متابعة – مهند الحسني:نتابع اليوم في حلقتنا الثانية عن الأمور والقضايا الواجب إعادة النظر فيها في سلتنا، فبعد الحديث عن المنتخبات الوطنية وطريقة إعدادها، كان لابد من التحدث أيضاً عن إقامة الدوري القوي والذي ينعكس على مستوى اللاعبين، إضافة إلى ضرورة دراسة إعادة اللاعب الأجنبي لصالاتنا مع تأمين مقومات تواجده كافة، واليوم سنتحدث في عددنا عن موضوع الحكام والمدربين والميني باسكت ودوري الفئات العمرية، فهناك العديد من الهنات والسلبيات التي ظهرت في هذه المفاصل الجديدة في عهدة الاتحاد السابق، ويجب على الاتحاد المؤقت تلافي هذه الأخطاء، والعمل على تجاوزها نحو مراحل أكثر إشراقاً.
الحكام والاحتراف
لا نغالي إذا قلنا بأن القاعدة التحكيمية لحكام السلة قد بدأ ناقوس الخطر يقرع بها منذ أكثر من عشرة أعوام من دون أن تكون هناك حلول جذرية لمشاكل الحكام، وخاصة بعد عزوف بعض الحكام نتيجة الظروف، إضافة للنقطة الأهم وهي عدم رفدها بحكام شباب جدد منذ سنوات، وقد ترك الأداء التحكيمي في المواسم الماضية الكثير من إشارات استفهام بعدما كثرت الصافرات الخاطئة، والتي أهدت الفوز لفريق على حساب الآخر، الأمر الذي وضعنا أمام حقيقة أن أغلبية حكامنا قد شاخت صافراتهم، وباتوا قاب قوسين أو أدنى من أبواب الاعتزال.
ومن المستغرب أن جميع مفاصل اللعبة شملها الاحتراف باستثناء الحكام الذين باتوا خارج التغطية، رغم أهميتهم في رفع مستوى اللعبة من عدمه، لكن القيادة الرياضية السابقة ورغم كل النداءات التي وجهها الإعلام لها من أجل احتراف الحكام، غير أنها لم تعر هذه النداءات أي اهتمام تحت حجج وذرائع ما أنزل الله بها من سلطان، لذلك لابد للاتحاد المؤقت أن يستفيد من الحالة الإيجابية الحالية، بوجود البطل فراس معلا برئاسة الاتحاد الرياضي، ويضع مشروعاً متكاملاً عن احتراف الحكام من أجل أن تكتمل الحلقة الاحترافية، يرتفع مستوى اللعبة بشكل عام.
دعونا نتحدث بصراحة بأن واقع حكام السلة لم يعد بحاجة لأقوال وشعارات رنانة ووعود وأحلام، وإنما لوقفة صادقة وجريئة من أجل إيجاد السبل الكفيلة لجميع مشاكل الحكام، بعيداً عن الوعود الواهية التي باتت كالمعلبات المستهلكة الفاقدة الصلاحية، وعلى اتحاد السلة المؤقت السعي قبل بداية الدوري إلى رفع أجورهم من أجل أن يكون هناك إقبال ورغبة لدى الحكام الشباب لدخول عالم التحكيم ورفد القاعدة، غير ذلك سيبقى حكامنا كريشة في مهب الريح تتقاذفهم الأنواء والعواصف من دون أن يكون هناك حلول جذرية، الأمر الذي سيؤدي إلى تفاقم مشاكلهم حتى تصل إلى نفق مظلم لا مخرج له.
دورات عالية
على الرغم من الخطوات التي قام بها اتحاد السلة السابق بموضوع رفع مستوى مدربينا الوطنيين وإقامة دورات تدريبية لهم، غير أن هذه الخطوات كانت خجولة ومتواضعة، ولم تلب الطموح، فالدورات رغم ندرتها لم تكن كافية، والحضور لم يشمل جميع المدربين، واقتصر في الفترة الأخيرة على دورات إلكترونية والتي لم تأت بأي فائدة نظراً لغياب الدروس العملية، إضافة إلى أن الدورات التدريبية عالية المستوى باتت ترهق مدربينا لكونهم يتجشمون تكاليفها المالية الكبيرة وعناء السفر من أجل الحصول على المعلومة الجديدة، لذلك الفرصة مواتية لإعادة النظر بالدورات المقامة، والعمل على استقدام محاضرين دوليين من مستوى عال، مع إمكانية فرض الالتزام لجميع مدربينا حتى تكون الفائدة الفنية كبيرة على الجميع، ولا ضير من إعادة تصنيف المدربين بآلية جديدة تضمن حقوق جميع المدربين بمختلف الدرجات.
الميني باسكت
لم تشهد هذه الفئة أي شيء جديد منذ سنوات، ولم تخرج هذه اللجنة من الورق التي كتبت عليها، وكانت دوراتها خجولة وغير ملبية، ويسودها الفوضى وسوء التنظيم، ورغم أهمية هذه الفئة العمرية في دعم مفاصل اللعبة غير أنها ما زالت مغيبة ولم يتمكن الاتحاد السابق من تنشيط عمل هذه اللجنة، فمثل هذه البطولات تقام كمهرجانات كرنفالية تتنافى فيها لغة الفوز والخسارة، لكونها تشجيعية، لذلك ومع تولي رئاسة اللجنة في الاتحاد المؤقت للآنسة سلام علاوي صاحبة الخبرة، من المتوقع أن تشهد اللجنة العديد من الخطوات الصحيحة والتي من شأنها أن تسهم في إقامة العديد من المهرجانات في جميع المحافظات، لكون اللجنة الجديدة ضمت عدداً كبيراً من الخبرات الشابة من جميع المحافظات، وهي قادرة على تنفيذ كل ما يخطط لها من قبل مركز صنع القرار بالاتحاد.