متابعة – أنور الجرادات:لازالت تجربة احتراف اللاعب السوري في الملاعب الخارجية منقوصة وتتواجد فيها الكثير من نقاط الضعف، فعلى الرغم من الاعتراف بمدى أهميتها وتأثيرها إيجابياً ليس على اللاعب
فقط بل على المنتخبات الوطنية لو تم استثمارها بشكل صحيح إلا أن النظر إلى هذه التجربة وتقييمها من جميع الجوانب سيجعل المتابع والمختص يشخص عدم قدرة أغلب لاعبينا على الاستمرارية ومجاراة الفكر الاحترافي إلا على مستوى المنطقة العربية وهناك أمثلة كثيرة في هذا الأمر تحديداً ولها تجارب تضرب ولا تقاس وبالمحصلة فإن الاحتراف يحتاج لعطاء كبير ومتواصل يختلف عما يقدمه اللاعب على المستوى المحلي لكسب ثقة المدرب الأجنبي الذي لا يعرف المجاملة.
أنديتنا المحترفة ضعيفة
يقول خبراء متابعون: لم يكن احتراف اللاعب السوري في الخارج بمستوى الطموح كون أكثر اللاعبين لم يختروا النوادي والبلدان الصحيحة التي يمكن من خلالها تطوير قدراتهم الفنية والبدنية حيث كان الاحتراف مادياً أكثر منه فنياً وقد شارك السماسرة في هذا الضعف الاحترافي والذي يعود بالتالي بنتائج سلبية على اللاعبين والمنتخبات الوطنية،
وربما يكون عمر السومة وعمر خريبين هما أفضل محترفينا كونهما يلعبان في دوري قوي ومنظم وطورا كثيراً من قدراتهما الفنية، ونعتقد بأن المحترفين في الخارج هم من أفضل لاعبينا ولا يمكن لأي مدرب يشرف على تدريب المنتخب الوطني إغفالهم برغم من أن الحقيقة تقول بأن العديد منهم فقد الكثير من إمكاناته نتيجة الجلوس في مقاعد الاحتياط أو في فرق غير منافسة وتلعب لإكمال الدوري فقط.
تجربة التميز
يعتقد خبراء آخرون أن محترفينا في الخارج من اللاعبين الجيدين والموهوبين وعليهم استغلال جو المنافسات العالي لتطوير قابلياتهم لكن على الأرض فإن اللاعب الوحيد الذي استغل الاحتراف استغلالاً حقيقياً وطفر بمستواه طفرة نوعية فهو عمر السومة وبشكل ملفت للنظر.
ورغم أن أغلب لاعبينا جيدون ولكن يجب أن تكون للاعب المحترف بصمة واضحة مع فريقه وكذلك مع المنتخب الوطني، أما الإضافات الفنية فلغاية الآن لم نجد الفارق الكبير بينهم وبين لاعبي الدوري المحلي عندما يتواجدون مع المنتخب في البطولات الرسمية وهو ما يعني عدم استفادتهم القصوى من الاحتراف.
اختلاف درجات التقييم
أما خبراء قالوا من جانبهم إن اللاعبين المحترفين الذين يلعبون في الدوريات الخارجية أصبحوا أكثر مهارة وإقناعاً في المواسم السابقة لتعودهم على الأجواء الاحترافية وهضمهم للأساليب الخططية المتبعة من قبل المدربين بعدما قدموا المستويات الفنية الجيدة في أغلب المباريات التي شاركوا فيها وإن اختلفت درجات التقييم للاعبين على أدائهم في المباريات التي تعود إلى نوعية الفريق وجودة الدوري الذي يحترف فيه اللاعب وتطبيقه للواجبات بشقيها الدفاعي والهجومي.
ووفقاً لتلك المعطيات الفنية والأدائية فإن قائمة الأبرز من بين لاعبينا المحترفين يتصدرها اللاعب عمر السومة الذي تمكّن بحكم خبرته ومميزاته الفنية من سرعة الانسجام مع فريقه وكفاءته ومهارته وبراعته في تطبيق الواجبات في دوري صعب ومثير التي على إثرها نال ثقة المدرب وثناء جمهور النادي الغفير وتقدير الإعلام السعودي، ثم يأتي دور اللاعب الآخر عمر خريبين الذي كان أداؤه مع ناديه مقنعاً وبثوب تكتيكي رائع منحه ديمومة البقاء في الدوري القوي وواصل اللاعب المهاري محمد عثمان فواصله الإبداعية مع فريقه بفضل أهدافه وتسخير مهاراته الفردية العالية لصالح الفريق في المباريات القوية ومازال اللاعب مارديك مواصلاً بقوة في فرض أسلوبه مع فريقه فاستطاع ترك بصمة في كل مباراة يشارك فيها مع فريقه من خلال تحركاته التكتيكة ومهاراته الفردية ومنحه حرية التحرك في الثلث الوسطي، فحصل على درجة الإبداع ومن الممكن أن يتطور مستواه في المباريات المقبلة بعد زيادة تفاهمه مع بقية اللاعبين والحال نفسه ينطبق على اللاعب يوسف القلفا الذي تمكن من تأكيد جدارته المهارية مع فريقه ويكون الورقة الرابحة على الرغم من أن فريقه يعاني العديد من الثغرات في الجانبين الدفاعي والهجومي .