محمود قرقورا :استضافت مدينة أبي الفداء يوم الأربعاء الفائت مباراة كأس السوبر الكروية السنوية بين تشرين بطل الدوري والوحدة بطل الكأس إيذاناً بانطلاق الموسم الكروي، وانتهى اللقاء بفوز الوحدة بهدفين مقابل هدف واحد مع ركلة جزاء بددها مهاجم الوحدة محمد زينو في الوقت بدل الضائع من زمن الشوط الأول، فاحتفل الوحدة مع مدربه غسان معتوق باللقب الثاني في هذه المسابقة بعد لقب 2016 مع المدرب رأفت محمد، وخسر المدرب ضرار رداوي مباراة السوبر للموسم الثاني توالياً بعدما كان مدرب الوثبة في الموسم الماضي عندما خسر أمام الجيش بهدفين دون مقابل.
ولكن ما حدث على هامش المباراة أخذ الحيّز الأكبر مقارنة مع ما حدث داخل المستطيل الأخضر، فتعطلت لغة الكلام على مقدمة غير لائقة، وما هكذا يكون الاستهلال!
فالمباراة تعادلت فيها كفة الأهداف المسجلة مع البطاقات الحمراء بالنتيجة ذاتها، فكما فاز البرتقالي بهدفين لهدف طُرد منه لاعبان مقابل لاعب من تشرين، فخرج عبد الرحمن بركات ومؤيد الخولي من الوحدة ومحمد مرمور من تشرين، ما طرح تساؤلات حول التشنج المرفوض.
فإذا كانت هذه المباراة نافذة للموسم الكروي القادم فالأمور لا تبدو مبشرة لا فنياً و لا أخلاقياً و لا تشجيعاً، فالبعض من جمهور الفريقين لم يرتق في هتافاته وهذا مرض عضال لا برء منه، ودائماً نتساءل: ما دور روابط المشجعين وإدارات الأندية في نشر الروح الرياضية وإطلاق هتافات محببة بعيدة عن التشنج والتعصب الأعمى؟
إذا كان اللاعب الدولي غير قادر على ضبط أعصابه وهو فائز، بل وهو مسجل هدفي الفوز فتخرج منه حركات مسيئة لأدب الملاعب فتأخذ المباريات مداً وجزراً بسببه، فمتى يكون قادراً على ضبط أعصابه ؟ وهل وضعت إدارات الأندية بنوداً تأديبية في عقود هؤلاء تزامناً مع البنود التحفيزية؟
ما السبب في السلوك السيئ لعدد من لاعبي الوحدة خاصة أن الأمر يبدو استمراراً للموسم المنصرم، إذ أشهرت بوجه لاعبيه 86 بطاقة صفراء في الدوري الماضي مع بطاقتين حمراوين، مضافاً إليها أربع بطاقات حمراء في مسابقة الكأس، دون نسيان حرمان علي رمال ومؤيد عجان بسبب تجاوز الخطوط الحمراء على مواقع التواصل الاجتماعي ؟
الحضور الجماهيري كان دافعه تأمين ريع لائق لعائلات منكوبة وليس لزيادة الطين بلة وعدم التحلي بثقافة تقبل الفوز والخسارة، فالأفضل اللعب من دون جمهور، وإلا فسيتحول من اللاعب رقم 12 داعماً ومسانداً للاعب الخصم الأول، ولنا في تجارب الموسم الماضي شواهد كثيرة على جماهير أثقلت كاهل صناديق أنديتها.
ما الفائدة من حضور مشجع يدفع ثمناً بخساً للحضور ويتسبب بخسارة ناديه أموالاً طائلة عمل بكل ما بوسعه لتأمينها، وما الجدوى من التعاقد مع لاعب غير قابل للانضباط وكأنه جُبل على سوء السلوك!؟
مختصر المباراة
لم يرتق الأداء مقارنة مع هوية اللاعبين في الفريقين ولم يقدم الوافدون الجدد في كليهما المستوى المأمول، وجلّ ما قدمه الجفال الحصول على ركلة جزاء بددها الوافد الآخر للبرتقالي محمد زينو ولم يصنع حميد ميدو الفارق، ولم يقدم ورد السلامة وكامل كواية وماهر دعبول للبحارة الفوز.
هدف الوحدة الأول سجله عبد الرحمن بركات في الدقيقة الثامنة والعشرين مستثمراً كرة ركنية ترافقت مع سوء تمركز مدافعي تشرين عند الدقيقة الثامنة والعشرين، وأدرك البحارة التعادل بعد ست دقائق بفضل المرمور من رأسية غاب فيها دفاع البرتقالي عن التغطية المطلوبة، وهدف اللقب سجله البركات من علامة الجزاء في الدقيقة التاسعة والسبعين، ومعها توقفت المباراة قرابة تسع دقائق فلعب الحكم 11 دقيقة وهذا غير كاف من وجهة نظر التشرينيين وهذا صحيح.
وللتذكير قاد المباراة الدولي عبد اللـه بصلحلو بمساعدة محمد قزاز وعبد السلام كليب والرابع عمار أبو علو.