الموقف الرياضي _ أنور الجرادات :
خسرنا البطولة ( النهائيات الآسيوية ) والاستمرار فيها، لكننا في الحقيقة كسبنا منتخباً جميلاً ومشرفاً ..
طبعاً وبشكل شبه رسمي، انتهت مشاركة منتخبنا الشاب بالنهائيات الآسيوية المقامة حاليآ بالصين ، بخروج المنتخب من الدور الأول بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من التأهل إلى الدور الثاني، ولكن الحظ وعدم التوفيق عاند للاعبينا في مباراة التأهل مع المنتخب الياباني حيث فعل لاعبونا كل شيء جيد بالمباراة، إلا المحافظة على نتيجتها بآخر دقائقها..
ولنكن صريحين مع أنفسنا فبعد رحلة استعدادات المنتخب ، كان يخشى المتابعون بأن المنتخب بالنهائيات الآسيوية وخاصة مع وجوده في مجموعة نارية أن يتعرض لخسارات ثقيلة، ولكن الأمر كان مغايراً للتوقعات فكانت البداية مع المنتخب الكوري حيث ظهر المنتخب بأداء لم نشهده منذ سنوات، وفي لقائه مع اليابان قلب منتخبنا التوقعات وحقق تعادلاً بعد أن كان متقدماً لآخر دقائق المباراة ..
ومستواه وأداؤه فيها أدهش الجميع لكن لو بقي فائزاً ، وبها كاد الأمل بالتأهل للدور القادم، ولكن الرياح جرت بما لا تشتهي السفن ، بمباراته مع المنتخب الياباني .
عموماً وبعد الخروج من الدور الأول للنهائيات الآسيوية نقول: إننا كسبنا منتخب ولاعبين للمستقبل وخاصة في ظل الغيابات عن صفوف المنتخب، حيث أثبت هؤلاء اللاعبون أنهم لا يقلون شأناً عن الذين غابوا عن صفوف المنتخب، بل كانوا أفضل في بعض المراحل.
وفي المرحلة القادمة يأتي دور المعنيين باتحاد كرة القدم، بوضع أسس صحيحة لتحضير المنتخب ..
وإذا اعتبرنا منتخبنا الشاب خارج البطولة، فهو خروج مشرف لمنتخبنا الوطني للشباب بعد فاصل من علم الإبداع والإمتاع، وعبر أكثر من معزوفة كروية، وتقاسيم موسيقية شملت كل مفردات الألق المشرف، لكوكبة من نجوم منتخبنا الشاب، الذي قدم مباراة كبيرة تمكن خلالها من إثبات علو كعبه، رغم فارق الإعداد بين منتخبنا، ومنتخب اليابان الذي عسكر في أكثر من دولة ولعب العديد من المباريات مع منتخبات عالمية كبيرة ، وبين منتخبنا الذي عسكر في قطر لأيام قليلة، ولعب ثلاث مباريات في دورة إندونيسيا الدولية ، ورغم ذلك كان لنجوم منتخبنا الشاب كلمة الفصل من خلال الأداء الأسطوري والفدائي والشموخ أثناء سير المباراة منذ لحظتها الأولى حتى نهايتها ..
ما يؤكد أن خروج منتخبنا دليل قاطع على قدرة اللاعب السوري على صنع المستحيل، وتجاوز كل الصعاب .
ويكفينا فخراً رضا أبناء سوريا في الداخل والخارج على ما قدمه نجوم منتخبنا، الذين شرفوا ورفعوا رؤوس كل السوريين، فعاشوا لحظات سعيدة مع معزوفات أبنائهم على مربعات المستطيل الأخضر ٠