من يقرأ قرارات اتحاد كرة القدم المتعلقة بعقوبات أصدرها نتيجة للخروج على آداب الملاعب في مباريات الدوري الممتاز ودوري الدرجة الأولى قبل أن يستكمل رحلة ذهابه يستغرب هذا السلوك الطائش الذي يجتاح عدداً وافراً من ملاعبنا،
ومن يقرأ أيضاً أسماء المعاقبين بعقوبات مختلفة يدرك أن القضية ليست محصورة بلاعب أو إداري أو مدرب أو جمهور أو رئيس نادٍ، وللأسف من ذكرناهم شملتهم العقوبات وطالتهم الغرامات والإيقافات، فماذا يعني ذلك ؟ يعني أن حالة من الفوضى والخروج على آداب الملاعب، وعدم تقبل الآخر وعدم تقبل قرارات التحكيم وعدم الالتزام والانضباط تسيطر على ما نحن فيه من نشاطات مستحقة لابد منها ! فلماذا يحدث كل ذلك ؟ إن ما يحدث يشير إلى أن أسباباً هي التي تدفع المتابعين والمهتمين والمعنيين إلى هذا السلوك.
أحياناً قد يخطئ الحكم والخطأ وارد وقد يكون الخطأ إنسانياً وقد لا يكون ذلك، لكن لا يعني أن تكون الردود بأفعال بهذا الشكل، وهذه الشمولية، إذ إن هناك طرقاً قانونية يمكن التوصل من خلالها إلى حلول بعيداً عن الشتائم والتهجم والاعتداءات بالأيدي، فتلك عادات أكل عليها الزمان وشرب، والناس تتقدم لا تتراجع، وحين ننادي برياضة محترفة فهذا يعني أننا ننظر إلى التطور ونسعى له، وننظر إلى تحسين السوية الفنية لفرق أنديتنا، ونحاول تأمين السبل الكفيلة بذلك، أما أن نكون مبادرين للشغب والفوضى والتكسير وتشويه المنشآت فهذا أمر لابد من التوقف أمامه ومعالجته بشكل سريع وحازم وحاسم.
العقوبات التي صدرت نأمل أيضاً أن تساهم في ردع بعض الغوغائيين ممن اعتادوا على الفوضى ويتسلون في إزعاج الآخرين، ونأمل أن تكون أيضاً قرارات التحكيم عادلة وأن يكون الحكام على مسافة واحدة من جميع الفرق، وأن يكون مراقبو المباريات أكثر جرأة وأكثر تركيزاً بالقيام بأعمالهم، لأن المسؤولية مشتركة ولأن الخطأ يجر أخطاء، ونأمل أيضاً عدم التهاون في العقوبات مهما كانت صفة المعاقب، ونأمل أيضاً عدم التوجه إلى إعفاءات في المناسبات لأنه على ما يبدو أن من يقوم بأعمال الفوضى يفسر العفو ضعفاً وليس كرماً، والقيادة الرياضية عندما تعفو فذلك لأنها تعتبر العفو للردع وليس للإقصاء، والذي يريد أن يتم إقصاؤه فاتحاد كرة القدم وبقية الاتحادات والأنظمة والقوانين تستطيع ذلك دون تردد، وعلى طريق أن تكون نشاطاتنا ساحة للمتعة وليست ساحة للتقاتل.