نظرة إلى الواقع .. إيقاع الانتخابات على أنغام أذون السفر

مهند الحسني..ما زالت بوصلة سلتنا غير ثابتة في جهة معينة، ويبدو أنها لن تثبت طالما أن هناك مصالح ومحسوبيات لصالح هذا وذاك، وهي لن تشهد أي تطور طالما أن المصالح الشخصية باتت شعارات هامة للبعض وإن كانت على حساب المصلحة العامة للعبة


وما نتكلم عنه حقيقة ملموسة وواضحة، وهناك فصول مسرحية نشهدها هنا وهناك هدفها كسب ود الجميع لكون الانتخابات اقتربت، ومن كان عدو الأمس يصبح بقدرة قادر صديق اليوم، وهكذا تجري الفصول على حساب مستوى أنديتنا ومنتخباتها وأنديتها بشكل عام.‏‏


حقيقة‏‏


يوم بعد يوم يتحفنا بعض المنتفعين بشعارات النشاط و الحيوية و الإخلاص و الجهود التطوعية في صالح كرة السلة، حتى تحسب بأن تاريخ السلة السورية بدأ من عندهم، وهم على أرض الواقع لا نرى من جهودهم و اهتماماتهم ما تتجاوز حصاد اذن سفر من هنا، أو قرع طبل الانتخابات من هناك، أو استجماع مقومات النزهة الطيبة ( الماء و الهواء و .. ).‏‏


‏‏


تلميع‏‏


من قرع آذاننا بمشاريعه الاستراتيجيات القصيرة و المتوسطة و البعيدة المدى لكرة السلة في الفترات الماضية، لم يكلف نفسه عناء الحضور إلى بطولة تقام في محافظته لأن حضورها لا يكسبه تعويض إذن سفر، أما في المحافظات الأخرى فالنشاط التطوعي يصبح مأجوراً و الدقائق المطلوبة لانتشال كرة السلة في محافظته يخصصها لأي محافظة أخرى ليضيف أصواتاً انتخابية إلى رصيد الوهم المباع في الانتخابات السابقة لا يستحق تجديد الثقة من خلع عباءة وصوله الى حيث هو اليوم في غفلة من الزمن، وهدم جسر العبور بأصوات المستضعفين بعد أن أوهمهم بأنه سفيرهم، و ناقل همومهم و مذللها ليكتشفوا أن حدود تفكيره لا تتجاوز اللهاث وراء مراقبة المباريات، أو الجولات التفقدية و المحاضرات التثقيفية و اللقاءات الاستعراضية.‏‏


غير معقول‏‏


في محافظة لا ينقصها من مقومات كرة السلة إلا بعض الدعم المادي و الكثير من الدعم المعنوي، اجتهد القائمون على لجنتها الفنية في إطلاق بطولة على مستوى المحافظة لتعوض غياب المنافسات الرسمية لتنطلق المنافسات في غياب كامل لممثلي اتحاد كرة السلة بما فيهم ممثل المحافظة في الاتحاد، و في نفس اليوم يتواجد هذا الممثل مع عضو آخر، أو أكثر في بطولة محافظة أخرى تبتعد ضعفي المسافة عن اتحاد كرة السلة، لكن الجبهات الانتخابية السلوية المبكرة تفرض التواجد فيها لأن ظنهم أن رصيد أصوات الضعفاء و المستضعفين في المحافظة المغيبة من اهتمام الاتحاد مضمون، و هو في جيب هذا العضو البار لمدينته و أن الحضور في المحافظات البعيدة جغرافياً يحقق فوائد السفر السبع.‏‏


سؤال‏‏


لمن يسأل لما ابتليت بعض المحافظات بعدم توازن ما تمتلكه من مواهب و خامات بشرية استثنائية مع ما تحققه من نتائج؟ فالإجابة تخص العقليات القائمة على رئة كرة السلة فيها كونها لا تفكر إلا في الأنا و المصلحة الشخصية و دريهمات أذن السفر، إنها محطة هامة للتقييم، و إذا كان لا خير يرجى ممن أنكر فضل أصحاب الفضل عليه، فإن إعادة التقييم واجبة ممن منحه ثقته و صوته سابقاً كي لا تقع نفس الفأس في نفس الرأس مرة أخرى.‏‏


خلاصة‏‏


لا ننتظر درساً فلسفياً بأن الوطن رقعة واحدة، و بأن عضو الاتحاد لا يمثل محافظته بل يمثل كرة السلة السورية، بل نريد تطبيقاً عملياً لمعاملة جميع البطولات بنفس السوية من الاهتمام، فكما نعمت بطولتا دمشق و اللاذقية بالكثير من الرعاية و المتابعة من قبل أعضاء الاتحاد، فإن من حق جميع بطولات المحافظات أن تحظى بنفس القدر من الرعاية و الاهتمام، و ليحتفظ فلاسفة كرة السلة بنظرياتهم لأنفسهم و ليسكتونا بعدالتهم الميدانية، وللحديث بقية.‏‏

المزيد..