تعرض منتخبنا الوطني الأول بكرة القدم لخسارة موجعة أمام نظيره الكوري الجنوبي بنتيجة ( ٢ / ١ ) في اللقاء الذي أقيم أمس الأول يوم الخميس على ملعب سيؤول ضمن منافسات الجولة الثالثة من التصفيات الآسيوية الحاسمة المؤهلة لكأس العالم ٢٠٢٢ ..
وافتتح المنتخب الكوري الجنوبي التسجيل في الدقيقة ( ٤٨ ) عن طريق أن بيوم هوانغ فيما عدل منتخبنا الوطني النتيجة في الدقيقة ( ٨٤ ) عن طريق عمر خريبين، قبل أن يعود منتخب كوريا الجنوبية ويتقدم بالنتيجة عبر اللاعب هيونغ مين سون في الدقيقة ( ٨٩ ) …
ورفع المنتخب الكوري الجنوبي رصيده بهذا الفوز إلى ( ٧ ) نقاط في صدارة المجموعة الأولى مؤقتا فيما توقف رصيد منتخبنا عند نقطة وحيدة في المركز الاخير…
متابعة- انور الجرادات:
سيطرة وتهديد
وحتى نكون منصفين ومنطقيين في تحليلنا لمجريات المباراة فإن الطرف الكوري كان الأقرب للفوز والتعزيز في أغلب دقائق المباراة، حيث كان الطرف الأفضل من ناحية السيطرة والتهديد ونقل الكرات عبر الخطوط والتنويع باللعب وبالتالي أضاع العديد من الفرص وواجه العالمة خلال الشوطين فيما اعتمد منتخبنا على دفاع المنطقة وشارك خط الوسط بالمساندة الدفاعية مع الاعتماد على المناولات الطويلة السريعة بحالة الارتداد التي كانت تتجه عبر المواس وخريبين والسوما دون المغامرة الهجومية، ورغم ذلك غاب التركيز ببعض الفترات بالحالة الدفاعية وظهرت الثغرات سواء في العمق أو الأطراف وبالمحصلة لم يظهر منتخبنا بشكل جيد بغض النظر عن النتيجة ولم نجد هوية لعب تشعرك بالطمأنينة لما هو قادم على أمل أن يتغير ما نحن عليه من تردد وعشوائية وأخطاء جانبية…
سلبية الأداء!
ولم يظهر منتخبنا الوطني بشكل جيد خلال الشوط الأول من اللقاء فلعب بتكتل دفاعي مع محاولة الارتداد متى سنحت الفرصة أو التسديد من بعيد كمحاولة للتسجيل لكن لم يفلح بذلك، حيث كان التهديد الوحيد في ( د ١٧ ) بكرة عرضية من جهة اليسار من خريبين إلى السومة.. فتح الأخير لنفسه مساحة وسدد بيسراه قوية أبعدها حارس المرمى.
وتواجد السومة بكرة أقل خطورة من خلال تسديدة بعيدة ( د ٢٢ ) ردها خط الدفاع عن خط الـ ١٦.
ما تبقى كانت الكرات طويلة من جانب فريقنا وسرعان ما نفقد الكرة عندما نستلمها الأمر الذي زاد الضغط فيه على مرمى العالمة وأضاع الفريق الكوري العديد من الفرص والمواجهات نتيجة الضغط العالي، لكن البطء ببعض الهجمات ساعد دفاعنا بتشتيت الكرات أو إبعاد الخطر.
في حساب ما حدث من فرص فقد بدأت منذ الدقيقة الثالثة تكفل فيها الويس في إبعاد خطورة يونغ لكرة بعد ركنية من جهة اليسار.
سعد أحمد مدافع منتخبنا يبعد كرة أخرى من أمام قدم يونغ قبل تسديدها وهو ضمن المنطقة.
وردت عارضة العالمة تسديدة سونغ في الدقيقة العاشرة مع أفضلية كورية بنقل كرات سهلة وسريعة نوّع بها من هجماته خاصة من الجهة اليسرى لكن رتمه كما ذكرنا (البطيء) منع تسجيل الهدف وعاد للتهديد بشكل أكبر بعد هجمة عكسية ( د ٢٠ ) خطف الكرة من منتصف الملعب ومرر سريعاً إلى هيونغ وهو بمواجهة مرمانا سدد بجانب القائم.
