متابعة – أنور الجرادات: تحولت انتخابات اتحاد الكرة، التي تبقى لها أكثر من ٣٠ يوماً فقط، إلى ساحة للمنافسة، وأصبح الوسط الرياضي يتمنى أن تخرج الانتخابات نظيفة وهادئة، لاسيما مع تزايد درجة السخونة والإثارة مع مرور الوقت، وتهافت العشرات لإعلان الترشح قبل أن تقترب ساعة الصفر المحدد لها.
وفي كل بلدان العالم، عندما يترشح أي شخص الى عضوية أو رئاسة الاتحاد، فإن برنامج الترشح يسبق التوجه إلى الإعلام وكلمات المبايعة، أما عندنا فلا مجال ولا وقت لوضع الخطط والبرامج التي تأتي بالعلاج للآلام المزمنة بعيداً عن الوعودات وعلاج المسكنات لهذا الجسد المنهك.
قراءة مسبقة
وبالقراءة المستقبلية لوضع الاتحاد مع معطيات الأسماء المرشحة، التي وصلت إلى درجة غير معقولة، فإن الانتخابات القادمة لن تأتي باتحاد تستقر كرتنا في عهده وتعيش هانئة في ظلاله، ولن تجد فرساناً يخلعون حلة الأزمات ويرتدون حلة التطوير، لأن اتحاد الكرة وفي هذه الظروف أحوج ما يكون إلى قيادة رياضية تضع الخطط التي تحقق الأهداف وتطيب خاطر الكرة وتدفعها صوب الأمام.
والدليل على ذلك أن أزمات اتحاد الكرة لم تنته بعد، وباتت العديد من القضايا التي رحلت إلى المجلس القادم محط أنظار الجميع دون اتخاذ قرارات جريئة بها قبل رحيل الاتحاد.
ساحات للمنافسة
لقد تحولت بعض الأندية إلى ساحات كبيرة للمنافسة بين المرشحين على جمع الأصوات الانتخابية، ولا ضير من وجود أكثر من ستة مرشحين عن المحافظة الواحدة، وأصبحت بعض الأصوات تروج وتوزع الوعود لتتجسد لعبة الانتخابات بكل انفعالاتها وتوجهاتها بكواليس يسعى من خلالها البعض للحصول على ثقة وتأييد تضمن لهم مقاعد داخل الاتحاد.
وما رشح من معلومات يؤكد أن أزمة الانتخابات ستكون في الجبهات المتصارعة المتعددة، لأن العملية الانتخابية أصبحت تدار في خيمة المصلحة الشخصية الذاتية البحتة للوصول إلى كرسي الشهرة، وفق عقلية مقيتة حتى تضمن الأندية عضواً لها في الاتحاد يقف بجانبها ويبارك ويساند خطواتها، وهو ما أضعف الاتحاد على مدار سنوات عمره.
درجة السخونة لانتخابات الكرة تراوحت ما بين محافظة وأخرى والعاصمة دمشق كانت السبّاقة برفع سخونة الانتخابات، عبر سلسلة الأسماء التي تداولتها وسائل الإعلام خلال الأيام الماضية، في توجه نحو السباق المحموم للوصول إلى بوابة الاتحاد( فاروق سرية، العميد حاتم الغايب، العقيد زكريا قناة، أنس السباعي، وربما صلاح رمضان).
أرصدة متباينة
بعض هذه الأسماء تخوض العملية الانتخابية بمفردها دون رصيد، وإن حمل الرصيد شيئاً فإنه غير مشجع، والآخر يخوض الحملة الانتخابية تحت عباءة ماضيه، فيما يدخل البعض هذه الانتخابات بمفرده، على أمل أن تقدر الجمعية العمومية الكفاءات، وترمي بأصواتها نحوها بعيداً عن مهاترات الشللية والتربيط.
ربما يكون هذا الأمر حيوياً، لكن الأكيد أن لعبة الانتخابات بدأت تتشعب، وما يحدث من اتفاقات بدأت مبكراً يشير إلى حجم كبير من التشاؤم في الوسط الرياضي، خصوصاً أن هذه الاتفاقات بدأت تدخل منحنيات أخرى بعيداً عن مفردات الرياضة الغائبة.