كأس الجمهورية لكرة القدم ثاني أهم مسابقاتنا المحلية بعد الدوري، من حيث الأهمية والاهتمام وجائزته لقب مباشر، وربما له أيضاً جائزة على الصعيد الآسيوي، إذ إن بطل الكأس قد تكون له مشاركة بكأس الاتحاد الآسيوي، ولمسابقة كأس الجمهورية في كل بلاد الدنيا طقوس خاصة واحتفالات متميزة تختلف كثيراً عن مسابقة الدوري، والمسابقة أيضاً من حيث المشاركة لها أسلوبها الخاص وحضورها المتميز، إذ إن الفرق التي تشارك تكون من مختلف الدرجات المعتمدة بكل البلدان وعليه يكون التنافس بين فرق من درجات مختلفة، كالرابعة والثالثة والثانية والأولى والممتاز، وتتميز مسابقات الكأس بأنها مليئة بالمفاجآت، فكم من فرق صغيرة تغلبت على فرق كبيرة أقوى منها وأخرجتها من المسابقة التي تأتي على شكل أدوار متلاحقة، ومعظمها بخروج المغلوب بعد مباراتين ذهاب وإياب.
في هذا الموسم ٢٠٢٠/٢٠٢١ أصدر اتحاد كرة القدم ما سمي بقرعة كأس الجمهورية وانطلقت الأدوار الأولى منه بمشاركة فرق مختلفة معتمدة في بلادنا، وإذ بنا أمام نتائج ثقيلة على الفرق الصغيرة ، نتائج وصلت إلى عشرة أهداف ومن مرة واحدة، وعادت الفرق الصغيرة إلى ديارها وكأنها لم تشارك، وحين نظرنا إلى الدور اللاحق حيث يلتقي الفائز من الدور الأول مع آخر وجدنا التسلسل في التأهل حتى المباراة النهائية بشكل يجب التوقف أمامه، فأولى المباريات في الدور الآتي ستجمع تشرين والجيش وهذا أيضاً سيسلك الفائز فيه مراحل صعبة، إذ سيخرج من فريق قوي إلى فريق أقوى، في حين أن الخط الآخر ليس كذلك بل هو أسهل بكثير من هذا الخط، وإذا تذكرنا المسابقة في العام الماضي سنجد أنها صورة طبق الأصل، أي إن في البطولة خطان، أحدهم قوي جداً والآخر ليس كذلك، أي الطريق معبدة في اتجاه وقاسية في اتجاه آخر، ويقال إنها القرعة، ونحن لا نعتقد على الإطلاق أن هذا الترتيب الذي تكرر من فعل القرعة بل هو من فعل من أجرى القرعة، طلبنا دائماً بأن تكون الفرص متكافئة بين الجميع وأن تكون القرعة متوازنة، وهذا أمر نستطيعه، فلماذا الإصرار على سلق المسابقة في كل أدوارها من حيث طريقة اللعب وطريقة الإقصاء وطريقة تجميع الأقوياء في مستقيم والفرق الباقية الأقل سوية في مستقيم آخر؟ هي ملاحظات يجب أن تأخذ بعين الاعتبار مستقبلاً ولا عيب أن تكون القرعة موجهة وأن تلعب الفرق من الدرجات القريبة من بعضها البعض ذهاباً وإياباً، إذ من غير المعقول أن يلعب فريق من الدرجة الثالثة مباراة واحدة ويتم إقصاؤه وينتظر عاماً كاملاً ليشارك من جديد!
نتمنى أن يكون لمنافسات الكأس إشراق ورونق وقيمة وأن تكون فيما بعد أعراس وكرنفالات وهذه هي حلاوة منافسات الكؤوس في مختلف البلدان، فلماذا لا نكون مثل البقية ؟
عبيــر يوسف علــي a.bir alee @gmail.com