بعد الفرصة أعلاه بدقيقة مرر سونغ إلى هونغ ضمن منطقة الجزاء سددها بالعلالي.
وجرب هوانغ من خارج المنطقة ( د ٣٢ ) أرضية مرت من تحت العالمة وابتعدت بجانب القائم وبعدها بدقيقة قطع الميداني عرضية خطرة.
أمام ذلك هدأ الفريق الكوري من انطلاقته وحاول فتح الملعب بكرات عرضية ليخرج فريقنا من قوقعته وغاب عن التهديد حتى ( د ٣٩ ) حيث غافل دفاعنا بعرضية وتمريرة إلى هيونغ أرسلها الأخير بالعلالي.
وشهدت ( د ٤٢ ) انفرادة تامة من هوانغ لاعب بوردو وخرج له العالمة، لكن اللاعب مر وسبقته الكرة سريعة للخارج.
ورفع الحكم دقيقتان كوقت بدل ضائع كادت الأولى منها أن تهتز بها شباكنا عبر هوانغ هيتان الذي واجه العالمة من جديد وأرسلها (لوب) من فوقه علت العارضة بعد كسر التكتل الدفاعي غير المنظم في أغلب الأحيان.
أهداف المباراة
بدا الشوط الثاني مشابهاً لسابقه من حيث الضغط الكوري المبكر وكان للمضيف ما أراد في ( د٤٧ ) عندما سدد هوانغ بيسراه تسديدة من خارج منطقة الجزاء استقرت عن يسار العالمة في الشباك.
بدأ بعد ذلك التواجد الكوري يزداد خطورة، وخدمتنا تسديداته البعيدة التي طاشت بمعظمها وحاول المواس إرسال كرة مقوسة للسومة لكن المدافع الملاصق لمهاجمنا أبعد الكرة.
في ( د ٥٢ ) سدد سون بيسراه من خارج المنطقة علت العارضة وبعدها بدقيقتين من كرة مرتدة كاد خريبين أن يسجل بكرة مررها له فهد اليوسف سددها خريبين بذكاء أرضية من بين أقدام المدافع إلى المرمى، لكن حارس المرمى الكوري أبعدها لركنية.
واخترق المواس جهة اليمين ليرسلها عرضية أبعدها المدافع. وعاد سونغ للتسديد في( د ٦٠ ) من خارج المنطقة بالعالي فيما تكفل العالمة برد كرته الأخرى.
وجاء الدور على هوانغ ميونغ ليسدد في( د ٦٦ ) كرة أرضية من خارج المنطقة ابتعدت عن القائم الأيسر للعالمة.
منتخبنا تواجد من جديد بكرة طولية إلى السومة استقبلها مباشرة بيسراه وسدد بالشباك الخارجية ( د ٧٠ ) تواجد الميداني ليرد كرة سددها هيونغ ويبعدها قبل متابعة طريقها نحو العالمة، ورد الأخير تسديدة سون وهو مرتاح ضمن المنطقة ( د ٧٢ ) .
ولعب العالمة دور البطولة من جديد برد تسديدة ( د ٧٥ ) حيث بدا دفاع منتبخنا (متخلخل) في بعض الدقائق.
وعلى عكس المجريات حملت ارتدادة لمنتخبنا الفرح عندما مرر المواس عرضية طويلة إلى خريبين الذي دار حول نفسه وسدد هدفا رائعاً بيمناه في الشباك الكورية ( د ٨٤ ) .
الفرحة السورية لم تدوم، حيث غفل خط دفاعنا وبمساندة الوسط عن هيونغ وسونغ الذي وجد نفسه بمواجهة تامة مع العالمة وسدد دون مراقبة بيسراه في شباكنا ( د ٨٨ ) .
أضاف حكم المباراة ( ٤ ) دقائق لم تسفر عن شيء لتبقى النتيجة تقدم المنتخب الكوري الجنوبي بهدفين لهدف.
مفترق طرق
يلتقي منتخبنا الوطني يوم الثلاثاء القادم المنتخب اللبناني ضمن الجولة الرابعة للتصفيات على استاد الملك عبد الله الثاني في الأردن في السابعة مساء بتوقيت دمشق.
