الأولمبياد الوطني.. مضيعة للوقت وهدر للمال أم لتحقيق الأهداف؟!

دمشق – مالك صقر: الأولمبياد رحلة عمل متميزة وشاقة تحتاج الى التخطيط والتنظيم السليم والذي يبدأ من القاعدة الى القمة بهدف رسم خريطة للرياضة السورية من خلال الاهتمام بالقواعد التي هي السبيل الوحيد لرفد المنتخبات الوطنية بالمتميزين والموهوبين في جميع الألعاب بدون استثناء


‏‏‏‏


كما يعكس مدى اهتمام كل محافظة من المحافظات بألعابها وكذلك تظهر دور فروع الاتحاد الرياضي العام في المحافظات بالألعاب وتعكس مدى التطور، حيث إن النتائج التفصيلية تعطي دلالات على ذلك، وهذه الدلالات يجب دراستها ومتابعتها بشكل جدي من اللجان التنفيذية للألعاب الرياضية واتحادات الألعاب والأندية لوضع خريطة الرياضة السورية من البداية، وبات التخصص أمراً ضرورياً، ولم يعد الأمر بحاجة للانتظار، ويجب فرض التخصص على الأندية وعدم انتظار موافقتها من عدمه، فإعادة بناء الرياضة السورية بحاجة لقرارات حازمة وإن لم تعجب البعض فهي لمصلحة الرياضة وإعادة أمجادها.‏


مراوحة بالمكان‏


لكن ما لمسناه في الواقع العام لرياضتنا لا تزال تراوح بالمكان رغم كل المحاولات لوضع الفئات العمرية في دائرة الاهتمام ودعمها باعتبار أنها أساس بناء أي رياضة ، ورغم كل الاجتماعات التي تصب في هذه الخانة ، لا تزال كل أقلام المطالبة بذلك بلا حبر وكل الكلام مجرد كلام ، لكن ليعلم من يريد أن يعرف بأن الفئات العمرية ضرورة حتمية لكل ناد رياضي في ظل الظروف الحالية وتطور الرياضة مرهون بوجود دوري معتمد بحاجة لوجوه قادرة على مواكبة التطور العلمي الراهن بفكر علمي فني عالي ومميز وبمدارس تكتيكية مختلفة بحيث يكون اللاعب قادرا على تطبيق ما أحيل إليه من واجبات والظهور بمستوى جيد كل ذلك بحاجة لتدرج مناسب من فئة الى فئة أعلى وبشكل متواصل لا كما يحصل اليوم لهذه الفئات التي يكون فيها التجمع على مدار أيام معدودة وربما اقل وباقي العام يغطون في سبات ونوم عميق .‏


مشاركة جيدة‏


مؤخراً انتهى تجمع أولمبياد الناشئين بكرة اليد والتي شارك فيه 12 محافظة قسمت إلى مجموعتين، وفي النهاية صعد للأدوار النهائية كل من منتخب محافظة حماة الذي تصدر البطولة، وتلاه بالمركز الثاني منتخب محافظة ريف دمشق والمركزالثالث منتخب محافظة درعا ومنتخب محافظة دير الزور بالمركز الرابع وكل هذه المباريات جرت على مدار خمسة أيام.‏


«الموقف الرياضي» توجهت للعديد من المدربين بسؤال عن أهمية الأولمبياد وما الفائدة الفنية التي يمكن أن يحققها هذا التجمع ؟‏


