حدثت جملة من الأحداث المتوالية عصفت بكرة القدم في بلدنا، حيث تعرّضت كرة القدم السورية لجملة من المنغصات، توالت على فترات وأشعرت الشارع الكروي بالغضب، كما أن هذه المنغصات عصفت باتحاد كرة القدم، فتقدم باستقالة جماعية نتيجة لما صادفه منتخبنا الأول، أي منتخب الرجال، من صدمات أفقدته ثقة المحبين وقلصت كثيراً من عشق العاشقين.
كلنا يعلم أن منتخبنا الأول لكرة القدم شكل في تصفيات المونديال السابق، أي كأس العالم روسيا 2018 ، حالة جماهيرية وطنية وكان هذا المنتخب على بعد خطوتين من الوصول إلى النهائيات العالمية وتحقيق حلم الجمهور المتعطش لهكذا إنجاز لكنه لم يوفق، ومع ذلك استمر التعاطف معه ووجد الناس له أعذاراً تمثلت بإصابة ستة من لاعبيه الأساسيين وهذا ما لا تقوى عليه أهم منتخبات العالم.
التحول في مسيرة المنتخب بدأ من حيث الاستعداد إلى نهائيات آسيا، أي بطولة كأس الأمم الآسيوية التي تأهلنا إليها، فكثرت الفتاوى ومنها الاستغناء عن المدرب الوطني وهكذا كان، فتم التعاقد مع مدرب ألماني وخضنا النهائيات وتعرّض فريقنا لخسارات وهزات وخرجنا من الدور الأول بلا هيبة وبلا حضور مؤثر، وتم فيما بعد تكليف المدرب الوطني فجر إبراهيم للتدريب وشارك في دورتي الصداقة و الهند الدولية وأخيراً في بطولة غرب آسيا في الأردن، لكن النتائج تباينت ولم تكن كما تشتهي سفن العشاق، إذ لم يحقق المنتخب في غالبية المباريات التي خاضها أي نتيجة مفرحة وعلى العكس تماماً كان الخروج من مطب إلى مطب آخر ومن نتيجة عقيمة إلى ثانية أكثر عقماً، وهبت مواقع التواصل الاجتماعي والتهبت كلماتها وطالبت علناً بإقصاء المدرب لأنه – على حد قولهم – لم ينجح ولأنه شكل ثلاثة منتخبات متلاحقة للمناسبات التي خاضها، لكن المدرب لم يغادر وأعطته القيادة الرياضية الثقة من جديد، وهاهو الآن يبدأ خطوات الاستعداد والإعداد للتصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لنهائيات كأس آسيا والمؤهلة لدخول تصفيات كأس العالم القادمة، ولأنه بقي فقد أعلن عن أسماء ثمانية وعشرين لاعباً هم قوام المنتخب الذي سيواجه منتخب الفلبين في تصفيات مجموعتنا على طريق التنافس الآسيوي، وحين نقرأ الأسماء المدعوة والمرشحة والتي سيتم اختيار ثلاثة وعشرين لاعباً منهم ندرك تماماً أن مدربنا عاد إلى المحترفين من جديد وهم الذين شكلوا لنا سابقاً منتخباً له شخصية وحضور وامتياز، أي إنه عاد إلى الدفاتر القديمة، ولقد أحسن فعلاً بهذه العودة لأننا لا نملك أفضل من محترفينا ولأنهم هم القوام الذي يجب الاعتماد عليه، من هنا نقول وبلغة أهل البلد والحريصين على سمعة رياضتنا بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص ( عفى الله عما مضى ) وسنفتح صفحة جديدة مع منتخبنا وسنكون كإعلاميين عوناً له فالسباق الآسيوي اقترب والمهمة وطنية ولم نتعود أبداً إلا أن نكون مع منتخباتنا.
نتمنى لهذا المولود الجديد بميلاده الجديد، أي المنتخب الجديد المتجدد، التوفيق والنجاح وسنقف إلى جانبه وندعم مسيرته ونشجعه وكل ما نطلبه أن يكون أهلاً للحصول على النتائج المطلوبة وإعادة الفرح إلى شارع كروي تعذب كثيراً.
عبيــر علــي a.bir alee
“>@gmail.com