المباراة قد تشكل مفترق طرق.. إما أن نعود لجو المنافسة ونحافظ على الأمل وهو ما نرغبه ونطلبه ونأمله، أو سندخل بنفق مظلم (بغير الفوز )…
قائمة منتخبنا
إبراهيم عالمة ، سعد أحمد (علاء الدالي د ٧٩)، عمرو ميداني، إسراء حموية (محمد مرمور د ٦٢)، ثائر كروما، خالد كردغلي (زاهر ميداني د٦٢)، عبد الرحمن ويس، فهد اليوسف، محمود المواس، عمر خريبين، عمر السومة.
تصريحات المحروس
– بعد المباراة
( أخطاء اللاعبين الفردية ) سبب الخسارة…
خسرنا المباراة بأخطاء فردية، بالطبع منتخب كوريا الجنوبية كانت سيطرته أكبر على الكرة…
المنتخب الكوري الجنوبي منظم جداً ويلعب كرة سريعة والعلامة الفارقة هو اللاعب «سون» بتحركاته وخبرته والمساحات التي صنعها لزملائه وسجل هدف الفوز أيضاً.
استراتيجيتنا كانت بإغلاق المساحات وتضييقها لأن المنتخب الكوري خطير جداً واعتمدنا على الهجمات المرتدة.
منتخبنا لعب بإيقاع وفكر تكتيكي جيد وكنا أقرب للتعادل وهذه هي كرة القدم تحسم بالأخطاء، وإن شاء الله التعويض في المباراة القادمة أمام المنتخب اللبناني.
– قبل المباراة
منتخب كوريا الجنوبية قوي جداً على أرضه ولكن لدينا الحمد لله عناصر جيدة في المنتخب وستكون مباراة الند للند .
.بداية المباراة ستكون حماسية من قبل الكوريين لكن سنقابلهم إن شاء الله بالتركيز العالي وبشكل عام ستلعب المباراة على تفاصيل صغيرة وستكون قوية وصعبة على المنتخبين ونأمل بتحقيق نتيجة إيجابية.
منتخب كوريا الجنوبية كاستراتيجية عامة يمتاز بالسرعة والقوة ويمتلك عناصر محترفة في الدوريات الأوروبية، لديهم نقاط ضعف شأنهم شأن أي منتخب لكن يجب علينا احترامهم.
عاتبون جداً على الجانب الكوري والسفارة الكورية الذين لم يقوموا بتوضيح مفصل بخصوص اللاعبين الذين يمتلكون جوازات سفر أوروبية الذين يحق لهم السفر من دون الفيز كما هو متعارف عليه ،وفي المطار لم يسمحوا لهم بالسفر بسبب عدم وجود فيزا،ونحمل السفارة الكورية جزءاّ كبيراً من سبب عدم قدرة محمد عثمان وأياز عثمان من الالتحاق ببعثة المنتخب في سيؤول،ومن حيث الجانب الفني في هذا الموضوع نحن نمتلك عناصر جيدة وهم قادرون على تغطية غياب زملائهم وبلا شك نحن متضايقون جداً على غيابهم وخصوصاً بهذه الطريقة الغير لائقة لأن كرة القدم منافسة شريفة .
بالطبع سفر طويل ورحلة شاقة حتى وصلنا إلى سيؤول لكن هذا الأمر محتوم علينا كما هم سيواجهون نفس الأمر عندما سيسافرون إلى الأردن في مباراة العودة
الإجراءات الصحية كانت معقدة وكنا نتمنى من اتحاد كرة القدم في كوريا الجنوبية التنسيق بشكل أفضل مع حكومتهم للتخفيف من هذه الأعباء.
الزمن المقدر من فندق إقامة المنتخب للوصول إلى الملعب التدريبي هو ساعة تقريباً وهذا شكل إرهاقاً كبيراً .
الروح الإيجابية شاهدتها من قبل اللاعبين أثناء التدريبات وإن شاء الله الجميع مصمم غداً على تقديم مباراة كبيرة أداءً ونتيجةً…
– السومة ( واثق من زملائي )
أما اللاعب «عمر السومة « فقال: بلاشك مباراة قوية جداً أمام المنتخب الكوري الجنوبي الذي يعد من أقوى المنتخبات في آسيا وأغلب عناصره ينشطون في الدوريات الأوروبية لكن لدي ثقة كبيرة بزملائي اللاعبين وبنفسي وإن شاء الله سنقدم مباراة كبيرة تليق بسمعة منتخبنا وبلدنا والخروج بنتيجة إيجابية.