طبعاً البعض أجاب والبعض الآخر امتنع عن الإجابة فماذا قالوا:‏


مقترحات مهمة‏


المدرب عصام دهمش رئيس لجنة المنتخبات قال: مشاركة 12 محافظة أمر رائع، حيث قسمت إلى مجموعتين، علماً بأنه شاركت فئة الأشبال 14 سنة حيث تم تشكيل لجنة لانتقاء الموهوبين برئاستي، ولقد تابعت جميع المباريات وظهرت خامات متميزة ستكون عماد المنتخب نظراً لأن مدربيهم أجادوا الانتقاء والتحضير والاستعداد وسيتم تقديم أسماء هؤلاء الى اتحاد اللعبة الذي بدوره سيتم تشكيل منتخب المستقبل لهذه الفئات ضمن برنامج معد ومدروس، وكان اللافت بأن معظم لاعبي المنتخبات المشاركة كان ينقصهم مباريات والاستعداد بالرغم من المستوى الجيد الذي قدموه، وتميزت منتخبات كل من حماة وريف دمشق ودرعا ودير الزور وحلب ودمشق لكن كان اللافت في التجمع هو ضغط المباريات لضيق الوقت وأماكن الحجوزات والأعداد المشاركة في جميع الألعاب.‏


أفكار جديدة‏


أما المدرب عمر فريد فقال: الاولمبياد فكرة جيدة ولو كانت تخصصية لكل لعبة، أي إقامة أدوار تمهيدية على مراحل ثم جمع 6 فرق في نهائي وكل يوم مباراة وأضاف فريد: طبعا بسبب أمور الإقامة وهناك ألعاب مختلفة تم اختصار هذه البطولة مع ذلك يبقى النشاط مقبولاً ونطمح من خلاله لتطوير هذه الفئات ونبعد عنه هدف المركز وإنما الاحتكاك بكثرة المباريات ولا نعتب على أحد بالأمور مقيدة ضمن مده محددة وأنا في المستقبل أتمنى إطلاق أفكار بطولات للصغار في كل محافظة يتم فيها استضافة وإقامة لنشر اللعبة ودعمها.‏


من جهته المدرب عبد الناصر شقير قال: هذا النشاط ضروري لهذه الفئات لكن يجب أن يكون على مدار العام وليس بمدة قصيرة جدا وضغط بالمباريات ما يسبب إرهاقاً كبيراً لهذه الفئات وكان يفضل إقامة مرحلتين من ذهاب وإياب أو كل يوم لعبة واحدة والسؤال عمل عام كامل يختزل بأيام قليلة ؟ هذه الفئات تحتاج الى عمل متواصل وعلى مدار العام من أجل اختيار المواهب والمتميزين ورعايتهم ضمن أسس وخطط علمية لإنتاج منتخب وطني مستقبلي بقواعد وقياسات عالمية كما تفعل فرنسا قاعدة العمل الرياضية لديها الأفضل للأصغر، فمن هنا يصنع الأبطال .‏


وكانت آخر وقفاتنا مع المدرب الخبير محمود النجار مدرب منتخب محافظة حماة والفائز بالمركز الأول فقال :هذا النشاط ضروري جدا لمواليد 2004-2005 والذي ظهر فيه منتخب حماة بشكل جيد جدا وكذلك منتخب دمشق والذي مثله دير عطية أيضا كان متميزا وأيضا فريق درعا وفريق دير الزور ظهرت لديه خامات متميزة، عملنا إحصائية لحوالي أكثر من 25 لاعبا مع الحراس كانوا متميزين وموهوبين والمفروض أن تقدم لهم رعاية واهتمام متابعة بشكل دوري، ولكن أنا مع إقامة نشاط دوري متواصل لنفس الفئات على مدار العام كونهم نواة كرة اليد السورية في المستقبل.‏


لنا كلمة‏


وفي الختام لا بد من القول: نأمل من القائمين على كرة اليد أن تحظى هذه الفئة بالدعم والاهتمام والمتابعة، لا أن يمضي كل لاعب و مدرب و مسؤول في طريقه، كما درجت العادة وكأن شيئاً لم يكن؟‏


ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه ؟ هل سيحقق هذا الاولمبياد الغاية والهدف منه بانتقاء المواهب والمتميزين ومتابعتهم وضمهم للمنتخبات ؟ أم إنها ستكون مجرد تجمع وهدر المال والوقت ؟‏

المزيد..