من يعيد كرة الاتحاد إلى مسارها الصحيح؟

حلب – عبد الرزاق بنانه:يبدو أن كرة الاتحاد باتت في السنوات الأخيرة حقل تجارب للبعض ممن يدّعي الفهم الكروي فالتسرع والتهور في تجهيز الفريق الكروي لدخوله الدوري والتعاقدات العشوائية غير المدروسة تكررت هذا الموسم مرة أخرى رغم المبالغ الكبيرة التي تم رصدها، فالأداء الذي قدمه الفريق في المباريات الأولى لانطلاق الدوري أكدت للخبرات ودون شك أن هناك مشكلة فنية وأن النادي يبدو وكأنه وقع في نفس فخ الموسم الماضي عندما افتقدت التعاقدات إلى الخبرات الفنية التي تملك الرؤية الصحيحة في اختيار اللاعبين.


‏‏‏


مطب‏‏


في الموسم الماضي تفرد رئيس النادي بإجراء التعاقدات مع اللاعبين حتى قبل تسمية المدرب وقبل تعيين مدير الكرة رغم المطالبة في جميع المنابر الإعلامية بضرورة تشكيل لجنة كروية تملك الخبرة لاختيار اللاعبين، فكان هناك إصرار على الخطأ والنتائج كانت طبيعية في نهاية الموسم المركز السادس الذي لا يليق بسمعة النادي ولا بالمبالغ الطائلة التي تم تخصيصها من الشركة الراعية ويبدو أن في هذا الموسم تكررت الحكاية ولكن بطريقة مغايرة فالإدارة سمت المدرب والجهاز الفني وقامت بتشكيل لجنة فنية كروية ومع كل التقدير والاحترام لهذه اللجنة ولمن قام بالتعاقدات فالجميع كان بعيداً عن واقع الدوري وخفاياه ومفرداته حتى إن البعض أشار إلى أن اللجنة لا تملك إحصائيات عن اللاعبين وأن البعض منهم لم يتابع أي مباراة بالدوري في الملعب على أرض الواقع.‏‏


أين الشباب؟‏‏


عندما تم التعاقد مع المدرب هذا الموسم كانت جميع التصريحات التي أدلى بها تؤكد بأنه سيعتمد على لاعبي الشباب من أبناء النادي وهذه التصريحات لاقت الارتياح والتفاؤل في الشارع الاتحادي لما لهذه الخطوة من مكاسب كبيرة لمستقبل الكرة الاتحادية إلا أن الواقع كان مغايراً للتصريحات التي أدلى بها وعاد النادي ليكون حقل تجارب، وكانت التعاقدات مع بعض اللاعبين الذين كانت إحصائياتهم في الموسم الماضي لا تليق باللعب مع نادٍ كبير تتطلع جماهيره لتحقيق البطولات ورغم ذلك تم استقدامهم على حساب لاعبين شباب ينتظرهم مستقبل واعد .‏‏


صفقات خاسرة‏‏


لعل الصفقة التي تمت مع ثلاثة لاعبين دفعة واحدة وكلفت ميزانية النادي مبلغ /102/ مليون ليرة سورية كما تحدث البعض كانت برأي الغالبية العظمى من الخبرات والمتابعين أنها كانت الأقسى في تاريخ النادي وهي لن تقدم أو تؤخر للفريق فنياً حتى إن البعض ذهب إلى أن البعض منهم سيكون عالة على الفريق وأن أي مدرب جديد للفريق سيأتي إذا حدث تغيير كما يتحدث البعض سيقوم باستبعادهم عن التشكيل الأساسي؟‏‏


أسئلة تحتاج إلى جواب‏‏


أسئلة كثيرة تترد في الشارع الاتحادي تنتظر الإجابة عنها ؟ هل صحيح أن مفاوضات جرت مع المدرب ماهر بحري قبل انطلاق الدوري وبعد مباراة الجيش ؟ من صاحب القرار بانتقاء اللاعبين والتعاقد معهم هذا الموسم؟ لماذا تم استبعاد بعض اللاعبين الشباب المواهب في بداية المباراة الأولى أمام الجيش وبعد مشاركتهم في الشوط الثاني كان هناك إجماع من الخبرات الفنية وحتى من المدرب أن الأداء تحسن بشكل واضح وكان الفريق قريباً من التعادل وحتى الفوز؟ لماذا تكرر السيناريو في المباراة الثانية أمام الكرامة وتم استبعاد بعض لاعبي الشباب؟ هل هناك تدخل من خارج الجهاز الفني في التشكيلة الأساسية؟ هذه الأسئلة وغيرها تحتاج إلى إجابات واضحة وبشفافية عالية.‏‏


أخيراً‏‏


بغض النظر عن نتيجة المباراة التي جرت يوم أمس مع الجار الحرية فالكرة الاتحادية أمامها طريق واحد فقط كما يتحدث أصحاب الخبرات والمتابعون ومحبو النادي وهو إعادة النظر ببعض التعاقدات التي تمت مع بعض اللاعبين الذين باتوا عالة على الفريق وضرورة تغيير الاستراتيجية بالاعتماد على اللاعبين الشباب الذين تتمناهم أندية كبيرة أن يكونوا في صفوفها لأن معظمهم يملك الموهبة ليكون نواة لمستقبل النادي والكرة السورية.‏‏

المزيد..