يدور في كواليس الاتحاد مؤخرا.
ومما قاله عن واقع الأندية المحلية (السورية) مدى تطبيقها للاحتراف إنه سيء جدا إذ أنه لاوجد استقرار إداري وليس هناك استثمارات ثابتة ناهيك من ضعف الكوادر الادارية التي تعمل مع الأندية.
ولا يوجد لدى الأندية سياسة عامة لتطبيق الاحتراف فالاحتراف يحتاج إلى كوادر متخصصة في مجال التسويق والاعلان واكتشاف المواه¯ب ورعايتهم ويستلزم وجود قانونيين ومدراء ماليين متخصصين وهذا ما تفتق¯ده أنديتنا أو معظمها إضافة إلى غياب دعم الاتحاد الرياضي الذي يعان¯ي شحا ماديا هذه الأيام.
الحقيقة أن الأندية استفاقت ووجدت نفسها ملزمة بتطبيق الاحتراف دون دراسة مسبقة لواقعها وهذا أدى إلى ارباكات كثيرة عندها فهي لا تملك المال وهو عصب الرياضة الاحترافية لا تملك الرؤيا والثقافة الاحترافية ضعف وجهل وأمية كوادرها لمفهوم الاحتراف كل هذا جعل من تطبيق الاحتراف هو تطبيق عشوائي بل تطبيق نظري وهذا إن استمر سوف ينهي واقع الرياضة إن لم يتم دعم الأندية وتهيئة كوادر متخصصة تنهض بها.
أما بالنسبة للاتحاد فدور الاتحاد في مجال دعم الاحتراف يقتصر على دور تنظيمي وتشريعي وقد نجح الاتحاد السوري في الفترة الأخيرة بتنمية موارده واستمثاراته بصورة جيدة وقام مؤخرا بوضع نظام متكامل للاحتراف ولأول مرة قدم دعما ماديا للأندية تجاوز في نهاية الموسم الماضي (40 مليون ليرة سورية) ولكن من خلال تطور العمل الاحترافي ومفهوم الاحتراف أجد أن الاتحاد يحتاج إلى دعم أكبر ومساحة أوسع بالعمل حتى يتمكن من تطبيق الاحتراف الإداري لتوسيع قواعد العمل التنظيمي لكوادره وأعضائه ورؤية الاتحاد لما جرى تطبيقه حتى الآن ومن الواجب على الاتحاد الرياضي العام تقديم دعم أكبر للأندية ويجب أن تتم مناقشة الحكومة لتوسيع قاعدة الاستثمارات وفتح الأبواب أمام المصارف والقطاعات الاقتصادية لدخول عالم الاحتراف ودعم الرياضة وهذا يحتاج إلى تطوير وتعديل لبعض القوانين والأنظمة المعمول بها.
وما يجري الآن هو تسويق عشوائي ومن خلال بوادر فردية واجتهادات شخصية وليس هناك ثقة من الفعاليات الاقتصادية بالقائمين على العمل الاحترافي بالأندية والاتحاد وهذا ما يضعف عملية التسويق والرعاية وأكبر مثال على ذلك فشل عقد الرعاية المقدم من الشركة المتحدة بحيث أن نظرة البعض وجهله بمفهوم التسويق والرعاية وتمسكه بنصوص جامدة أدى إلى خسارة هذا العقد علينا أن نكون أكثر جرأة بالتعامل ونمنح القائمين الثقة لينجح العمل الاحترافي.
هما بالأساس سبب هذه الخلافات وهما من تناول الاتحاد وأعضائه بافتراءات واتهامات باطلة ثبت بالوثائق الرسمية أن جميع الأمور المالية سليمة مئة بالمئة ولكن الخلل كان تنظيميا وسببه أن أحد العضوين المذكورين أدى إلى هذه البلبلة غير المبررة وما حدث هو صدمة ايجابية والقطار على السكة الصحيحة.
اسماعيل عبد الحي