متابعة – أنور الجرادات: الأخطاء التحكيمية في دوري الدرجة الممتازة وكذلك في دوري الدرجة الأولى بدأت ظاهرة إلى حد الاتهام أنها مقصودة لتصبح هي جزءاً من اللعبة، فهي اجتهاد من الحكم ومساعديه، فقد تكون لمصلحة فريق على حساب الآخر وتؤثر بالسلب والإيجاب على الفرق الرياضية، ورغم كل ذلك فالاحتجاج وارد بالطرق القانونية والمشروعة دون التجريح في أحد.
ظالمون
إن الكثيرين ينظرون إلى الحكام على أنهم ظالمون في بعض الأحيان وأنهم قد يكونون متعمدي الأخطاء التحكيمية، فقرار الحكم ممكن أن يغير في مجري المباراة، وهذا بالطبع ممكن لو احتسب الحكم خطأ مؤثراً، مثل ركلة جزاء، وكانت مفصلية بفوز فريق أو حتى تعادل فريق أو حتى عدم احتساب ركلة صحيحة كانت كفيلة بفوز فريق، فالأخطاء التحكيمية هي جزء من أي مباراة وهناك نوعان من الأخطاء:
النوع الأول الأخطاء العادية والتي يخطئ بها الحكم عن دون قصد وهي تعتبر أخطاء تقديرية، أما النوع الثاني فهو الخطأ القانوني وهذا خطأ يعتبر جسيماً جداً لأنه يعتبر خطأ بمواد القانون وممكن إعادة المباراة بسببه وأيضاً بسببه يتم إيقاف الحكم لمدة طويلة قد تكون لسنة.
فالحكام يحتاجون لتطوير عبر برامج معدة خلال السنة تقوم لجنة الحكام وبدعم الاتحاد على تنفيذها خلال الموسم من خلال استقطاب خبراء فى هذا المجال، إلى جانب أن الحكام يحتاجون الي تأهيل نفسي وبدني لكي يستطيعوا أن يتحملوا الضغط الجماهيري الذي قد يمتد إلى التطاول الجسدي والألفاظ البذيئة، فبعض الحكام يخشون الضغط الكبير للجماهير وما يمكن أن يحدث على أرض الملعب.
ضغط وخوف
إن الحكام جزء من اللعبة وإن الاحتجاج على أخطائهم كان على ما يحدث لبعض الفرق دون أخرى وذلك بسبب ضغط الجماهير والخوف من ردة فعلهم، ولكن بعد تكرر الأخطاء والوضوح الكبير في استفادة معظم الفرق منها وبالتالي تضرر آخرين، فأصبح يجب انتقادهم بالطرق المتاحة.
ويجب على لجنة الحكام واتحاد كرة القدم أن يقوما بالتحقيق مع بعض الحكام إن كان هناك خلل موجود في أي من المباريات، فمن الممكن أن تتعرض بعض الفرق للظلم بشكل واضح من الحكم ويتسبب في ذلك بإضاعة مجهود فريق بأكمله نتيجة قرارات خاطئة احتسبها فانعكست تلك الأخطاء بشكل سلبي على نتيجة المباريات.
حرمان من الفوز
بالتأكيد إن أخطاء الحكام كانت كارثية في بعض من المباريات، ويوثق ذلك ما تلتقطه كاميرات الصحفيين من فيديوهات وصور فكانت أخطاؤهم سبباً مباشراً في فوز فرق وخسارة أخرى وقد تجلى ذلك بوضوح في كثير من المباريات ولكنها بالتأكيد ليست مقصودة ولكن معظم الحكام يتأثرون بالجماهير الكبيرة وبالنهاية هم بشر.
فالتحكيم هو أحد عناصر اللعبة ومن الطبيعي أن يكون هناك توفيق وعدم توفيق من قبل الحكام كباقي عناصر اللعبة، لذلك الأخطاء واردة ومن الممكن أن يستفيد فريق في أسبوع من الأخطاء التحكيمية وفي الأسبوع القادم يدفع ثمن نفس الأخطاء وفي النهاية لا نعتقد أن هناك تعمداً من قبل الحكام، فالأخطاء تؤثر على نتيجة المباراة وهنا يكون التأثير أكبر، بمعنى أن يحتسب الحكم ضربة جزاء غير صحيحة أو لا يحتسب ضربة صحيحة أو لا يقوم بطرد لاعب يستحق الطرد، في مثل هذه الحالات يكون خطأ الحكم مؤثراً جداً على سير المباراة.
تصحيح وتصويب
إن على لجنة الحكام الرئيسية عدم التهاون وتجاهل مطالب الأندية بضرورة تصحيح وتصويب أوضاع الحكام ووضع الحكم المناسب لإدارة مباريات الدوري وخاصة أن أندية كثيرة تعرضت لظلم تحكيمي سواء بالدرجة الممتازة أم الأولى، وندعو الاتحاد الجديد لكرة القدم بمراجعة لجنه الحكام والطلب منها وتطوير حكامها لتفادي المشكلات التي تقع نتيجة ظلم تحكيمي وكلنا ثقة باللجنة التحكيمية التي تسعى دوماً لتطوير حكامها والظهور بأبهج صورة ممكنة .
حقيقة
وحتى نكون منصفين وواقعيين يجب أن يعلم الجميع أن لجنة الحكام الرئيسية التابعة لاتحاد الكرة تعمل بكل طاقاتها على أن تبقى الصافرة السورية نظيفة ونزيهة وتعطي جميع الحكام الفرص المتاحة لإبراز الإمكانيات الفنية والبدنية الحقيقية لكل حكم وعلى هذه الإمكانيات يتم التكليف لقيادة المباريات من حيث قوتها وهناك تقييم دائم للحكام من قبل المقيمين الذين يحضرون المباريات ويشاهدون الحكام عن كثب ويسجلون أخطاءهم وبالنهاية يعطون كل حكم علامة يستحقها بعد نهاية المباراة وهذه العلامات تجمع للحكم وعلى أساسها يحصل الحكم على التكاليف لقيادة مباريات جديدة.