دمشق-زياد الشعابين:تعتبر ألعاب القوى أم الرياضات أو أم الألعاب كما يحلو للبعض تسميتها، إذ شهدت هذه اللعبة في الفترة الماضية نوعاً من السبات ربما العميق أو الكبوة المتكررة و من أسباب ذلك طغيان لعبة كرة القدم على سواها من الألعاب واهتمام الجماهير بها وعزوف معظم الأندية عن ممارسة اللعبة وإهمالها لدى البعض الآخر، الأمر الذي أدى إلى تراجعها أو مراوحتها في المكان.
ذهبية وحيدة
وفي نظرة سريعة إلى الدورات الأولمبية والبطولات العالمية وما حققته سورية من ميداليات بالنسبة لألعاب القوى نجد أن الحصيلة ذهبية واحدة من خلال اللاعبة غادة شعاع في الألعاب الأولمبية في أتلانتا عام 1996 ( لعبة السباعي) وذهبية بطولة العالم في غوتنبرغ عام 1995 ، إضافة إلى برونزية نالتها في بطولة العالم في إشبيلية عام 1999 وبرونزية الوثب العالي للبطل مجد الدين غزال في لندن 2017.
فهل هذه الحصيلة الضئيلة من الميداليات التي حققتها نجمتنا غادة شعاع والمجد غزال أفضل إذا ما قيست بالنتائج التي تحققها الألعاب الجماعية وخاصة كرة القدم أم لا ؟ من المؤسف أن الألعاب الجماعية إلى الآن لم تأت بالثمار المرجوة منها !
إيجاد الحلول
وفي البحث عن التراجع للأسباب التي ذكرناها أعلاه لابد من ذكر بعض الحلول ومنها: إيجاد الكادر والقاعدة العريضة لمزاولة اللعبة، فالوصول للتتويج على المنصات العالمية يتطلب إعداداً منتظماً وتخطيطاً سليماً مبنياً على أسس علمية وهذا بعض ما اتبعه اتحاد اللعبة في السنوات الماضية بالتركيز على القواعد والفئات العمرية التي أثمرت في بطولة غرب آسيا في لبنان ومؤخراً في إنجاز ماراثون الإرادة والحياة وفتح المجال للقائمين على اللعبة في إعادة صقل وتأهيل الكوادر التي تدربها.
غياب الرديف !
رئيس الاتحاد السوري لألعاب القوى فياض بكور أكد أن ألعاب القوى السورية في السنوات السابقة مرت بظروف صعبة جداً بسبب الحرب، أضف لذلك هجرة بعض اللاعبين وسياسة المدرب الواحد واللاعب الواحد التي كانت نهجاً عند بعض كوادر اتحاد اللعبة، هذه السياسة أوصلتنا لمرحلة غياب اللاعب الرديف أو تجهيز لاعبين قادرين على تحقيق بطولة عربية أو قارية، فاتحاد اللعبة الحالي عمل على إيجاد منتخبات من الأشبال والناشئين واستطاع خلال مدة عامين تجهيز منتخب وطني شارك في بطولة غرب آسيا ولدينا بعض الأسماء سيكون لها شأن في المستقبل إن أخذت حقها في الرعاية والصقل، على سبيل المثال لا الحصر: لوريس دنون و آية رحية وزين إسماعيل وحمزة أحمد ونور مصطفى وهالة الأعور وريما حسن وراما شعبان ومحمود الأيوبي وحيان الصفدي و أوس الحجار وحيدر القاضي ودانيال كوركيس ومحمد الحسن وأليسار اليوسف، وغيرهم من المواهب التي برزت في البطولات والتجمعات وأخيراً في ماراثون الإرادة والحياة.
وختم بكور: نأمل في هذا العام أن نتخلص من الوباء الذي اجتاح العالم وعطل الكثير الكثير من قطاعات ومناحي الحياة ومنها القطاع الرياضي وأن تعود المشاركات والبطولات القارية والعربية والدولية وأيضاً المعسكرات المشتركة التي تعود بالفائدة على اللاعبين والمنتخبات معا ولدينا في حال عادت الأمور لطبيعتها الكثير للارتقاء باللعبة وتطورها وبالتالي عودتها للمنصات الدولية والعربية والقارية ولاحقاً العالمية والأولمبية.